الدراما‮.. ‬سلاح فعال لحماية الوحدة الوطنية

الدراما‮.. ‬سلاح فعال لحماية الوحدة الوطنية
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الثلاثاء, 18 يناير 11

كتبت ـ مي إبراهيم:

مع تصاعد الاهتمام بقضية الوحدة الوطنية والمواطنة بعد التفجير الارهابي لكنيسة القديسين تكاثرت التساؤلات عن دور الدراما التليفزيونية ـ التي اصبحت حاليا تمثل مدرسة الشعب والمصدر الاساسي الذي يستقي منه معلوماته وآراءه ـ في التصدي للمخاطر التي تهدد الوحدة الوطنية في هذه المرحلة.


 

 

وبالرغم من بعض الاعمال الدرامية التي ناقشت هذه القضية في الماضي ـ كمسلسل »أوان الورد« و»الحارة«.. وغيرهما ـ فإن بعض صناع الدراما رأوا انه من المفترض ان تتطور هذه الاعمال كميا ونوعيا بعد التطورات الاخيرة.
 
واكدت الناقدة خيرية البشلاوي ان هذه القضية لابد ان تطرح للنقاش لاهميتها ولان الجانب الاعظم من الجمهور لا يعلم ماذا تعني كلمة مواطنة اصلا، وبما ان الدراما هي الوسيلة السهلة التي يمكن من خلالها ارسال تلك الرسالة الي المواطن لذا يجب ان توصل الدراما للمواطن انه يعيش في مجتمع واحد يضم المسلمين والمسيحيين وديانات أخري، وليس مجتمعا دينيا يخص المسلمين فقط، لذا لابد ان تراعي الدراما هذا التنوع، كما انه لابد وان تتم مناقشة هذه القضية بشكل غير مباشر حتي لا تصبح كالخطب، ولابد ان يكون المؤلف مؤمنا بالفعل بقضية المواطنة حتي يأتي عمله صادقا، ويجب ان يكون قادرا علي بث روح التفاؤل والثقة في اننا مجتمع واحد وقادر علي تجاوز اي عثرات، مشيرة الي ان الروح الايجابية التي اظهرها حادث كنيسة القديسين لابد ان تترجم في اعمال درامية جديدة تؤكد ان الجميع يعيشون في وطن واحد.
 
واعرب المخرج عادل الاعصر عن رفضه ان تناقش مثل هذه الموضوعات في هذه الفترة المليئة بالاحداث الملتهبة، فالتركيز علي هذه الموضوعات في هذا التوقيت قد يثير مزيدا من الحساسيات، فالوقفة الاخيرة التي قام بها الاعلاميون عندما قاموا بتصوير برنامج موحد ضم جميع مذيعي برامج التوك شو أكدت الوحدة الوطنية، وهي كافية في الوقت الحالي، لكن مناقشتها في اعمال درامية تكون بعد فترة من الزمن.
 
وأكدت الكاتبة سماح الحريري ان قضية المواطنة نوقشت كثيرا في العديد من الاعمال الدرامية مثل مسلسل الحارة وفيلم »فيلم هندي«، وبالطبع كلما نوقشت هذه القضية بشكل غير مباشر كان ذلك افضل واكثر تأثيرا، كما ان مناقشتها بشكل مباشر يفقد العمل الدرامي فنيته ويجعله أشبه بالموعظة.
 
واكد المؤلف ابوالعلا السلاموني ان المواطنة قضية مطروحة منذ فترة طويلة حيث نوقشت في مسلسلات ليالي الحلمية، والشهد والدموع وأوان الورد.. وغيرها من الاعمال، إلا أنه من المفترض ان تناقش الاعمال الدرامية قضية المواطنة في الفترة المقبلة بشكل مختلف واكثر دقة من الفترة الماضية، ففي السابق كانت الاعمال الدرامية تناقش القضية بشكل هامشي، اما اليوم فيجب ان يكون الاهتمام بالقضية اكثر تركيزا ولابد من دحض الافكار المعادية للمواطنة، ولكن بالطبع بشكل غير مباشر، ونحن بالفعل ننتظر من مؤلفينا أن يحركهم احساسهم الوطني.
 
ويري المؤلف سمير الجمل ان الفن يجب ان يناقش قضايا المجتمع وان يكون مرآة له، لكن المشكلة هي ان الفنانين بعيدون عن هذه القضايا المهمة ومشغولون باهتماماتهم الخاصة وبمصالحهم المالية ويصورونها علي انها مشاكل واهتمامات المجتمع، وأتساءل ما القضية المهمة من وجهة نظرهم: هل هي غراميات النجمات أم قضية الوحدة الوطنية، قضية البطالة ام قصة حياة تحية كاريوكا، ابطال اكتوبر ام قصة الملكة نازلي، فأغلب ما يتم هو عمليات غسيل اموال، واذا كنا لا نستطيع ان نحاسب المنتج الخاص فأين الجهات الحكومية التي من المفترض ان تنتج اعمالا تعالج مثل هذه القضايا الوطنية؟!
 
وأشار الي ان معالجة قضية المواطنة دراميا تتطلب من المؤلف ان يكون متمتعا بثقافة عالية حتي يتمكن من مناقشة هذه القضية بشكل سليم سياسيا واجتماعيا ضمن أحداث مبنية دراميا بشكل غير مباشر، وهو ما حاولت مناقشته في سيناريو مسلسل محمد، حيث نري الراهبة الكاثوليكية تدافع عن سيرة النبي صلي الله عليه وسلم، وهو ما يبرز قيمة التسامح بين المسلم والمسيحي.
 

جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الثلاثاء, 18 يناير 11