»الطريق إلي قصر العروبة« للكاتب الصحفي محمد علي خير، عن دار »صفصافة« للنشر والتوزيع، صدر خلال الأسبوع الماضي وأقيم حفل التوقيع الأول بمكتبة دار »الشروق« فرع المهندسين أمس الأول السبت في حضور عدد كبير من الكتاب والصحفيين، وقد ناقش الكتاب كل من الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، مدير تحرير جريدة الشروق، وأستاذ الطب النفسي الدكتور أحمد عكاشة.
|
في بداية الحفل عرض الكاتب محمد علي خير، وجهة نظره التي دونها في الكتاب، والتي أكد أنها وجهة نظره الشخصية التي نتجت عن اهتمامه بالرأي العام بوصفه صحفياً في المقام الأول، اثر إجراء التعديلات الدستورية في المادة 76، التي أحدثت تغييراً في الحياة السياسية في مصر حيث نتجت عنها افكار الاقتراع المباشر لاختيار الرئيس وليس الاستفتاء كما هو متعارف عليه.
وأوضح أن تلك التعديلات، جعلته يفكر قليلاً في أن انتخابات عام 2017 أو 2023- قد تشهد تغيراً فعلياً في الرئاسة- وأن تكون لدي مرشح الرئاسة قناعة التعامل مع الشعب وأن يمتلك قوة لم تكن معروفة، وهي التعامل المباشر مع رجل الشارع، ويشير إلي أنه من خلال الكتاب يعقد مقارنة بين مرشح الرئاسة الأمريكي والمرشح المصري من خلال القوي التي تؤثر علي اختياره، فإن كان الاختيار في الولايات المتحدة الأمريكية قائماً علي اختيارات رجال الأعمال كأكبر قوة مؤثرة في الاقتصاد، فإننا في مصر نعتمد وبشكل أساسي علي المؤسسات السيادية.
وأشار »علي خير«، إلي أنه من خلال الكتاب تناول اثنتي عشرة قوة مؤثرة في اختيار الرئيس، وقد عرضها جميعها بداية من المؤسسات الحكومية مروراً برجال الأعمال والإعلام المرئي والمسموع والمقروء وصولاً إلي الوسائط الجديدة مثل الـ»فيس بوك«، مستشهداً بما فعله أحد المرشحين المحتملين للرئاسة وهو الدكتور »محمد البرادعي« الذي اعتمد أولاً وأخيراً علي الفيس بوك للوصول إلي الناس.
ويشير »خير« إلي أنه استعان بشخصيات متخصصة في وصف كل قوة من تلك القوي حتي يتناول الكتاب الاثنتي عشرة بعين فاحصة بدلاً من العين التي تمر سريعاً علي الأمور.
وعن المزاج العام للمصريين، تحدث الدكتور أحمد عكاشة، وتناول بالشرح والتفصيل كيفية التعامل مع طبيعة الشعب المصري، وأكد أن الشعب المصري لابد أن يتجمع سلمياً حتي يستطيع إحداث تغيير، ولكن الخوف والجوع والفقر هي ما تعطله عن المطالبة بحقوقه السياسية، ولابد أن يعرف الشعب المصري أن التغيير لابد أن يكون من خلاله وليس من خلال السلطة لأن التغيير عبر السلطة هو تغيير اشخاص فقط لكن النظام يبقي كما هو، ولابد من التوجه لبعض الأفكار التي تقتضي المطالبة برئيس مدني والكف عن اختيار رئيس الدولة من السلطة العسكرية.
وأشار الدكتور عكاشة، إلي أن الشعب المصري عادة ما يسير وراء كرة القدم ويختزل وطنيته في ساعة ونصف الساعة فقط، وهي مدة المباراة، ويشير إلي أنه ربما يكون السبب عائداً إلي أن الناس تنظر إلي الأمر علي أنه خليط بين الشفافية والمساءلة وتبادل السلطة، وهو ما لا يجدونه في الحياة السياسية.
وأكد الكاتب محمد علي خير، أن الحاكم لا يحب توريث الحكم علي الإطلاق، موضحاً أن فكرة التوريث ليست نتاج عقلية الرئيس الحالي ولكنها أفكار بعيدة تماماً عنه، موضحاً أن المقربين جميعاً من كرسي الرئاسة يؤكدون أن الرئيس لم يصدر عنه أي شاردة أو واردة أو نظرة تفيد بأنه سيرشح نفسه في الفترة المقبلة أو لا، لذا فإنه الرئيس القادم في الفترة المقبلة.
ورأي الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، أن الكتاب قدم عرضاً بانورامياً لما يؤثر في اختيار الرئيس، ولكنه لم يقدم أي تحليلات نقدية للوضع الحالي، وهو ما طالب به الكاتب أن يعيد النظر فيه وأن يقوم بذلك بعرض تلك الرؤية النقدية في كتاب آخر.