
المال ـ خاص
في ظل الأزمة التي يمر بها اتحاد الاذاعة والتليفزيون، نفي رئيس الاتحاد في تصريحات صحفية صحة ما تردد عن قيام التليفزيون بفسخ تعاقده مع وكالة صوت القاهرة للإعلان والتعاقد مع وكالة إعلانات خارجية ، وقال إن صوت القاهرة مازالت مسئولة عن اعلانات التليفزيون ولكن تم اصدار قرار يقضي بالحصول علي مساعدة القطاع الاقتصادي بحيث يتم نقل الاعلانات اليه بشكل تدريجي ليكون هو المسئول الوحيد عن جميع الاعلانات التي تعرض كما كانت الحال في الماضي.
ودفع هذا الوضع الكثيرين للتساؤل عما اذا كان القطاع الاقتصادي بالتعاون مع صوت القاهرة سيكونان قادرين علي مواجهة الأزمة التي يمر بها الاتحاد في الوقت الحالي والتي تعتبر من أكبر الأزمات التي يمكن أن يمر بها، أم أن الاعتماد علي وكالة خارجية سيكون هو الحل لمواجهة الأزمة الحالية؟.
وفي هذا السياق يري طارق نور، رئيس مجلس ادارة وكالة »طارق نور« للدعاية والإعلان أنه لايوجد فرق بين تولي صوت القاهرة أو القطاع الاقتصادي الأمور التسويقية للتليفزيون المصري، وذلك لأن كليهما تابع لاتحاد الإذاعة والتليفزيون.
وقال إن اهم شيء في الوقت الحالي هو معرفة ما إذا كان التليفزيون قادرًا علي جذب مشاهدين من خلال محتواه التليفزيوني، لأن المحتوي هو الأهم والفارق في جذب الجماهير، ولابد ان يقوم التليفزيون بالتركيز في اختياره لأعماله، بحيث تكون قادرة علي جذب المعلنين نحوها.
ولفت إلي أهمية شراء برامج جاهزة من خلال الشركات المتخصصة بدلاً من إنتاجها وذلك لأن التليفزيون جهة إذاعية وليست انتاجية، بالإضافة الي أن الشراء يكون أقل تكلفة من الإنتاج فعلي سبيل المثال اذا كانت تكلفة إنتاج العمل الدرامي تتراوح بين 50 و100 مليون جنيه، فإن شراءه سيكلف الاتحاد من 20 إلي 30 مليون جنيه، وهذا بالفعل يعتبر فارقًا كبيرًا، وبالتالي فإن أهم شيء يجب أن يركز عليه مسوقو الاتحاد هو التوجه نحو المتخصصين في الإنتاج من أجل شراء محتوي جيد لكي يستطيع جذب المعلنين في الفترة المقبلة.
وأشار إلي أن الفترة الحالية التي يمر بها القطاع تعتبر من أسوأ الأوقات الصعبة التي مر بها التليفزيون، وذلك لأن الثورة أثرت بشكل كبير علي حجم الدعاية والاعلان بالتليفزيون، نظرا لسوء إدارة الاتحاد، بالإضافة الي فقدان التليفزيون أهم مقدمي برامج التوك شو الذين كان لهم دور فعال ومهم في جذب المعلنين.
وأكد »نور« أن القطاع الاقتصادي وصوت القاهرة لن يكونا قادرين علي مواجهة الأزمة الحالية، حيث يري أنه من الصعب عليهما مواجهة مثل تلك الظروف.
ويري أن أفضل حل لمواجهة هذه الأزمة هو الاتجاه نحو تقليل المصاريف بالاتحاد والتضحية بعدد من القنوات وتقليل عدد العاملين بالجهاز الذين وصل عددهم إلي 45 ألفًا وهو ما يشكل عبئًا ماليا علي التليفزيون.
وقال إن التليفزيون المصري لديه العديد من المواهب القادرة علي تقديم البرامج بشكل جيد قادر علي جذب المعلنين والجمهور مرة أخري نحو التليفزيون، ولكن هذه المواهب ما زالت مدفونة في ظل هذا العدد الكبير من العاملين.
قال أحمد الشناوي، رئيس مجلس ادارة وكالة »Adventure « للدعاية والاعلان، إن اتحاد الاذاعة والتليفزيون بحاجة الي فريق جديد تكون له علاقة بالسوق وذا فهم ودراية بمتطلباته الحالية، وذلك لأنه عاني بشكل كبير في ظل تولي »صوت القاهرة« العملية التسويقية التي كانت تركز علي منافسة القنوات الخاصة بدلا من تشجيعها في الفترة السابقة، خاصة في عهد الوزير السابق أنس الفقي الذي كانت له علاقات خاصة ببعض الوكالات، مما كان له تأثير علي عمل بعض القنوات.
وأكد أهمية توفير رواتب مجزية للفريق القائم بالعملية التسويقية، بحيث تكون رواتب غير حكومية حتي يستطيعوا ان يعملوا بفكر القطاع الخاص، مشيرًا إلي ان الاستقرار الاقتصادي هو أهم عنصر لكي يستطيع الاتحاد مواجهة الأزمة لأنه يمر في الوقت الحالي بتجربة صعبة وبحاجة إلي خبرات قادرة علي مواجهة الأزمات.
ويري الخبير التسويقي مدحت زكريا، أنه لايوجد فرق بين تولي القطاع الاقتصادي أو صوت القاهرة الأمور التسويقية داخل الاتحاد لأن كليهما لا يملك القدرة علي التسويق والإعلان فهما لا يملكان فريقًا مؤهلاً لمواجهة الأزمة الحالية، وذلك لأن جميع العاملين لديهما ذو تفكير ضيق وقديم و غير قادرين علي مواجهة التطورات الحالية، لذلك فإن القطاع الاقتصادي وصوت القاهرة قادران فقط علي الإنتاج وتقديم أعمال جيدة.
وقال »زكريا« إن الحل الوحيد لمواجهة الأزمة الحالية بالتليفزيون هو التعاقد مع وكالة إعلانات كبري ذات خبرة عالية في أمور التسويق للأعمال التليفزيونية والإذاعية، وذلك لان معظم القنوات الخاصة استطاعت أن تحقق نجاحًا في وقت قصير لأنها تتعامل مع وكالات خاصة ذات خبرة عالية.
وأضاف »زكريا« أن الاتحاد بحاجة الي عمل تحديث شامل لجميع أعماله حتي يستطيع أن يواجة القنوات المنافسة له، وذلك لان البرامج الحالية ضعيفة جدًا وغير قادرة علي منافسة القنوات الاخري التي أصبحت تقدم اعمالاً جديدة ومختلفة بشكل دوري، بالإضافة إلي ضيق تفكير العاملين بالقطاع والذين يرون أنهم الافضل، وهذا في حد ذاته يعتبر أكبر مشكلة ستواجه التسويق بالتليفزيون خلال الفترة المقبلة.