عبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن شعورها بالصدمة بسبب حجم الدمار الناجم عن فيضانات ألمانيا الأسبوع الماضي، بحسب وكالة رويترز.
وزارت ميركل المناطق التي حدثت فيها فيضانات غربي ألمانيا الأحد، وتحدثت مع الناجين وطواقم الإنقاذ.
وقد قتل 188 شخصا، على الأقل، نتيجة الفيضانات في ألمانيا وبلجيكا. ويستمر هطول الأمطار الغزيرة، حيث تتركز حاليا في النمسا وجنوبي ألمانيا.
فيضانات ألمانيا تتسبب بدمار هائل
وأنقذت طواقم الطوارئ أشخاصا من منازلهم في مدينة سالزبورج في النمسا، حيث غمرت مياه الفيضان الشوارع.
وقال رجال المطافئ إن العاصمة فيينا شهدت هطول كمية من الأمطار في ساعة واحدة ليلة السبت تفوق ما هطل طوال الأسابيع السبعة الماضية.
قتل شخص في منطقة بافاريا العليا، حيث غمرت الأمطار الشوارع ودخلت إلى المباني.
وقالت السلطات في الجزء الغربي من ألمانيا إن سد جنوب غرب مدينة بون ما زال معرضا لحصول ثقوب فيه، بعد إجلاء الناس عن منازلهم.
وعزا زعماء أوروبيون الفيضانات للتغير المناخي. وقد طالت الفيضانات سويسرا ولوكسيمبورغ وهولندا.
ويقول خبراء إن الاحتباس الحراري يجعل هطول الأمطار الغزيرة أكثر احتمالا. ولقد زادت درجة حرارة العالم بمعدل 1.2 درجة مئوية منذ بدء الحقبة الصناعية.
خطورة التغير المناخي
وقالت ميركل إنه على العالم أن يكون أسرع في التعامل مع التغير المناخي.
وقد تجولت ميركل في قرية “شولد” التي سببت الأمطار أضرارا جسيمة فيها، وتفقدت الأضرار وتحدثت مع السكان وعمال الطوارئ.
وتعهدت بتسريع إجراءات تقديم المساعدات من أجل إعادة البناء.
وقالت ميركل في حديثها مع المواطنين: “نحن في صفكم”، ووصفت الوضع أنه مريع.
وأضافت “الوضع صادم، وبإمكاني أن أقول إن اللغة الألمانية لا تملك المفردات الكافية للتعبير عن الدمار الذي حصل. لكني رأيت تضامن الناس مع بعض وتكاتفهم ومساعدتهم للمحتاجين”.
وقال وزير المالية أولاف شولز إن حزمة بقيمة 300 مليون يورو من المساعدات الفورية سوف تقترح في اجتماع الحكومة المصغرة الأربعاء.
وقد اتضح مستوى الدمار الذي تسببت به الأمطار، بينما تواصل طواقم الإنقاذ البحث عن ضحايا.
ومات 157 شخصا، على الأقل، نتيجة الفيضانات في ألمانيا، بينهم أربعة من رجال الإطفاء. وقتل 31 شخصا في بلجيكا.
فقدان آلاف الأشخاص
وأفادت التقارير بفقدان آثار آلاف الأشخاص في أوج الفيضانات، لكن عثر على الكثيرين منهم لاحقا.
وقد أصر السكان في بعض المناطق على البدء في إزالة آثار التدمير وتنظيف الشوارع، لكن المهام شاقة وضخمة، حيث جرفت الكثير من المحلات وأماكن العمل، وما زالت إمدادات الكهرباء والغاز وخطوط الاتصالات مقطوعة.
قال صاحب متجر لبيع النبيذ لوكالة رويترز للأنباء “لقد دمر كل شيء، لا يمكن التعرف على المشهد”.
وقال صاحب مخبز لوكالة فرانس برس للأنباء إنه جمع مجموعة من الناس من أجل البدء بإزالة آثار الدمار الذي خلفته الفيضانات والأمطار الغزيرة.
وكان مستعدا لمباشرة العمل بعد يوم واحد، لكن مستوى مياه الفيضان كان مرتفعا جدا.
وفي هذه الأثناء تعرض سياسي ألماني رفيع المستوى للانتقاد بسبب ضحكه خلال زيارة إلى المناطق المنكوبة.
وظهر أرمين لاشيت، وهو مرشح محافظ ليحل محل ميركل في وقت لاحق من العام الجاري، في لقطة مصورة يتبادل النكات مع زملاء له، بينما كان الرئيس فرانك فالتر شتاينماير يقدم العزاء لذوي الضحايا.
وقد اعتذر لاشيت لاحقا عبر تويتر. وقال موقع صحيفة بيلد تعليقا على الحادث “لاشيت يضحك بينما البلد يبكي”.