»العصفور« يروي أسباب نگسة 67

»العصفور«  يروي أسباب  نگسة 67
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأثنين, 2 يونيو 08

المال – خاص:

فيلم “العصفور” أو »moinau le « كما كتب علي افيش الفيلم عند عرضه عام 1973 هو نتاج اول اتفاقية للإنتاج المشترك بين مصروالجزائر، وهو اول افلام  ثلاثية النكسة  وتضم افلام »العصفور« و»الاختيار« و»عودة الابن الضال«.
 
وتساءل في هذه الثلاثية يوسف شاهين عن النكسة ولماذا حدثت؟ ومن المسئول عنها ؟ كما طرح العديد من التساؤلات حول  انفصام المثقفين، البيروقراطية والشروخ الاجتماعية، والفساد وازمة السلطة وغيرها من القضايا الجريئة .
 
واثار فيلم »العصفور« -الذي انتج عام 1972 وظل عاماً كاملاً دون عرضه بسبب الرقابة جدلا واسعا- بعد عرضه مباشرة . واتهم مؤلف القصة  لطفي الخولي – وهو من تيار اليسار _ بجمع معلومات متناثرة ولصقها بجانب بعض ليستخلص منها نتيجة محددة، خاصة ان الخولي شارك يوسف شاهين في كتابة السيناريو والحوار.
 
ويعرض الفيلم الأحداث التاريخية التي بدا فيها أن الشعب المصري يفهم اللحظة بكل حقيقتها وتصميمه علي استقلاله من أجل حريته .
 
ويوضح الفيلم الدور الكبير الذي لعبته نكسة 1967  في مشاعر المصريين وتحريك الامة ونزولها الي الشارع للمشاركة في قرارات تحدد مصير الوطن .
 
وقد استخدم  يوسف شاهين في الفيلم اسلوب الرموز من خلال شخصية »بهية« التي جسدتها الفنانة الكبيرة  محسنة توفيق علي انها رمز لمصر المغلوبة علي امرها، وتحاول طول الوقت ان تشد من أزر ابنائها وتدفعهم للامام والوقوف صامدين امام النكسة . »بهية« في الذاكرة المصرية هي مصر منذ أن لعب الشاعر والمسرحي القدير نجيب سرور علي إعادة صياغة الحكاية الشعبية الشهيرة  »ياسين وبهية«  في مسرحيته التي حملت الاسم نفسه، بالإضافة لما قام به أحمد فؤاد نجم، والشيخ إمام بتقديم رائعتهما  : »مصر يامه يا بهية.. يا ام طرحة وجلابية. الزمن شاب وانتي شابه.. هو رايح وانتي جاية« .. إلي آخرها. هذه الأغنية قُدمت عام 69 في أعقاب الهزيمة أيضا. تتحرك شخصية »بهية«  المهزومة بين ابطال الفيلم لتبقيهم قادرين علي المواجهة والصمود، والمشاركة في فعل شيء حتي لو كان مجرد هتافات في تظاهرات تجوب الشارع المصري وهم يرددون »هنحارب .. هنحارب«، ونشعر بالانكسار والدموع والخيبة المرسومة علي وجهه.
 
عدو بهية في فيلم »العصفور« كان واحدا وهو إسرائيل، وكان الألم واحدا وهو الهزيمة والانكسار،  »بهية« تستمد قوتها ممن حولها ولم تكن تخاف منهم كانت تنتقدهم لكنها لا تشك لحظة في أنهم السند.
 
وكتب ناقد في صحيفة (نيس ماتان) الفرنسية  أن الفيلم يعد أجمل تعبير عما في قلب الشعب المصري من حزن،  وأن الهزيمة مرحلة عارضة في تاريخ شعب عريق . والخلاصة ان الفيلم  يقدم تحليلا فكريا ناضجا للاسباب الحقيقية للهزيمة، ويطرح وجهة نظر جريئة جدا، بل يعلن بصراحة بأن الشعب لم يهزم وان القيادة هي التي هُزمت.

جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأثنين, 2 يونيو 08