توقع خبراء مصرفيون منافسة البنوك العاملة في السوق علي جذب المستفيدين بشبكة الضمان الاجتماعي علي أرباب المعاشات وذلك علي خلفية الإعلان عن صرف المعاشات باستخدام البطاقات الالكترونية من ماكينات الصراف الآلي الخاصة بالبنوك، بجانب ماكينات صندوقي التأمينات الاجتماعية والمعاشات.
وأشار المصرفيون إلي ان الاستفادة التي ستجنيها البنوك وتدفعها للمنافسة فيما بينها تتركز في الحصول علي عمولة من العميل في حال استخدام لماكينات الصراف الآلي الخاصة بها، وكذلك الترويج لمنتجاتها المصرفية علي تلك القاعدة الضخمة من أرباب المعاشات مما يوسع من قاعدة عملائها.
من جهته أكد الدكتور شريف دلاور، الخبير المصرفي، ان السماح لأرباب المعاشات بالحصول علي مستحقاتهم الشهرية من خلال ماكينات الصراف الآلي الخاصة بالبنوك سيدفعها إلي المنافسة فيما بينها علي جذب تلك الشريحة التي تتسم بالضخامة.
وأشار إلي أن تلك الاستفادة تتركز في الحصول علي العمولة التي تحصل عليها البنوك مقابل استخدام ماكيناتها، وكذلك سعيها إلي ترويج منتجاتها المصرفية خاصة في قطاع التجزئة علي تلك القاعدة العريضة مما سينعكس علي مؤشراتها السنوية خاصة في قطاع التجزئة مثل بطاقات الائتمان وغيرها، لافتاً إلي ان البنوك الأكثر انتشاراً علي المستوي الجغرافي هي التي ستنجح في الاستحواذ علي أكبر قاعدة ممكنة من العملاء.
ووصف »دلاور« صرف المعاشات بالبطاقات الالكترونية من خلال ماكينات الصراف الآلي الخاصة بصندوق التأمينات الاجتماعية أو الماكينات التابعة لوزارة المالية وكذلك ماكينات الصراف الآلي التابعة للبنوك بأنه تطور كبير يسهم في القضاء علي مشكلة الزحام، والتيسير علي أصحاب المعاشات وذلك بتوفير خدمة صرف المعاش خلال جميع أيام الشهر.
وأشار إلي ان الفرصة سانحة أمام البنوك لجذب هذه الشريحة الكبيرة التي تصل إلي ملايين العملاء إذا تم تعميم خدمة الصراف الالكتروني للمعاشات علي جميع المحافظات وكل أرباب المعاشات سواء كانوا من القطاع العام أو الخاص، متوقعاً منافسة البنوك فيما بينها علي ابتكار برامج تسويقية جديدة لجلب تلك الشريحة.
وأوضح »دلاور« ان الهيئة القومية للبريد تستطيع أيضاً القيام بدور فعال في هذا المجال من خلال مكاتبها المنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية وماكينات الصرف الآلي الخاصة بها والتي تمكنها من الوصول إلي أصحاب المعاشات بسهولة خاصة في القري والمناطق النائية، وسعيها إلي ترويج خدماتها المختلفة مثل دفاتر التوفير، مما يساهم في تعبئة المدخرات القومية واستثمارها في مشروعات إنتاجية تسهم في توفير فرص عمل جديدة، وزيادة الإنتاج وزيادة معدل النمو الاقتصادي، وتحقيق تنمية اقتصادية شاملة.
وكان أكثر من 155.5 ألف من أصحاب المعاشات والمستحقين عنهم في محافظتي الأقصر والدقهلية قد بدأوا خلال الأسبوع الماضي صرف معاشاتهم ومستحقاتهم المالية باستخدام كروت صرف المعاشات الالكترونية، بعد ان انتهت الهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية من تسليم الكروت لهم.
وقال الدكتور يوسف بطرس غالي، وزير المالية، ان هيئة التأمينات الاجتماعية نجحت في اصدار كروت الكترونية لكل مستحقي التأمينات الاجتماعية في محافظات القاهرة والجيزة وحلوان و6 أكتوبر والإسكندرية والسويس والغربية والقليوبية وأسيوط، حيث تم اصدار بطاقات لنحو 525 ألفاً صاحب معاش ومستحق عنهم في تلك المحافظات، ومع بطاقات الأقصر والدقهلية سيتجاوز العدد 680 ألف بطاقة.
ولفت »غالي« إلي ان مشروع البطاقات الالكترونية لصرف المعاشات يقوم حالياً بصرف أكثر من 111.7 مليون جنيه شهرياً من خلال ماكينات الصراف الآلي سواء التابعة لوزارة المالية أو التابعة للجهاز المصرفي أو شبكة 123 والتي تتيح صرف المعاشات من يوم واحد من الشهر بدلاً من الانتظار ليوم 10 أو 20.
وسوف يتم الإسراع في تنفيذ المشروع والذي يستهدف اصدار كروت لنحو 1.5 مليون من أصحاب المعاشات بحلول منتصف العام الحالي. كما ستتم زيادة عدد ماكينات الصراف الآلي للمعاشات حيث يجري حالياً دراسة زيادة عدد ماكينات الصراف الآلي التابعة لبنك المؤسسة العربية المصرفية.
كما سيتم تفعيل الاتفاق مع بنك الائتمان والتنمية الزراعي لتيسير صرف المعاشات من خلال فروع ومكاتب البنك في الوادي القديم.
من جهته اختلف نبيل الحكيم، مستشار التجزئة ببنك بيريوس مصر، مع شريف دلاور، في ان استفادة البنوك قد تمتد إلي جذب أرباب المعاشات وترويج خدمات التجزئة عليهم، لافتاً إلي ان استفادة البنوك ستكون مقصورة علي العمولة التي يحصلها مقابل الاستفادة من ماكينات الصراف الآلي الخاصة به.
وأضاف ان هناك صعوبة في جلب أصحاب المعاشات وترويج خدمات التجزئة عليهم نظراً لعدم وجود اتصال مباشر بين أصحاب المعاشات والبنوك.
فأرباب المعاشات سيحصلون علي مستحقاتهم الشهرية من خلال ماكينات الصراف الآلي الموجودة خارج البنك وليس بداخله مما يصعب معه وجود اتصال مباشر يمكن من خلاله ترويج الخدمات المصرفية الأخري.
وأشار »الحكيم« إلي ان شريحة أرباب المعاشات ليست الفئة التي تستهدفها البنوك نظراً لانخفاض دخول أغلبهم وبالتالي انخفاض مدخراتهم وليس لديهم حوافز كبيرة للحصول علي قروض لإنشاء مشروعات، لافتاً إلي أن البنوك تمتلك شبكة ماكينات آلية ضخمة تمكنها من تلبية طلبات صرف المعاش الكترونياً، لافتاً إلي ان هناك منافسة مرتقبة بين البنوك علي العمولات المحصلة خاصة مع زيادة الوعي التكنولوجي لدي أرباب المعاشات وسعيهم إلي صرف مستحقاتهم الكترونياً بعيداً عن معاناة الزحام.