تراجعت القوى الشرائية بالبورصة بشكل ملحوظ فى جلسة أمس «الإثنين » فى ظل فشل محاولة دعم السوق التى ظهرت أمس الأول، بعد خطاب رئيس الجمهورية والذى فرض قانون الطوارئ وحظر التجوال على مدن القناة ليفرض الحل الامنى على تلك المحافظات التى شهدت اعمال عنف واشتباكات ادت إلى سقوط العديد من الشهداء بعد الحكم فى قضية مجزرة ستاد بورسعيد .
|
وتزامن مع فرض حالة الطوارئ على محافظات القناة الثلاث، اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الامن المركزى فى القاهرة خاصة فى محيط كوبرى قصر النيل الذى يبعد حوالى كيلو متر واحد عن مقر البورصة المصرية، وأدى إلى سقوط شهيد واحد من المتظاهرين .
وتراجع مؤشر «EGX 30» امس بنسبة 1.41 % ليغلق عند مستوى 5608 نقاط مسجلا أدنى مستوى سعرى منذ بداية العام الحالى، فيما هوت الأسهم المتوسطة والصغيرة بعنف ليفقد مؤشر EGX 70 قرابة 2.15 % دفعة واحدة ليغلق عند مستوى 4567 نقطة .
وتراجعت أسعار الأسهم المتداولة امس بسبب الاشتباكات التى تشهدها مناطق متفرقة بالبلاد، بجانب حالة عدم وضوح الرؤية، خاصة فيما يتعلق بموقف الحكومة المصرية فى مفاوضات قرض صندوق النقد الدولى، وقدرتها على المضى قدماً فى برنامج الإصلاح الاقتصادى، بجانب الآثار المترتبة على فرض الطوارئ على معدلات السياحة خلال الفترة المقبلة، فضلاً عن رد فعل الشارع السياسى للخطوات التصعيدية من جانب رئيس الجمهورية، وقدرتها على استعادة الامن بالبلاد بشكل عام .
وتجاهلت البورصة امس دعوة رئيس الجمهورية القوى السياسية للجلوس على مائدة الحوار للتفاوض ومناقشة الاوضاع الراهنة، فى ظل تشاؤم المستثمرين إزاء مستقبل هذه الدعوة، والتى من المرجح أن تقتصر على الاحزاب، والشخصيات المحسوبة على النظام الاسلامى مثل احزاب النور والحرية والعدالة والوسط، والمرشح الرئاسى السابق سليم العوا، وأيمن نور .
وتوقع متعاملون أن تستكمل البورصة تراجعها فى جلسة منتصف الأسبوع الحالى، مرجحين أن تستهدف منطقة 5500 نقطة والتى قد تظهر عندها قوى شرائية قصيرة الاجل، راهنين تحسن اوضاع البورصة بتحسن الاوضاع السياسية بالبلاد . قال محمد عبيد، العضو المنتدب لقطاع السمسرة بالمجموعة المالية «هيرمس » ، إن عدم وضوح الرؤية السياسية تزامناً مع تصاعد اعمال العنف والاشتباكات بالبلاد بشكل عام، اجبر المتعاملين على انتظار ما ستئول إليه الاوضاع وعدم اتخاذ اى قرار استثمارى بالسوق سواء بالشراء أو بالبيع، وهو ما ظهر فى تقلص أحجام وقيم التنفيذات بالسوق بشكل عام منذ مطلع الأسبوع الحالى – باستثناء عمليات نقل الملكية التى شهدتها بعض الأسهم .
وأوضح أن المستثمر النشط بالسوق خلال الفترة الراهنة يقوم بعمليات شرائية على أسهم منتقاة بناء على اساسيات التحليل المالى وبعد الاخبار الجوهرية التى يترقبها عدد من الأسهم القيادية بالسوق . وأشار إلى أن عودة قانون الطوارئ فى محافظات القناة وفرض حظر التجوال ساهما فى تعزيز حالة التشاؤم لدى العديد من المتعاملين، خاصة فى ظل الآثار السلبية المتوقع ترتبها على مؤشرات قطاع السياحة فى الفترة المقبلة،
ومفاوضات مصر مع صندوق النقد الدولى، موضحاً أن استقرار معدلات السياحة بالبلاد يحتاج إلى فترة هدوء تتجاوز الـ 3 اشهر على الاقل .
وقال إن الفترة الحالية لا تناسب إطلاقاً المضاربين، خاصة فى ظل ارتفاع معدلات المخاطرة بشكل جنونى، وينصح باتباع اساسيات التحليل المالى فى اتخاذ اى قرار استثمارى بالبورصة خلال الفترة الراهنة، ورجح عبيد استمرار تذبذب البورصة فى الجلسات القليلة المقبلة وفقا لتطور الاوضاع السياسية .
من جهته، قال محمد رضوان رئيس قسم التداول بشركة فاروس للسمسرة، إن الأسهم فشلت امس فى الحفاظ على مستويات فتح تعاملات الأسبوع الحالى فى ظل التراجع الملحوظ فى القوى الشرائية بالسوق بشكل عام، كما أنه لم يلاحظ فى الوقت نفسه عدم ظهور ذعر بيعى بالسوق فى ظل اعتياد المتعاملين بالسوق على الانباء المتعلقة بالعنف والاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن بين الحين والآخر .
وأشار إلى أن هبوط الأسهم أمس جاء على خلفية إعلان حالة الطوارئ فى مدن القناة بجانب الاشتباكات العنيفة التى يشهدها عدد من المحافظات بالجمهورية، وخاصة القاهرة التى تحوى موقع البورصة المصرية .
وقال إن السوق هوت أمس فى ظل مخاوف المتعاملين على مصير قرض صندوق النقد الدولى فى ظل تراجع موقف الحكومة المصرية فى المفاوضات مع إدارة الصندوق بسبب حالة العنف التى تشهدها البلاد، فى ظل احتمال تأثر قدرة الحكومة على تنفيذ برنامج الاصلاح الاقتصادى والسياسى .
وتوقع رئيس قسم التداول بشركة فاروس للسمسرة استمرار تراجع البورصة لتستهدف منطقة 5500 نقطة والتى قد تظهر عندها قوى شرائية قصيرة الاجل .
على صعيد التحليل الفنى، أوضح عبد الرحمن لبيب، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة الاهرام للسمسرة، أن هبوط أسعار الأسهم فى جلسة الإثنين كشف عن كون تماسك السوق فى تعاملات الأحد «مصطنعاً » ولا يعبر عن التوجه الحقيقى للمتعاملين بالسوق، بل يؤكد بعض التدخلات السياسية فى تحركات البورصة .
وتوقع استمرار هبوط البورصة خلال الجلسات القليلة المقبلة طالما استمر العنف والاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، لافتاً إلى أن اغلبية محافظات الوجه البحرى بجانب القاهرة تشهد أعمال عنف .
وقال إن تراجع البوصة أمس جاء ليعكس اعمال العنف التى يشهدها العديد من المحافظات، بجانب فرض قانون الطوارئ وحظر التجوال فى محافظات القناة، مستبعداً تحسن شهية المتعاملين للاستثمار فى السوق، على خلفية دعوة رئيس الجمهورية للحوار، مشيراً إلى أن نتائج الحوار متوقعة، كما أنه ليس من المتوقع أن يكون حوارا حقيقيا يضم جميع القوى السياسية بالبلاد .
وتوقع رئيس قسم التحليل الفنى بشركة الاهرام للسمسرة مواصلة هبوط البورصة فى منتصف تعاملات الأسبوع الحالى ليستهدف مؤشر الثلاثين الكبار منطقة دعم 5500-5450 نقطة، والتى ليس من المستبعد أن تظهر عندها قوى شرائية “بغرض دعم السوق ” فى مواجهة اضطراب الاوضاع الامنية .
وأشار إلى تداعى الأسهم المتوسطة والصغيرة خلال النصف الاول من الأسبوع الحالى بنسبة أعنف من تراجع الأسهم القيادية، ورجح استمرار تراجع مؤشر EGX 70 اليوم صوب منطقة دعم 445-450 نقطة .
وهبطت البورصة أمس بعد أن تم التعامل على 82.68 مليون سهم بسوق داخل المقصورة بقيمة تداول 322.14 مليون جنيه، وهيمن المصريون على 66.6 % من تعاملات السوق بصافى شراء بقيمة 5.95 مليون جنيه، حيث سجلت المؤسسات المحلية صافى شراء بقيمة 12.2 مليون جنيه، فيما نشطت المؤسسات الأجنبية بالسوق مسجلة صافى بيع بقيمة 9.8 مليون جنيه لتدفع تعاملات الاجانب لتسجيل صافى بيع بقيمة 11.1 مليون جنيه محتلين 28.6 % من التنفيذات، ليتبقى للعرب 4.79 % من التعاملات بصافى شراء بقيمة 5.18 مليون جنيه .
وأدى نشاط المؤسسات الاجنبية إلى استحواذ المؤسسات بشكل عام على 38.28 % من التنفيذات، فى مقابل 61.7 % لصالح الافراد .
على صعيد آخر، استقر مؤشر ALMAL NILEX خلال تعاملات الإثنين عند مستوى 477.57 نقطة، مضيفا 0.09 % عن اغلاق أمس الأول، فى ظل الاداء المتضارب للأسهم النشطة ببورصة النيل، حيث تم التعامل امس على أسهم 6 شركات متداولة بالبورصة الوليد بإجمالى قيمة تداول بلغ 380.59 ألف جنيه من خلال تنفيذ 101 عملية على 195.1 ألف سهم .