حوار ـ المرسى عزت:
قال عمار الجوهرى، الرئيس التنفيذى لشركة إيلاف للترجمة، إن عام 2018 هو عام المسئولية المجتمعية للشركة، لافتا إلى أنها تهتم خلال العام الحالى بالمسئولية المجتمعية كإحدى أهم استراتيجيات عملها فى السوق المصرية.
وأضاف الجوهرى فى حواره لـ«المال» أن المسئولية المجتمعية فى السوق المصرية تحتاج إلى إعادة توجيه بما يعمل على مزيد من الفاعلية، وسد كل احتياجات المجتمع، التى لا تستطع الحكومات الوفاء بها بمفردها.
وأشار إلى أن البطالة من أهم القضايا المجتمعية، والتى يمكن أن تقل معدلاتها دون التعاون المثمر بين الحكومات والمجتمع المدنى والشركات بما يحقق النتائج المرجوة.
وأكد الجوهرى أن صناعة المحتوى تعد من أهم الصناعات عالميا، وتأثيرها يتخطى حدود البلدان، بما تنقله من معرفة تبنى أمما وتدفع إلى زيادة التواصل بين الدول كافة.
وأوضح أن إيلاف للترجمة تسعى إلى إعادة تأهيل الشباب فى البلدان التى تعمل بها ليلتحقوا بسوق العمل وفق رؤى واستراتيجيات تدفعهم إلى تحقيق تطور فى مهاراتهم، ومن ثم زيادة فرصهم للالتحاق بوظائف ورواتب مجزية.
بداية، قال الجوهرى إن المسئولية المجتمعية للشركات العاملة فى السوق المصرية تحتاج إلى إعادة توجيه لخدمة قضايا التنمية الوطنية.
وأضاف أن التصور للسيناريو الأمثل لذلك والخاص بإعادة توجيه الشركات المهتمة بالمسئولية المجتمعية يتعلق بأن تقوم الدولة بوضع استراتيجية وطنية للقضايا التنموية الأكثر إلحاحا، ومن ثم طرحها للمشاركة المجتمعية فى تلك المجالات.
وأشار المدير التنفيذى لشركة إيلاف للترجمة، إلى أن من القضايا الملحة، والتى تمثل تحديا هى قضية البطالة، وتمثل تحديًا رئيسيًا لكل الحكومات السابقة.
يشار إلى الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى مصر أكد أن معدل البطالة فى البلاد تراجع إلى %11.9 فى الربع الثالث من عام 2017 مقابل %12.6 قبل عام.
وأضاف الجهاز أن عدد العاطلين عن العمل بلغ 3.513 مليون عاطل بانخفاض 127 ألفا عن الربع المقابل من 2016، لكن بزيادة 17 ألف عاطل عن الربع الثانى من عام 2017.
وأظهرت بيانات الجهاز أن حجم قوة العمل بلغ 29.472 مليون موظف، بزيادة 652 ألف موظف عن الربع المقابل من 2016.
ولفت الجوهرى إلى أنه فيما يتعلق بمشروعات شركة إيلاف فى مجال المسئولية المجتمعية فإنها تعمل فى واحدة من أهم الصناعات الواعدة ذات التأثير العالمى، وهى صناعة المحتوى، ونقل المعرفة، ومن ثم تنحصر مشروعاتنا للمسئولية المجتمعية فى إعداد وتأهيل الشباب من جميع التخصصات للعمل فى هذا المجال الذى يتميز عن غيره من المجالات بقدر كبير جدا من المرونة.
وأشار إلى أن مجال الترجمة يسمح للعاملين فى هذا القطاع بالعمل بحرية من خلال الوقت والتكلفة والمكان، بما يسهم فى الحد من البطالة من ناحية، وفى تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمى لصناعة الترجمة وإنتاج المحتوى متعدد اللغات من ناحية أخرى.
وأضاف أن إيلاف للترجمة تسعى وبدأب إلى تحويل الآلاف من خريجى كليات وأقسام اللغات والترجمة من عبء اقتصادى (مركز تكلفة) إلى مصدر دخل (مركز ربحية).
وأكد الجوهرى أنه فيما يتعلق بإعداد الخريجين الذين أهلتهم إيلاف للترجمة لسوق العمل فإن الشركة لم يمض على طرحنا لمبادرات المسئولية المجتمعية سوى أشهر قليلة تمكنا خلالها من الانتهاء من أول مبادراتنا (مبادرة مارس) إذ تم تخريج 25 مترجمًا قامت الشركة بتعين %40 منهم بالفعل.
وأوضح أن هناك عملا متواصلا للمزيد من المبادرات المجتمعية الهادفة إلى تأهيل الشباب، وزيادة فرصهم فى الحصول على وظائف، ومنها مبادرة «تميز للطلاب»، ومبادرة «غير مسارك» لخريجى الكليات والأقسام من غير اللغات والترجمة.
وأشار الجوهرى إلى أنه وعلى وجه العموم فإن شركة إيلاف للترجمة تستهدف تدريب 100 مترجم سنويا ضمن مبادرة مارس ونفس العدد فى المبادرتين الأخريين، وهما مبادرة تميز للطلاب، ومبادرة غير مسارك لتدريب 300 شاب سنويًا.
وأعلنت شركة إيلاف للترجمة مؤخرا عن تخرُّج دفعة جديدة تتضمن 25 فردا من الكوادر الشابة الواعدة، والذين تم تدريبهم على مختلف تقنيات وأساليب الترجمة من خلال مبادرة «مارس» التى تستهدف إثراء مجال الترجمة بصقل مهارات المترجمين، وتزويدهم بالمعارف الفنية والمهارات العملية اللازمة لتأهيلهم لسوق العمل الاحترافى فى مجالات الترجمة والتعريب، فى إطار العلاقة التكاملية بين شركة إيلاف للترجمة وأقسام اللغات والترجمة المتعددة بالوطن العربى.
وقررت الشركة- بعد إجراء العديد من الاختبارات العملية- تعيين 10 من أبرع خريجى مبادرة «مارس» الذين حصلوا على 50 ساعة تدريبية بحد أدنى لكلٍّ منهم، وشهدت التدريبات تركيزًا خاصًا على الجانب العملى فى صورة ورش عمل تنفيذية، وفى إطار بيئة عمل حقيقية تقدم للمتدربين فرصة معايشة تجربة العمل فى واحدة من أكبر شركات الترجمة، ويمكن لراغبى الاشتراك فى هذه المبادرة الالتحاق بالدورات بصورة مجانية %100، إذ إن الشركة لا تُحَصِّل من المتقدمين أى مصروفات أو رسوم تحت أى مُسَمَّى من المُسَمَّيَات.
وقال المدير التنفيذى لشركة إيلاف للترجمة، «نجحنا خلال الأعوام العشرة السابقة فى تأهيل أجيال من المترجمين القادرين على النقل المعرفى والثقافي، ومستمرون فى أداء هذا الدور الحيوى الذى يسهم فى الارتقاء بمجال الترجمة بالعمل على تنمية مهارات المترجمين الشباب من الجنسين، وإثراء معارفهم، ونقل خبرة شركة إيلاف التى تعمل فى مجال الترجمة منذ عام 2006، إذ إن هدفنا الأسمى هو الحفاظ على مستوى الجودة المميز الذى نقدمه لأكثر من 3000 عميل فى الأسواق الآسيوية والأوروبية.
وأضاف نحن عازمون على إكمال مسيرتنا فى الاستثمار فى الشباب العربى الواعد الذى يُعد من أهم مقومات التنمية الاقتصادية من خلال مبادراتنا المختلفة لتدريب الشباب وتأهيلهم على نحو حقيقى للالتحاق بسوق العمل الذى تتزايد متطلباته يوما بعد يوم، كما يسعدنا مشاركة 25 من خريجى كليات اللغات والترجمة بالجامعات فى كل دورة تتضمن أكثر من 50 ساعة من التدريب العملى الذى يشرف عليه نخبة من الأساتذة والخبراء الذين يَسعدون بنقل معارفهم وخبراتهم الطويلة للأجيال الجديدة«.
وأكد الجوهرى أن أهم ما تقدمه الشركة هو التنوع فى الموارد البشرية، ودعم الشباب العربى الطموح الذى يرغب فى الالتحاق بسوق العمل فى مجالات الترجمة المتعددة، وتأتى هذه المبادرة تجسيدا لاضطلاع الشركة بواجباتها تجاه المسئولية المجتمعية، بوصفها من الشركات الرائدة فى مجال الترجمة والتدريب فى العالم العربى.
وأوضح أن إيلاف للترجمة تقدم فى إطار مبادرة »مارس« مِنَحًا تعليمية مجانية لتدريب خريجى كليات وأقسام اللغات والترجمة من الجامعات الحكومية والخاصة، ويتم تنفيذ ذلك بواقع منحة تدريبية كل ثلاثة أشهر- وهى مدة التدريب للدورة الواحدة- بمعدل 50 ساعة تدريبية بحد أدنى، تركز الدورة على التدريب العملى فى صورة ورش عمل تنفيذية.
وأشار الجوهرى إلى أن عمليات التدريب تتم فى إطار بيئة عمل حقيقية تتيح للمتدربين فرصة معايشة تجربة العمل.
يذكر أن شركة إيلاف للترجمة تعد إحدى الشركات الكبرى فى مجال الترجمة والتدريب فى المنطقة العربية، إذ تأسست عام 2006، ولها أربعة (4) فروع إقليمية فى دبى، وأبوظبى، والقاهرة، والإسكندرية، كما أنها تقدم خدماتها التخصصية إلى أكبر الهيئات، والمنظمات، والشركات من مختلف القطاعات الحكومية وغير الحكومية والدولية، وحصلت الشركة على شهادات الجودة العالمية ذات الصلة بمجالات عملها، ومن أبرزها شهادة الأيزو 9001، وشهادة الأيزو 17100 عام 2010.
وفيما يتعلق بشروط الالتحاق بمبادرة «مارس» أكد الجوهرى أن يكون المتقدم خريج إحدى كليات اللغات والترجمة، وألا يكون قد مر على تخرجه أكثر من سنتين، واجتياز اختبارات القدرات اللغوية.
وذكر أن الشركة فى مصر هى شركة مساهمة مصرية، باعتبارها فرعًا للشركة الأم فى دولة الإمارات العربية المتحدة، برأس مال مصرى مصدر خمسة ملايين جنيه، ورأس مال عامل يتجاوز ذلك لتغطية توسعات الشركة فى المرحلة المقبلة.
وأشار إلى أن إجمالى استثمارات الشركة فى مصر والإمارات تصل إلى ستة ملايين درهم إماراتى فى كل من مصر والإمارات.
وفيما يتعلق بهيكل ملكية الشركة، فأوضح الجوهرى أنها مملوكة لأفراد يمثلون أعضاء مجلس الإدارة.
وعن تطلعاته للسوق المصرية، أشار إلى أنه على يقين أن السوق المصرية تظل هى السوق الأكبر فى المنطقة العربية، وفى صناعة الترجمة والمحتوى هناك العديد من الهيئات والمؤسسات الحكومية التى أنشئت فى السنوات الأخيرة، والتى تعنى أو يقوم عملها على الترجمة، ونحن نتطلع إلى بناء علاقات تعاون وشراكة استراتيجية مع هذه الهيئات والمؤسسات مثل بنك المعرفة المصرى، والمركز القومى للترجمة، وأكاديمية البحث العلمى، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، ومكتبة الإسكندرية، وهيئة الكتاب، وغيرها من المؤسسات المعنية بنشر الفكر والثقافة، وإثراء المحتوى العربى الرقمى.
وأكد الجوهرى أن مناخ العمل فى مصر بعد ثلاثين يونيو شهد موجة واسعة من التنمية والتحديث فى مختلف القطاعات، مع التركيز على تمكين الشباب، ولا شك أيضًا أن عملية البناء الحضارى تنشأ على ما انتهى إليه الآخرون بنقل معارف التنمية فى الدول الأكثر تقدما، وهو ما لا يتم إلا عبر قناة الترجمة.
وعن رؤيته لعام 2018، أوضح أنه كما أشرت من قبل إلى المسئولية المجتمعية سبق وأن أعلنا عام 2018 عام المسئولية المجتمعية لشركة إيلاف للترجمة، ومن ثم قمنا بتوجيه الدعوى إلى المؤسسات ذات الصلة، ونعمل حاليًا على وضع اللمسات الأخيرة لتوقيع بروتوكولات تعاون مع العديد الهيئات والمؤسسات، منها على سبيل المثال لا الحصر الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، وجامعة الأزهر، وجامعة عين شمس؛ بهدف تدريب الطلاب وتأهيلهم لسوق العمل، وجارٍ التواصل مع هيئات ومؤسسات أخرى عديدة فى مختلف القطاعات.
وأشار المدير التنفيذى لشركة إيلاف للترجمة إلى خطة الاستثمار بأن هناك خطة طموحة لطرح العديد من المبادرات والشراكات الاستراتيجية مع مختلف مؤسسات القطاع الحكومى والقطاع الخاص، فى كل من مصر والإمارات لإنتاج المعرفة متعددة اللغات، وإثراء المحتوى العربى، وسوف يعلن عن تفاصيل تلك الخطط والمبادرات فى حينه.
وعن افتتاح فروع جديدة أكد أنه بالفعل تم فتح فرع جديد للشركة فى القاهرة معنى بالتدريب، وجارٍ العمل على التوسع فى بعض البلدان العربية مثل الأردن والسعودية وسلطنة عمان، ونستهدف فى السنوات القليلة المقبلة التوسع فى الأسواق العالمية مثل الصين والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة؛ تلبية لاحتياجات تلك الأسواق من الترجمة والمحتوى باللغة العربية.