الحـــــج (الگــــــــلاس) .. شــــريعة المتعــــــاقدين

الحـــــج (الگــــــــلاس) .. شــــريعة المتعــــــاقدين
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 30 أكتوبر 05

بسمة حسن:
 
ارتفعت كلفة تأدية مناسك الحج هذا العام لدي الشرائح الأكثر قدرة مالية من الحجاج، لتصل الي معدلات غير مسبوقة، مع ادخال كافة عناصر الرفاهية والخدمة فائقة المستوي علي المناسك، التي لا تتجاوز مدتها أكثر من 12 يوماً في أطول برنامج، ووصلت الاسعار التي قدمتها بعض الشركات الي مستويات تتراوح بين 50 و 85 ألف جنيه.

 
وهو ما طرح تساؤلات حول وجود ضوابط تحكم تسعير الشركات لرحلات الحج (السريع الفاخر) أو (الكلاس)، وأسباب ارتفاع الاسعار الي هذا الحد، ومدي اقبال الحجاج علي هذه البرامج؟.
 
وكانت بعض الشركات قد أعلنت عن اسعارا تراوحت ما بين 50 و 85 الف جنيه مقابل تقديم خدمة (كلاس) للحجاج، تتمثل في مخيمات خاصة ومكيفة في المشاعر وجبل عرفات ومني
 
_ بعض البرامج تشمل قضاء ليلة في جدة كنوع من السياحة الداخلية ولشراء الهدايا – ، الي جانب خدمات فندقية واستقبال الحاج بقاعات كبار الزوار بالمطار، قادما علي متن أفخم الطائرات الخاصة التي تصل سعتها ما بين 7 ركاب و 33 راكباً في أكبر الرحلات سعة، وتعيين مرافق له لتلبية كافة احتياجاته وتيسيرها، ونقله من خلال سيارات أو اتوبيسات مكيفة من احدث الموديلات، وتقديم الوجبات الثلاث يوميا بالفندق ، وغيرها من الخدمات المتميزة والمغرية التي تناسب هذا السعر.
 
ويقول سيف العماري عضو لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات ووكالات السفر والسياحة، ان مسميات برامج الحج تختلف، رغم أن الفريضة نفسها لا تختلف من برنامج الي آخر، مشيرا الي أن كافة البرامج التي تم الإعلان عنها _ سواء الباهظة التكلفة او المتوسطة أو المنخفضة _ يتم تنظيمها طبقا للقواعد المعمول بها، والتي اتفق عليها الجانبان المصري والسعودي، وتتمثل هذة القواعد في البرامج والاسعار.
 
ويضيف أن لجنة السياحة الدينية كانت حريصة علي ضرورة وضع إطار يضمن تناسب سعر البرامج المطروحة للحج هذا العام مع الخدمات المقدمة للحجاج، مع تطبيق آلية مرنة وواقعية تحقق التوازن المطلوب بين مصلحة الحجاج ومصلحة الشركات، مشيرا الي ان هذه الآلية ستؤدي الي زيادة اعداد الحج البري والبواخر التي سبق ان احجمت عنها الشركات، حيث سيعامل هذين المستويين (البري والبواخر) بشكل واقعي، الامر الذي سيؤدي الي المزيد من التسهيلات للشركات لتمكنها من الاستجابة لرغبات الحجاج الذين يقبلون بشدة علي هذين النوعين من الحج وذلك تحقيقا لهدف تيسير الحج لجميع الفئات.
 
ويقول العماري ان سبب ارتفاع اسعار الحج هذا العام عن العام الماضي – بما يتراوح بين %30 و %45  يرجع الي ارتفاع تكلفة النقل عالميا وخاصة اسعار تذاكر الطيران، الي جانب ارتفاع اسعار الإقامة بالفنادق في المملكة العربية السعودية، والزام اغلب الفنادق المقيمين بها، بتناول الوجبات الثلاث بالفندق، لتحقيق عائدات من تحقيق هذه الخدمة.
 
ويري عضو لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات ووكالات السفر والسياحة، أن كل سعر حددته الشركات السياحية، له عميله الخاص طبقا لنوعية الخدمة المقدمة له، مشيرا الي أن شركات الحج السريع والفاخر تقدم جميع وسائل الراحة الراقية، التي تفضلها شريحة معينة من الحجاج (العالية الانفاق) وهي شريحة ضيقة من الحجاج، بينما يظل الحج منخفض التكاليف هو الاكثر جاذبية للشريحة الأكبر من الحجاج.
 
وعن دور الوزارة في تحديد الاسعار يقول عبد العزيز حسن مدير عام الادارة العامة للسياحة الدينية بوزارة السياحة، ان كل شركة تضع السعر حسب البرنامج المقدم منها ويقدم هذا البرنامج الي لجنة السياحة الدينية بغرفة الشركات لتقرير الحالة الفنية الخاصة بالبرنامج ومدي ملاءة السعر المقدم من الشركة للخدمات التي يطرحها، وبذلك تكون الشركة تحت الرقابة طوال الوقت، في محاولة لضمان مرور موسم الحج هذا العام دون اي مشاكل.
 
ويشير عبد العزيز حسن الي ان احمد المغربي وزير السياحة أصدر توجيهات تقضي، بان لكل شركة الحق في وضع السعر الذي تحدده حسب البرنامج المقدم منها دون تدخل الوزارة، وذلك بناء علي عقد يتم بين الحاج والشركة يضم كافة التفاصيل للرحلة منذ خروجة من مصر الي لحظة رجوعة اليها، وهو عقد شامل به كل التفاصيل الدقيقة التي تمنع وقوع اي لبس أو سوء تفاهم بين الحجاج والشركات ، علي أن تلتزم الشركة بشكل كامل بتنفيذ  كافة بنود العقد، وتكون عرضة للعقاب الذي يصل الي حد ايقافها عن العمل اذا ما التزمت بتنفيذ البرنامج بالكامل.
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 30 أكتوبر 05