دفع الطلب المتزايد علي الخدمات الطبية في السوق المحلية بمؤسسات ومجموعات الخدمات الطبية العربية للدخول بقوة في هذا السوق، بالتزامن مع ارتفاع حجم القروض المقدمة من جانب مؤسسات التمويل الدولية والمحلية لهذه المجموعات بتسهيلات ائتمانية غير مسبوقة.
كانت ثلاث مجموعات عربية ومحلية قد أعلنت عن خطط طموحة لتوسيع انشطتها في السوق المحلية بما يتناسب مع مؤشرات النمو المرتفع في حجم ونوعية الخدمات الطبية في السوق المحلية والتي تميز بتنوعها وارتفاع عائداتها المالية . ومن أبرز المجموعات الطبية التي بدأت عملياتها في مصر مجموعات “مستشفيات السعودي _ الألماني واندلسية” الطبية والتي تستهدف انشاء مستشفيين في مصر بتكلفة تتجاوز الـ50 مليون دولار بخلاف التوسعات الحالية لمستشفي دار الفؤاد.
ويعزو شريف سامي خبير الاستثمار ضعف حجم الاستثمارات في مجال الرعاية الصحية حاليا إلي انخفاض مستوي الدخول لدي المواطنين ، في ظل اختفاء التغطية التأمينية الكافية،
وأضاف سامي أن عدم ترويج الحكومة لهذا النشاط الاستثماري بصورة كافية لجذب مستثمري خدمات الرعاية الصحية كان له الأثر السلبي في عدم لفت انتباه القطاع الخاص إلي هذا القطاع الحيوي ، مشيرا إلي أن التوسع في هذا النشاط سوف يفتح فرصاً كبيرة أمام نمو السياحة العلاجية خاصة من الدول العربية. وقدمت مؤسسة التمويل الدولية قروضاً بقيمة 80 مليون دولار في قطاع الرعاية الطبية لثلاث جهات في المنطقة منذ يناير الماضي، ممثلة في مجموعة مستشفيات السعودي الألماني بقيمة 37 مليون دولار من أجل إنشاء مستشفيين جديدين في اليمن ومصر، و قرضا بنحو 15 مليون دولار وأسهم بقيمة 10 ملايين دولار لمجموعة »»اندلسية« السعودية كجزء من تمويل مشروعها الطبي في مصر والذي يبلغ إجمالي قيمته 48 مليون دولار .وأكد مايكل إيسكس، مدير مؤسسة التمويل الدولية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن قطاع الصحة والتعليم يعد من المجالات الواعدة التي تستهدف مؤسسة التمويل الدولية الإسراع في ضخ استثمارات بها عبر قروض مقدمة للقطاع الخاص. ولفت »ايسكس« إلي أن مؤسسة التمويل الدولية – وهي ذراع البنك الدولي المعنية بالتعامل مع القطاع الخاص- تقوم بدعم قطاعات الخدمات الطبية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأشار إلي قيام المؤسسة بتوقيع اتفاقية تمويل إسلامي مع مجموعة مستشفيات السعودي الألماني من أجل تمكينها من بناء مستشفيات جديدة في هاتين المنطقتين.
وربط ايسكس بين تأسيس مستشفيات في اليمن ومصر بهدف مساعدة الحكومات الاقليمية علي تخفيف العبء عن قطاع الرعاية الصحية الحكومية وانعاش أسواق التأمين الطبي الخاص ويزيد في فرص العمل للمتخصصين في هذا المجال الطبي فيهما، كما ستسهل مثل هذه المستشفيات تبادل المعرفة والأساليب الإدارية والطبية بين القطاعات الطبية بشكل عام. وأشار إلي أن عمليات التمويل المقدمة لقطاع الخدمات الصحية والرعاية الطبية تساعد في زيادة فرص الحصول علي الرعاية الصحية في مصر، وتخفيف العبء المتزايد الذي يقع علي كاهل المنظومة الصحية العامة، وزيادة فرص العمل للعاملين في المجال الصحي علي المستوي المحلي. من جانبه رحب الدكتور درويش زقزوق، مؤسس مجموعة »أندلسية« ورئيس مجلس إلادراة بعمليات التمويل الحالية من جانب مؤسسات التمويل والبنوك للقطاع الصحي والرعاية الطبية باعتبارها فرصة لتقديم خدمات علاجية شاملة لأكبر عدد ممكن من المرضي. واكد زقزوق أن مثل هذا التوجه الدولي سيزيد في فرصة تطوير القطاع الصحي في مصر ، مشيرا إلي ضرورة قيام الحكومة بطرح مشروعات جديدة في قطاع الصحة علي القطاع الخاص بنظامي الـ ” PPP ” و ” BOT “. و قال الدكتور حمدي بدران، مدير مستشفي بدران، : إن السبب الرئيسي وراء عدم انتشار شركات تقديم الرعاية الصحية في مصر يرجع إلي ارتفاع التكلفة الاستثمارية لإقامة مشروعات الخدمة الصحية سواء كانت مستشفيات أو عيادات ومستلزماتها من اجهزة طبية وحاسبات آلية، فضلا عن ضعف دخول الافراد وعدم وجود غطاء تأميني قوي يحمي طالبي خدمة الرعاية الصحية.
وأكد الدكتور خالد سمير، العضو المنتدب لشركة المجموعة الطبية الاستشارية ، أن شركات تقديم الرعاية الصحية مدفوعة الاجر مقدما، بدأت في الظهور منذ ما يقرب من 5 سنوات بعد ارتفاع تكلفة تلقي العلاج بمستويات كبيرة، مما دفع اصحاب الشركات إلي البحث عن غطاء تأميني مناسب لموظفيها، بما يتناسب مع دخولهم المتدنية أمام تكلفة العلاج. وأوضح سمير ان عدد شركات الرعاية الصحية المدفوعة الاجر مقدما تصل إلي 17 شركة في مصر، وأن هذا العدد يعتبر كبيراً نسبيا حيث انه كلما قل عدد هذه الشركات أصبحت اقدر علي التنسيق مع مقدمي خدمات الرعاية الصحية من مستشفيات وعيادات.