«السعر» حجر الزاوية فى نجاح طروحات شركات السياحة

يسعى قطاع السياحة مع بداية العام الجديد للخروج من كبوته ليتعافى من تداعيات الاضطرابات السياسية، التى أطاحت به على مدار السنوات الماضية، ويعد القطاع من أكبر الخاسرين بين القطاعات الاقتصادية جراء الاضطرابات السياسية التى أعقبت ثورة يناير.

«السعر» حجر الزاوية فى نجاح طروحات شركات السياحة
جريدة المال

المال - خاص

1:08 م, الخميس, 8 يناير 15

شريف عمر

يسعى قطاع السياحة مع بداية العام الجديد للخروج من كبوته ليتعافى من تداعيات الاضطرابات السياسية، التى أطاحت به على مدار السنوات الماضية، ويعد القطاع من أكبر الخاسرين بين القطاعات الاقتصادية جراء الاضطرابات السياسية التى أعقبت ثورة يناير.

شهدت البورصة مؤخراً نجاح شركة أوراسكوم للفنادق والتنمية بطرح %15 من أسهمها مرة أخرى بالبورصة كأحد الخطوات المهمة لإعادة توفيق أوضاعها، وبلغت قيمة الطرح 506 ملايين جنيه، وتمت تغطيته بنحو 4 مرات، تلى ذلك إعلان إدارة البورصة عن قيد شركة جينيال تورز العاملة فى مجال السياحة ببورصة النيل، كما تسعى شركتا مصر إيطاليا وتبارك القابضة لطرح جزء من أسهمهما بالبورصة خلال الفترة المقبلة، الأمر الذى استدعى الوقوف على درجة جاذبية الاستثمار بقطاع السياحة خلال الفترة المقبلة، سواء عبر الأسهم المتداولة فى البورصة أو حتى عبر الاستثمار المباشر.

فى هذا السياق تلخصت الروشتة المقدمة من خبراء سوق المال فى سبيل انجاح أى طرح لشركة سياحية خلال الفترة المقبلة، فى ضرورة خفض سعر الطرح، معتبرين أن تلك الخطوة بمفردها من شأنها تعزيز اهتمام المستثمرين بتغطية تلك الطروحات، خاصة فى ظل عدم التعافى الكامل لقطاع السياحة.

ورجح الخبراء نجاح طروحات الشركات السياحية التى تجمع بين النشاطين السياحى والعقاري، بالإضافة لقوة هيكل المساهمين وسوابق الأعمال الناجحة، والملاءة المالية، وهو ما ظهر فعلياً فى التغطية الكبيرة لطرح جزء من أسهم شركة أوراسكوم للفنادق والتنمية، لافتين إلى أن شركات السياحة ستجذب المستثمر طويل الأجل.

وكانت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة قد أصدرت خلال الأسبوع قبل الماضي، بياناً عن مؤشرات الحركة السياحية حول العالم خلال الأشهر العشرة الماضية من 2014، وأوضحت أن حركة السياحة الدولية الوافدة إلى منطقة الشرق الأوسط شهدت ارتفاعاً قدره %4 وهو ما يعكس انتعاش الحركة السياحية بعد الانحسار الذى شهدته منذ 2011، مشيرة إلى أن دولاً مثل مصر ولبنان والسعودية، حققت تحسناً جوهرياً مقارنة بعام 2013، وهو الأمر الذى يعكس تحسناً نسبياً فى نشاط السياحة.

الاستثمار بقطاع السياحة سيجذب المستثمر طويل الأجل

قال حسين عبدالحليم، العضو المنتدب لقطاع ترويج وتغطية الاكتتابات بشركة سيجما القابضة للأوراق المالية، إن قطاع السياحة يواجه موقفاً متأزماً للغاية فى السوق المحلية خلال السنوات الماضية، مستشهداً بانخفاض أعداد السياحة الوافدة خلال الأعياد ورأس السنة، وهى الفترة التى توصف بأنها الأهم.

وأوضح أن المشهد الحالي، لقطاع السياحة يدلل بوضوح على أن التوقيت الحالى غير ملائم على الإطلاق لطرح أى أسهم لشركات سياحية فى البورصة، بسبب تخوف المستثمرين من شراء أى أوراق مالية لشركات تعمل فى مجال من الصعب أن يحقق عوائد مالية خلال فترات التوتر الأمنى والاقتصادى.

وأشار إلى أنه فى حال طرح أى شركة سياحية بالبورصة، حالياً فمن الواجب على شركات الأوراق المالية التى تعمل فى مجال ترويج وتغطية الاكتتاب، أن تبذل مجهوداً كبيراً للترويج الجيد للطرح، بالإضافة لأهمية التخفيض التام لسعر تقييم السهم، بما يضمن جذب اهتمام المستثمرين.

وأكد أن شريحة المستثمرين الاستراتيجيين ممن يهتمون بالاستثمار طويل الأجل، هم الفئة الأكثر اهتماماً بالاستثمار فى أى شركة سياحية تطرح فى البورصة، مضيفاً أن المستثمر المالى من هواة الاستثمار قصير الأجل، ولن يهتم بالمشاركة فى تلك الطروحات.

ولفت إلى أن توجه شركات السياحة للقيد، يؤكد للجميع أن البورصة فى طريقها لاستعادة دورها التمويلى المعتاد، فى بيئة الاستثمار المحلية، موضحاً أن أحجام البنوك والاستثمار المباشر عن الاهتمام بشركات السياحة المحلية خلال السنوات الماضية، دفع مسئولى تلك الشركات للبحث عن أى آلية تمويل.

وأشار العضو المنتدب لقطاع ترويج وتغطية الاكتتابات بشركة سيجما القابضة للأوراق المالية، إلى أن البورصة تشهد انخفاضاً فى أعداد شركات السياحة المقيدة، موضحاً أن دخول شركات السياحة الجديدة، يعزز من تنوع السوق بالإضافة لزيادة العمق.
البورصة الملاذ التمويلى المتاح أمام شركات السياحة بسبب إحجام البنوك

ورأى محمد بدوي، مدير الاستثمار بشركة الأهلى للتنمية والاستثمار، أن توقيت طرح أى شركة سياحية يختلف من حالة إلى أخري، موضحاً أن الخطة التنموية للشركة، بالإضافة إلى الخبرات السابقة لأعمالها هى المعايير الوحيدة للحكم على مدى نجاح تغطية الطرح.

ولفت إلى أن شركات السياحة التى ترتبط بالنشاط العقاري، والسكنى من أكثر شركات السياحة المؤهلة لنجاح طروحاتها فى البورصة، بسبب اتسامها بالتنوع فى مصادر الإيرادات، والقدرة على توزيع المخاطر، بالإضافة لامتلاك الإدارة الجيدة، أما الشركات التى تعتمد على مجال السياحة فقط، فتوقع ألا تنجح طروحاتها بسبب الركود الذى يواجه القطاع تأثراً بالحالة الأمنية للبلاد.

واعتبر أن خفض تقييم سعر طرح الأسهم السياحية، هو المعيار الوحيد لجذب المستثمرين لتغطية طرح أى شركة سياحية فى البورصة، داعياً شركات الأوراق المالية العاملة فى مجال تغطية الاكتتابات وتحديد القيمة العادلة لضرورة ألا يتم تضمين الخطة التنموية للشركة المراد طرحها عند تحديد سعر السهم، وهو الأمر الذى من شأنه تعزيز جاذبية السهم أمام المستثمرين لاحتمالية تحقيق عوائد مالية منتظرة.

وأكد أن قطاع السياحة يدفع فاتورة استمرار التدهور الأمنى وتزايد الحوادث الإرهابية، بالتزامن مع حالات ركود الاقتصاد العالمي، وهى العوامل التى تقلل من أعداد السياحة الوافدة، وأكد أن شركات السياحة ليست محط أنظار رؤوس الأموال بسبب طول فترة الاستثمار وتحقيق العوائد.

ووصف مدير الاستثمار بشركة الأهلى للتنمية والاستثمار البورصة بالملاذ التمويلى المهم، أمام شركات السياحة بسبب تخوف البنوك من اقراضها، موضحاً أن الفترة المقبلة قد تجبر بعض الشركات التى تحتاج إلى سيولة لتمويل بعش مشروعاتها المتوقفة لطرح جزء من أسهمها.

هيكل المساهمين والملاءة المالية ضمن أسباب نجاح طرح «أوراسكوم للفنادق»
قال عادل كامل الخبير فى مجال إدارة الأصول وأسواق المال، إن قطاع السياحة بصفة عامة، هو الخاسر الأكبر بكل القطاعات الاقتصادية فى البلاد، كما أنه من غير المتوقع أن ينجح القطاع فى استعادة مستوياته المعهودة خلال العامين المقبلين على أقل تقدير.
ورجح أن يواجه طرح أى شركة تعمل فى المجال السياحي، صعوبات فى الترويج، وجذب مستثمرين للمشاركة فى الاكتتاب.
ونصح شركات الاستشارات المالية، التى تنظم عملية الترويج بأهمية خفض سعر السهم، وذلك كخطوة مهمة لجذب مزيد من المستثمرين، وتعويضهم عن المخاطر المرتفعة التى تواجه الاستثمار فى قطاع السياحة.

وتابع: طرح كل شركة سياحية يختلف من حالة لأخري، وفقاً لهيكل مساهمى تلك الشركة، بالإضافة لسوابق الأعمال الجيدة، وخطط النمو، والمراكز المالية القوية، موضحاً أن طرح %15 من أسهم «أوراسكوم للفنادق» على سبيل المثال تمت تغطيته بقوة، نظراً للتاريخ الجيد لآل ساويرس فى الاستثمارات، بالإضافة لضخامة الأصول العقارية والسياحية.
ورأى أن لجوء شركات السياحة للقيد بالبورصة، ما هو إلا تأكيد لبدء استعادة البورصة دورها التمويلي، والذى ظهر بقوة عقب إحجام البنوك عن توفير أى تمويلات لها بسبب ارتفاع درجات المخاطر.

انتهاء موجة الإرهاب والانتخابات البرلمانية أنسب توقيت لتوسعات السياحة
قال حسام عاطف المحامي، بمكتب الكامل للاستشارات القانونية إن المفيد لشركات السياحة الراغبة فى القيد بالبورصة، تأجيل فكرة الطرح لحين تحسن الأوضاع السياسية والأمنية.

وأكد أنه فى حال طرح أى شركة سياحية حالياً فإن مبدأ تخفيض تقييم السهم مهم للغاية فى سبيل جذب أكبر قدر من التغطية للاكتتاب، مضيفاً أنه من غير المنطقى أن تتجه شركات السياحة لزيادة سعر السهم، فى الوقت الذى يتخوف فيه المتعاملون سواء أفراداً أو مؤسسات من الاستثمار فى السياحة.

وأشار إلى أن التوقيت الأمثل لبدء توسعات شركات السياحة سواء بإطلاق مشروع جديد، أو القيد بالبورصة، يأتى بعد انتهاء الهجمات الإرهابية والانتهاء من الانتخابات البرلمانية.

جريدة المال

المال - خاص

1:08 م, الخميس, 8 يناير 15