إيمان حشيش
شهدت الفترة الأخيرة عرض عدد من الأعمال الدرامية المدبلجة باللهجة المصرية، والتى لم تحقق النجاح الجماهيرى والإعلانى المنتظر، وكان آخرها تجربة قناة MBC مصر بعرض عملين مُدبلجين باللهجة المصرية هما «سندباد» و«زواج دوت كوم».
وأرجع عدد من الخبراء السبب وراء عدم قدرة المسلسلات المدبلجة باللهجة المصرية على تحقيق النجاح المنتظر، إلى تخوف القنوات من المغامرة بدبلجة عمل درامى قوى باللهجة المصرية والاعتماد على أعمال ضعيفة، مؤكدين أن تفوق الدبلجة الشامية سواء سورية أو لبنانية وقبولها جماهيريًا فى مصر، يأتى نتيجة الخبرة والحرفية العالية فى تنفيذها.
قال طارق الديب، مدير الميديا بوكالة روتانا للخدمات الإعلامية والإعلانية، إنه رغم أن افلام الكرتون المدبلجة باللهجة المصرية حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، لكن الدراما المدبلجة باللهجة المصرية لم تحقق قبولًا جماهيريًا، إذ لم ينجح المسلسل المُدبلج على قناة روتانا مصرية، كما لم يحقق مسلسل قناةmbc مصر الحالى قبولًا جماهيريًا أيضًا.
وأضاف أن الدراما المصرية حققت نجاحًا كبيرًا فى الفترة الأخيرة، كما نجحت الأعمال الدرامية المصرية المقتبسة من أعمال أجنبية، بدليل أن مسلسل «هبة رجل الغراب» حقق نجاحًا كبيرًا، فى حين أن دبلجة الأعمال الأجنبية لم تحقق أى نجاح.
ويرى الديب أن المصريين اعتادوا على الدبلجة السورية باعتبارها أكثر حرفية، ما ساعدها على تحقيق إقبال جماهيرى وإعلانى كبير.
وأرجع السبب وراء تراجع جماهيرية الدبلجة المصرية إلى اختيار الفضائيات أعمالًا ضعيفة وليست بالقوة التى تمكنها من تحقيق جماهيرية وتجذب المعلنين نحوها، متوقعا ألا تستمر فكرة الدبلجة المصرية لفترة طويلة، لأن سوريا ولبنان مازالتا الأقوى.
قال وليد حسين، مدير مبيعات إيجيبت لينكس لإعلانات المحمول، إن أصحاب السبق دائمًا ما يكون لهم النصيب الأكبر من السوق، ولذلك استطاعت الدراما المدبلجة باللهجات الشامية الاستحواذ على أكبر كم جماهيرى وإعلانى.
ويرى حسين أن الدبلجة المصرية تحتاج إلى قدر عالٍ من الحرفية الفنية والأداء والصوت والحرفية فى اختيار أصوات تتناسب مع الشخصيات، لكى تتمكن من منافسة الدبلجة الشامية ويعتاد عليها المصريون، لتكون مع الوقت بديلاً للدبلجة السورية.
وأضاف أن الأعمال المدبلجة باللهجة المصرية كانت أقل بكثير من حيث المستوى والأداء مقارنة بالسورية، موضحًا أن اللهجة الشامية ما زالت الأقوى، ولذلك لم تحظ الأعمال المُدبلجة باللهجة المصرية باهتمام جماهيرى وإعلانى كبير.
وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة إطلاق أعمال درامية مدبلجة باللهجة المصرية رغم عدم نجاح الأعمال الحالية، بسبب أن المنافسة الحالية ستشجع الشركات على تطوير أدائها وتوفير استوديوهات متطورة وعالية الجودة.
قال رياض الطويل، شريك مؤسس بشركة سمارت تاتش، إن الفترة الحالية تشهد عرض عملين دراميين مدبلجين باللهجة المصرية على قناة MBC مصر، كمحاولة منها لتحقيق نجاح للدبلجة المصرية.
كما اتفق مع الآراء، التى ترى أن الدبلجة المصرية تحتاج إلى قوة فنية وصوتية وأجهزة عالية الجودة لكى تتمكن مع الوقت من المنافسة والاستحواذ على اهتمام الجمهور بنسبة كبيرة لكى تنتشر بقوة.
ويرى أن المنتجين ما زالوا متخوفين من دبلجة الأعمال القوية باللهجة المصرية، لافتًا إلى أنه إذا تمت دبلجة عمل قوى باللهجة المصرية ستغطى صناعته ضعف الدبلجة بشكل سيحقق القبول الجماهيرى المطلوب.
وتابع: على سبيل المثال استطاعت أعمال الكرتون تحقيق القبول الجماهيرى بسبب قوة العمل نفسه، وبالتالى من الصعب فى ظل ضعف الأعمال المدبلجة حاليًا أن تتمكن الدبلجة المصرية من المنافسة قبل أن يعتاد عليها المصريون أولاً، مثل الدبلجة السورية التى أصبحت تحظى بقبول عالٍ بعد اعتياد المصريين عليها أيًا كان مدى قوة العمل.