الحاسب "منخفض التكلفة" يثير ذعر شركات الكمبيوتر المحلية

الحاسب "منخفض التكلفة" يثير ذعر شركات الكمبيوتر المحلية
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 4 ديسمبر 05

أمير حيدر:
 
جاءت تصريحات الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مؤخرا حول اعتزام الوزارة طرح حاسب جديد منخفض التكلفة بما لا يتعدي الـ 1800 جنيه ، لتثير حالة من القلق والارتباك لدي عدد كبير من الشركات العاملة في سوق الحاسبات، خاصة المشاركة منها في المبادرات الحكومية.

 
ويتخوف البعض من أن يؤثر الجهاز المنتظر طرحه في الأسواق بداية العام 2006 علي مبيعات شركات الحاسبات والتي تصل أسعارها إلي نحو 5 آلاف جنيه، فيما يتساءل آخرون حول إذا ما كان سيتم طرح الجهاز الجديد من خلال الاتفاق مع شركات عالمية محددة دون الالتفات إلي الشركات المحلية القائمة حاليا أم سيتم إشراكها في العملية ؟.
 
ووسط هذه التساؤلات والمخاوف بدت حالة من الانقسام بين الشركات الأعضاء في الشعبة العامة للحاسبات حول موقفهم من جدوي طرح الجهاز منخفض التكلفة خلال الأشهر القليلة القادمة.
 
وقال مسئول بإحدي شركات الحاسبات: إن هناك حالة من الغموض تحيط بمشروع وزارة الاتصالات لطرح جهاز منخفض التكلفة، مشيرا إلي أن طبيعة الجهاز المنتظر طرحه ومكوناته المتوافقة مع السعر المحدد له تثير العديد من علامات الاستفهام، بالإضافة إلي وضع الشركات مستقبليا ، خاصة المشاركة في مبادرة ” حاسب لكل بيت ” والتي تبحث عن إجابات قاطعة لهذه التساؤلات.
 
ورأي المسئول بالشركة أن حالة الغموض هذه أصابت السوق بحالة من الارتباك، خاصة أن البعض ينظر إلي الحاسب المنتظر طرحه بمثابة عامل تهديد لتواجدها بالسوق.
 
ولم تحدد تصريحات وزير الاتصالات التي جاءت خلال مشاركته في القمة المعلوماتية بتونس منتصف نوفمبر الماضي إذا ما كان سيتم طرح هذا الجهاز بالتعاون مع عدد من الشركات العالمية أم سيتم توفيره من خلال الشركات المحلية ذاتها التي تشارك في المبادرات الحكومية.
 
إلا أن المهندس أشرف مشهور مدير مشروع نشر الحاسبات في وزارة الاتصالات استبعد طرح الجهاز الجديد من خلال مبادرة مستقلة، في إشارة إلي أنه سيدخل ضمن مبادرة “حاسب لكل بيت ” القائمة منذ نحو ثلاث سنوات.
 
وأكد مشهور أنه سيكون متاحاً أمام جميع الشركات المتواجدة حاليا بالمبادرة أو غيرها في توزيع وتسويق هذا الحاسب دون الاقتصار علي شركات بعينها.
 
وأوضح مشهور أن الجهاز المنتظر طرحه يتمتع بإمكانيات بسيطة تتوافق مع إمكانيات شريحة كبيرة من المصريين من ناحية الدخل، واحتياجاتهم العملية لاستخدام الحاسبات الآلية، خاصة أن معظمهم من المبتدئين أو الراغبين في تعلم استخدامها.
 
وأضاف أنه من خلال الحاسب منخفض التكلفة يمكن مخاطبة شرائح جديدة وواسعة لم يكن حاسب لكل بيت أو غيره الوصول إليها، مؤكدا أن ذلك سيوسع من قدرة الشركات الموجودة حاليا من الناحية التسويقية ويزيد من معدلات تواجدها في مختلف المحافظات بدلا من تركيز حجم مبيعات المبادرة علي محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية التي تستأثر بأكثر من%90  من مبيعات الحاسبات .
 
وبلغ عدد الأجهزة المباعة من خلال مبادرة ” حاسب لكل بيت ” 119,2 ألف جهاز بنهاية أغسطس الماضي، حسب إحصاءات وزارة الاتصالات.
 
وقال مدير مشروع نشر الحاسبات في وزارة الاتصالات: إن شركات ” الهاردوير ” لن تكون المستفيد الوحيد من نشر الحاسبات منخفضة التكلفة، وإنما سيكون لشركات البرمجيات أيضا دور في إنجاح هذه المنظومة والاستفادة منها، خاصة أنه سيكون هناك اعتماد علي برمجيات مصرية معربة تتوافق مع المستخدم المحلي، يتم إنتاجها بالتعاون بين فريقي عمل بالقرية الذكية وشركة مايكروسوفت في سياتل بالولايات المتحدة الأمريكية .
 
وأوضح أن نجاح وصول الحاسب منخفض التكلفة إلي شريحة كبيرة من المصريين، خاصة ممن لديهم أبناء في المراحل التعليمية الأولي سينعش مبيعات البرامج التعليمية وصولا إلي مرحلة التعليم الإلكتروني الذي تسعي وزارة الاتصالات إلي اتخاذ خطوات متقدمة فيه.
 
وأشار مشهور إلي أنه من المستهدف الوصول بالحاسب منخفض التكلفة إلي شريحة كبيرة من طلبة المدارس الأساسية التي تصل إلي نحو 37,9 ألف مدرسة علي مستوي الجمهورية.
 
ورأي مشهور أن الجهاز الجديد سيساعد أيضا في القضاء علي السلبيات التي ظهرت مؤخرا بالسوق وتتعلق بتوريد مكونات لا تتوافق مع المواصفات القياسية، خاصة أن المكونات الفاعلة منخفضة التكلفة وتدخل في تكوين الحاسب لا تصنعها غير شركات محدودة علي مستوي العالم.
 
إلا أنه أكد أنه سيكون هناك أيضا حرية أمام الشركات المصرية في اختيار الشركة التي يتم التعاقد معها لتوريد المكونات.
 
وسبق أن تعرض سوق الحاسبات لحالة من الارتباك، إثر تصريحات مشابهة للدكتور طارق كامل حول الحاسب منخفض التكلفة خلال زيارته للولايات المتحدة قبل نحو 5 أشهر، إلا أن وزارة الاتصالات حاولت تهدئة الوضع آنذاك بأن تصريحات الوزير لم يحسن فهمها.
 
وتسعي وزارة الاتصالات إلي نشر الحاسبات بالمجتمع ، فيما تري أن ارتفاع سعر الأجهزة بما فيها ما يتم بيعه عن طريق حاسب لكل بيت يعد من أبرز العوائق نحو تحقيق هذا الهدف.
 
وبينما يصل الحد الأقصي لسعر الجهاز المنتظر طرحه إلي نحو 1800 جنيه، يصل سعر الجهاز المباع من خلال مبادرة ” حاسب لكل بيت ” التي يشارك بها 27 شركة إلي نحو5 ت آلاف جنيه يسدد ثمنه علي مدار ثلاث سنوات.
 
وفي الوقت الذي يتخوف البعض من طرح الجهاز الجديد بالأسواق، يري آخرون أنه سيكون من العوامل الفاعلة في إحداث طفرة في مجال الحاسبات محليا.
 
وقال المهندس خالد إبراهيم مدير شركة “نوردكس مصر “: إن الشعبة العامة للحاسبات عقدت اجتماعا نهاية الأسبوع الماضي لمناقشة ما يدور حول الجهاز منخفض التكلفة الذي أشار إليه وزير الاتصالات.
 
ورأي إبراهيم أن هذا الجهاز لن يضر بوضع الشركات القائمة حاليا ، خاصة أنه يستهدف شريحة قد لا تتمكن مبادرة ” حاسب لكل بيت” أو غيرها مما هو مطروح في الأسواق الوصول إليها.
 
وأشار إلي أنه حسب المعلومات المتوفرة، فإن شركة “انتل” العالمية التي تمتلك 4 مراكز للتطوير علي مستوي العالم بينها مركز في مصر تعكف علي تحديد المواصفات الخاصة بالجهاز محل الجدل ، مضيفا أنه من المرجح أن تقوم الشركات المحلية نفسها بتجميع هذا الجهاز مثلما تقوم تجاه حاسب لكل بيت .
 
وتوقع مدير شركة ” نوردكس مصر ” انتشار الحاسب منخفض التكلفة، خاصة إذا ما تم تقسيطه علي عدد من الأشهر مثلما هو جار مع ” حاسب لكل بيت”.
 
وأشار مسئولون بوزارة الاتصالات إلي أن القسط الشهري للحاسب المرتقب قد يصل إلي نحو 40 جنيها، فيما يتخطي سعر “حاسب لكل بيت ” الـ 100 جنيه ويصل إلي نحو 150 جنيهاً، حسب مواصفات تكوينه.
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 4 ديسمبر 05