الخلافات بين المؤلفين ودور النشر‮.. ‬أحدث أساليب الدعاية

الخلافات بين المؤلفين ودور النشر‮.. ‬أحدث أساليب الدعاية
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الثلاثاء, 30 يونيو 09

كتبت – ناني محمد:
 
نجم سينمائي يتشاجر مع منتجه ويترك الاستوديو، ومطرب يختلف مع الشركة الموزعة لألبومه ويهدد بالانتقال إلي شركة أخري.. هذه هي عينة من الأخبار التي اعتدنا علي قراءتها في العديد من الصحف، التي يدرك العالمون ببواطن الأمور أنها مجرد نوع من أنواع الدعاية التي دأب عليها الفنانون لضمان مواصلة نشر أعمالهم الفنية.

 

 
 رحاب الدين الهوارى

إلي هنا والأمر يظل في إطار المألوف والمعتاد، ولكن الجديد هو أن مثل هذه الحيل الدعائية قد انتقلت عدواها الي مجال النشر والأدب! فأصبحنا اليوم نسمع عن العديد من الخلافات والمشادات بين المؤلفين والناشرين، فسرها البعض بأنها محض اختلاق وافتعال بهدف الترويج للكتب.
 
أكد حازم عبد الستار، مدير التسويق والمبيعات في دار »هلا« للنشر والتوزيع، أن بعض دور النشر تعتمد في الترويج لها ولمؤلفيها علي عدة سبل رئيسية من أهمها افتعال المشادات الكلامية التي تؤدي الي شهرة الدار والمؤلف بشكل أسرع من الترويج العادي لها، أو تقوم بنشر خبر مفاده أن الكتاب يقدم صورة سيئة عن مصر أو أفكاراً مغلوطة أو يتعرض للأديان، وتلك -ايضاً- صورة من صور الترويج السيئة، وهناك أيضاً دور نشر تقوم بتفخيم مبيعاتها لتلقي الاقبال من جمهور القراء، كما حدث مع كتاب الوصايا في عشق النساء للكاتب أحمد الشهاوي، فلقد سحبته الإدارة العامة للهيئة العامة للكتب والوثائق من معرض القاهرة الدولي للكتاب بعد خمس سنوات من نشره بعد أن ألمح أحد الصحفيين في مقالاته أنه يحوي تلميحات جنسية، وهو ما أدي إلي زيادة مبيعاته.
 
أشار إلي أن دور النشر التي تنتهج هذا الاسلوب في التوزيع التي لا تتمتع بالشعبية اللازمة، إلا أنها لا تستمر لأنها لن تستطع تطبيق تلك السياسة أكثر من مرة أو اثنتين علي الأكثر، وذلك لأن القراء سوف يدركون أنها مجرد »جعجعة بلا طحن« تستهدف الترويج لكتابات لا تستحق، ومؤلفين غير معروفين.
 
أكد مصطفي الحسيني، صاحب دار »دوّن« للنشر والتوزيع أن هذا النوع من الترويج الفج لبعض دور النشر يتم فعلاً من خلال افتعال ضجة مبتذلة حول عمل أدبي ما، ويحدث عادة من قبل بعض دور النشر التي تتبني المؤلفين الجدد الذين لا تمكنهم موهبتهم المحدودة وحدها من فرض أعمالهم، مشيراً إلي أن تلك الضجة عادة ما يتم افتعالها من خلال شائعة أن الكتب المراد ترويجها تسئ للدين أو تتناول الجنس، ومؤخراً من حوالي ثلاث سنوات -تقريباً- انضم إليهما الطرف الأخير لهذا الثالوث أي »السياسة« التي أصبحت -حالياً- هي الأكثر فاعلية، فحين يقول المؤلف -سواء عن حق أو افتعال- إن كتابه منع من النشر وأنه مطارد من قبل الحكومة فإن الكتاب يلقي رواجاً كبيراً، مؤكداً أن ذلك عادة ما يكون محض افتعال لأنه قلما ما يتم منع كتب من النشر.
 
وكشف الحسيني أن الأمور عادة ما تجري وفقاً لسيناريو محدود، وهو أن يرسل الناشر نسخة من الكتاب إلي بعض الشخصيات التي يتوقع منها أنها تطالب بمنع النشر، بعدها يرسل نسخة أخري إلي من يتوقع منه أن يدافع عن الكتاب، ثم يتصل بالصحافة ووسائل الاعلام لتسخين القضية، وهكذا يتفجر الصراع، وبهذا يكون الكتاب قد بيع بنسبة كبيرة ونال المؤلف والناشر حظهم من الشهرة والثروة.
 
وأضاف الحسيني أن المؤلف الذي يتبع هذا الاسلوب في بدء حياته يبحث عن المكسب المادي، فقط، ولكن دار النشر التي تقدم علي هذا العمل ليس لديها أدني قدر من أخلاقيات العمل.
 
ويشير رحاب الدين الهواري، مدير دار »شمس« للنشر والتوزيع إلي أن دور النشر التي تلجأ إلي هذا النوع من الدعاية لا تتمتع بالشهرة، أما دار »شمس« فقد أثبتت بالفعل خلال العامين الماضيين، أنها جديرة بالاحترام فقد كان أول حفل توقيع للدار للكتاب الذي ترجمه الشاعر العراقي منع الفقير عن كتاب »أنتولوجيا الشعر العربي« الذي شارك في تأليفه عشرون شاعراً دنماركياً، قوياً علي مستوي العالم العربي، أن الخلاف الذي نشب بين الكاتب الكبير محمد فتحي والدار، فلم يكن لترويج الكاتب أو كتبه، فقد بلغ من الشهرة ما يغنيه عن ذلك، ولكن كان لسوء تفاهم تسبب فيه سكرتير الدار.
 
وقد انتهي تماماً ولن يؤثر هذا الموقف علي خط سير طباعة ونشر وتوزيع الكتاب وان وسائل الإعلام بالغت في تصوير الخلاف، وقدمت بعدها اعتذاراً للدار.
 

جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الثلاثاء, 30 يونيو 09