«العربى الإفريقى» يستعد لإطلاق «سندة»

«العربى الإفريقى» يستعد لإطلاق «سندة»

«العربى الإفريقى» يستعد لإطلاق «سندة»
جريدة المال

المال - خاص

4:42 م, الأربعاء, 13 يناير 16

■ داليا عبدالقادر: دورة رأس المال أسرع مع الفئات الأقل دخلاً.. ومخاطر عدم السداد منخفضة
■ المسئولية الاجتماعية «لم تعد اختيارًا».. وعدم تحقيقها وراء اندلاع الثورات

أمانى زاهر _ مدحت إسماعيل

يستعد البنك العربى الأفريقى الدولى، للسير فى إجراءات تأسيس شركته المتخصصة فى التمويل متناهى الصغر «سندة».

قالت الدكتورة داليا عبد القادر، رئيس قطاع التسويق والإعلام بالبنك، إن إطلاق شركة لتقديم تمويلات متناهية الصغر يأتى فى إطار جهود البنك لدعم الاستدامة المالية، وتعزيز المجتمعات التنمية الجذرية والموجهة.

يشار إلى أن مفهوم الاستدامة يقتضى تحقيق مستوى معيشة لائق للجميع، دون تعريض احتياجات الأجيال المقبلة للخطر، ويرتبط بثلاث مبادئ رئيسية، هى المساواة والعدل فى توزيع الدخل، والحفاظ على البيئة، وأخيراً الحوكمة ومقاومة الفساد.

وأضافت د. داليا عبد القادر، خلال كلمتها بمؤتمر توقيع اتفاقية تعاون بين الشبكة العربية للمسئولية الاجتماعية، ومؤسسة تروس مصر للتنمية، أن دورة رأس المال أسرع للفئات الأقل دخلاً، وهى ملتزمة بسداد الأقساط، وتتمتع بمخاطر أقل فى السداد، وتتيح فرصة لتقليل التركز الإئتمانى من خلال تمويل عدد كبير من أصحاب المشروعات متناهية الصغر، قائلة أن الثروة الحقيقة كامنة فى قاع المجتمع، وليس على رأسه فقط.

وأكدت أن مصرفها يولى اهتماماً كبيراً بالتعاون الإقليمى بمجال الاستدامة والمسئولية الاجتماعية، معربة عن أمالها فى تعزيز التعاون الإقليمى وتنامى دور المؤسسات المجتمعية، فى دعم المسئولية الاجتماعية خارج الحدود.

وأشارت إلى أن المنطقة العربية فى أشد الإحتياج لتفعيل مفهوم الاستدامة، لاسيما فى ظل تنامى حالات عدم الإستقرار فى العديد من بلدانها، قائلة إن أسباب الثورات العربية ليس فشل النظم السياسية فقط، لكن غياب نظم الاستدامة هو فحوى تلك الثورات، التى نادت بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية.

وأوضحت أن مفهوم الاستدامة يقوم على معادلة بسيطة، إذا اختلت توزانها فى أى وقت فإن الدولة معرضة للثورات، متابعة أن المعادلة تتمثل فى العلاقة التبادلية بين عالم الإقتصاد والأعمال، وبين المجتمع والبيئة والحوكمة.

واستشهدت بتحقيق مصر معدلات نمو مرتفعة وصلت إلى %7 قبل إندلاع ثورة 25 يناير، إلا أن غياب الأعمدة الرئيسية للاستدامة، بدءاً من عدم العدالة فى توزيع الدخل والتلوث البيئى والفساد وغياب الحوكمة، من الأسباب الرئيسية لاحتجاج المجتمع، قائلة إن الثورة المصرية كانت صرخة لتحقيق مفهوم الاستدامة ليعد تحقيقها قضية أمن قومى.

وعلى صعيد الشركات ضربت المثل بالتداعيات السلبية التى إنعكست على أعمال شركة فولكس فاجن مؤخراً، على خلفية الضرر التى ألحقته بالبيئة، وهو ما يشير إلى أن الإلتزام بمعايير الاستدامة يضمن استمرارية نمو الأرباح.

كانت فولكس فاجن، ثانى أكبر شركة سيارات العالم والأولى أوروبيا، قد تلاعبت فى قيم عوادم سياراتها العاملة بالديزل، وهو ما تسبب فى أزمة حادة للشركة.

ولفتت إلى أن مفهوم الاستدامة يعتبر «Megatrend» أى أن العالم بعد تطبيقه سيختلف جذرياً، وذلك على غرار ما قامت به الثورة الصناعية فى تغيير قواعد اللعبة عالمياً.

وأكدت أن مصر حالياً فى مفترق طرق، خاصة أنها غير ملتزمة بعد بمؤشرات الإستدامة، لافتة إلى أنه رغم عدم وجود قانون ملزم بتطبيق معايير الاستدامة، إلا أنها لم تعد اختياراً للشركات والبنوك التى تتعامل مع مؤسسات خارجية.

وتوقعت أن تصبح تقارير الاستدامة ملزمة على غرار التقارير المالية السنوية فى غضون السنوات القليلة المقبلة، خاصة فى ظل اشتراط بعض المؤسسات العالمية الإلتزام بمعايير بيئية ومجتمعية سليمة.

وألقت الضوء على تجربة البنك العربى الأفريقى الدولى، الذى كان له السبق بين وحدات القطاع المصرفى، فى تأسيس مؤسسة متخصصة للمسئولية الاجتماعية «الوفاء لمصر»، كما قام  بتأسيس أول منصة إلكترونية platform  لتدريب القطاع المصرفى ككل على مجال الاستدامة، وبالفعل تم تدريب 11 بنكاً العام الماضى، ويوجد مخطط لمواصلة طرح أحدث المعايير فى هذا القطاع.

يشار إلى أن البنك العربى الإفريقى الدولى، إتخذ خطوات لرسم خارطة ومنهج تفعيلى وتنفيذى لرؤيته نحو تفعيل التمويل المستدام، وذلك بالنظر لنقاط القوة والمعوقات، وكذلك الفرص المتاحة لانتهازها، بالإضافة الى اعتبار المساهمين وأصحاب المصلحة المعنيين بالمؤسسة عامل جوهرى، فى تخطيط خارطة النجاح لجولة الاستدامة.

ترتكز رؤية الاستدامة 360 على ست قيم أساسية، هم البيئة وحماية الطبيعة، والمجتمع من خلال تمكين الحياة، الحكومة عبر الحوكمة والامتثال، بالإضافة إلى التمويل المستدام، والإفصاح من خلال إصدار تقرير الاستدامة، وأخيرا توعية المجتمع.

جريدة المال

المال - خاص

4:42 م, الأربعاء, 13 يناير 16