محمد فتحى
لجأت الفضائيات إلى إنتاج نوعيات جديدة من البرامج لجذب انتباه الجمهور، بهدف الحفاظ على نسب المشاهدة، وعلى حجم الإقبال الإعلانى بعد تراجع معدلات مشاهدة برامج التوك شو.
من البرامج الجديدة، برامج اكتشاف المواهب، أو ما يعرف بالـ«فورمات» إلى أن ظهرت برامج الصحافة الاستقصائية، مثل «المستخبى» و«كلام فى سرك».
تتميز تلك النوعية من البرامج بأنها جاذبة للمشاهد والمعلن فى نفس الوقت، وتعتمد فكرتها على النزول إلى الشارع لكشف حقائق وأسرار قضية معينة من خلال تحقيق مصور، يقوم به مقدم البرنامج، مع إخفاء هويته مثل برنامج «المستخبى»، أو المشاركة مع حملات المباحث على المصانع المخالفة أو الخارجين عن القانون مثل «كلام فى سرك».
من جانبه، قال الدكتور إبراهيم الصياد، الخبير الإعلامى، رئيس قطاع الأخبار السابق باتحاد الإذاعة والتليفزيون، إن الصحافة الاستقصائية بوجه عام من أفضل الأشكال الصحفية جذبا للمشاهد، خاصة أنها تتناول قضايا المجتمع عن قرب.
وأضاف أن تلك النوعية من البرامج أصبحت أكثر جذبا للمشاهد، وقال إن على مذيعى التوك شو ضرورة الخروج من «الإطار الكلامى»، بتضمين برنامجهم عددًا من التحقيقات الاستقصائية.
وعن حجم الإقبال الإعلانى على برامج التحقيقات الاستقصائية أشار إلى أن وكالات الإعلان المتعاقدة، تنظر للمواد البرامجية بالقناة وتقوم بتوزيع الإعلانات عليها حسب قوة كل برنامج، وقال إنه نظرًا لأن تلك البرامج حديثة العهد على الإعلام المصرى، فمن الطبيعى أن يتحقق الإقبال الإعلانى عليها تدريجيًا خاصة أن مقدميها ليسوا نجومًا فى مجالهم.
وعن مدى تأثير أزمة الإعلامية منى عراقى، التى أثيرت عقب حلقة «حمام رمسيس» لفت إلى أن التقييم لا يتم بالحلقة، وإنما للفكرة ككل، وأشاد بقوة الأفكار التى تقدمها تلك البرامج والتى يكون للمعد فيها دور مهم فى اختيار القضية وكيفية تناولها.
قال الدكتور جمال مختار، رئيس مجلس إدارة وكالة أسبكت للدعاية والإعلان، إن تلك النوعية من البرامج نسخ باهتة من فكرة «التوك شو» التى ملها المشاهد فلجأ بعض القنوات إلى تقديمها بطرق أخرى اعتمادًا على إبراز الحوادث والفضائح وفتح الملفات وإنه بعد نجاح التجربة لجأ عدد من المحطات لتقديم نسخ مكررة دون أى تجديد أو ابتكار.
وأشار إلى أن الإعلام لم يعد لديه أى مشكلة أخلاقية فى التهويل وإثارة الأحداث بالشكل الذى يضمن له تحقيق نسب مشاهدة مرتفعة، إلا أن الجمهور أصبح أكثر وعيا ويستطيع التمييز جيدًا، مشددًا على أن تلك الممارسات تعتبر أخطاء مهنية جسيمة.
وأكد أن تلك البرامج نسخ كربونية من برامج لبنانية مثل برنامج 14/15 الذى يقدمه الإعلامى طونى خليفة، وبرنامج أحمر بالخط العريض، بالإضافة إلى أحد البرامج الذى يرصد حملات وزير الصحة اللبنانى وائل أبوفاعور على المطاعم المخالفة، مؤكدًا أن النسخ اللبنانية تعلن أسماء الأماكن بهدف التوعية، على عكس النسخ المصرية التى تتحفظ على ذكر أسمائها لأهداف غير معلومة.
وقال الدكتور محمد عطية، الخبير التسويقى، إنه مع تراجع نسب مشاهدة برامج التوك شو مؤخرًا ظهرت نوعية جديدة من البرامج التى بدأت نسبة مشاهدتها تأخذ منحى تصاعديًا مع مرور الوقت مما شجع القنوات على إنتاج برامج مشابهة.
وأشار إلى تلك البرامج بدأت تحظى باهتمام المعلنين خاصة مع نجاح تجربة ريهام سعيد، فى برنامج صبايا الخير، واستمراره لسنوات متواصلة حتى أصبح محل اهتمام إعلانى كبير، إلى أن تكررت التجربة فى برامج أخرى مثل المستخبى وكلام فى سرك – مع اختلاف نسبنى فى الفكرة والمحتوى عن «صبايا الخير»، لكن ما ينقص هذان البرنامجان هو أن مقدميها ليسوا نجوما، مؤكدًا أن النجومية ستأتى مع الوقت والاستمرار فى تقديم محتوى متميز.
وأضاف أنه رغم تراجع نسب مشاهدة برامج التوك شو، لكن إعلاناتها مازالت أكثر من برامج الصحافة الاستقصائية لأن الأخيرة مازالت حديثة العهد، ولم تحقق الشهرة الكاملة، متوقعًا ارتفاع حجم الانفاق الإعلانى تدريجيًا بدءًا من المواسم المقبلة.