التوتر «السعودى - الإيرانى» يزلزل أسواق المال

التوتر «السعودى - الإيرانى» يزلزل أسواق المال

التوتر «السعودى - الإيرانى» يزلزل أسواق المال
جريدة المال

المال - خاص

11:03 ص, الثلاثاء, 5 يناير 16

«الأحمر» يكسو بورصات الخليج وقطر تتصدر التراجعات
«المصرية» تخسر 4.2 مليار جنيه وسط مبيعات لافتة للعرب

شريف عمر:

تعرضت أسواق المال العالمية والإقليمية لهزة عنيفة أمس، نتيجة تزايد حدة التوتر السياسى بين السعودية وإيران، فهبطت البورصة المصرية بنحو %1.5 لتخسر نحو 4.2 مليار جنيه فى جلسة واحدة، فيما سيطر اللون الأحمر على بورصات الخليج، لتحتل قطر صدارة التراجعات، تليها السعودية.

وأعلنت السعودية أمس الأول قطع العلاقات مع إيران فى أعقاب الاحتجاج الرسمى والشعبى من الأخيرة على إعدام الرياض رجل الدين الشيعى نمر النمر بتهم إرهابية، وما تلاها من اقتحام سفارة وقنصلية السعودية فى طهران ومشهد، وتصاعدت الأحداث أمس بإعلان البحرين قطع العلاقات مع إيران.

وأغلق المؤشر الرئيسى للبورصة «EGX30» متراجعًا بنحو %1.51 إلى 6982 نقطة، فيما تراجع نظيره «EGX70» للأسهم الصغيرة والمتوسطة بنحو %1.88 ليغلق قرب 376 نطقة، و«EGX100» بنحو %1.64 ليهبط إلى 783 نقطة.

وتصدرت بورصة قطر قائمة خسائر البورصات الخليجية، بنحو %2.64، يليها السعودية %2.36، وواصلت سوق العاصمة أبوظبى التراجع للجلسة الثانية على التوالى، وسجلت هبوطا بنحو %1.3، وسط تهاوى للأسهم الصينية والأوروبية.

كما أنهت سوق دبى المالية تعاملاتها، أمس متراجعة للجلسة الثانية على التوالى بـ%1.6، لتهبط إلى 3084.43 نقطة، وسيطر التراجع على مؤشرات البورصة الكويتية بشكل جماعى فى أولى جلسات العام الجديد، الهبوط لتنخفض بـ%0.83، وخالف المؤشر العام لسوق مسقط المسار الهابط للخليج، وارتفع بنحو %0.15، مستندًا إلى الأداء الإيجابى لأسهم القطاع المالى.

وتراجعت مؤشرات الأسهم الصينية بنحو %7 فى أول جلسات العام الحالى وسط مخاوف من عودة تباطؤ نمو الاقتصاد الصينى، هبطت الأسهم الأوروبية بشكل حاد فى أول أيام التداول لعام 2016.

وأغلق رأس المال السوقى للبورصة المصرية أمس عند مستوى 427.814 مليار جنيه، ليتكبد خسائر 4.421 مليار، مقارنة بإغلاق الأحد الماضى، وبلغت قيمة التداول على الأسهم 529.9 مليون جنيه.

وخيم التراجع على الأسهم القيادية، فانخفض البنك التجارى الدولى %2.5 ليغلق عند 38.7 جنيه، وتراجع أوراسكوم للاتصالات %5.6 ليصل إلى 69 قرشا.

وعلى صعيد تعاملات المستثمرين، اتجهت تعاملات المصريين والأجانب للشراء، بقيمة 32.5 و22.1 مليون جنيه على التوالى، فى الوقت الذى سيطر فيه المسار البيعى على تعاملات العرب بصافى 55.7 مليون جنيه.

ويقول هانى توفيق خبير أسواق المال، إن تصاعد حدة التوتر السياسى بين النظامين الحاكمين فى السعودية وإيران كان السبب الرئسى فى انهيار معظم أسواق المال الإقليمية والعالمية خلال تداولات أمس، داعيًا إلى عدم التقليل من حدة الصراع فى أهم منطقة مصدرة للبترول فى العالم.

وأوضح أن هبوط البورصة المصرية كان أمرًا طبيعيًا أمس نظرًا لارتباطها بالبورصات الخليجية، مبديًا تخوفه من استمرار تراجعها، وانخفاض أحجام التداول، حذر من أن يقلل ذلك من احتمالية الاعتماد على سوق المال، كآلية مهمة لتمويل المشروعات التى تطلقها الحكومة أو القطاع الخاص.

وحول تأثر الاقتصاد المصرى بأزمة الخليج، قال أتوقع عدم حدوث تأثير كبير، فالاقتصاد المصرى متأثر بالأساس بعدد من العوامل الخارجية مثل تراجع الاقتصاديات العالمية، وانحفاض العملات الأجنبية، أسعار النفط العالمية، وباختصار يمكن الإشارة إلى أن أزمة الخليج ما هى إلا عضو جديد فى سلسلة تأثيرات سلبية تغلف سوق المال المصرية.

وبنبرة تعبر عن عدم رضاه على أداء أسواق المال، قال عصام خليفة العضو المنتدب لشركة الأهلى لإدارة الأصول، إن الأوضاع السياسية فى المنطقة العربية متدهورة فعليا وأسواق المال تدفع ضريبة القرارات السيادية فى بعض البلدان.

وأضاف أن صناديق الاستثمار تتبنى فى الفترة الراهنة سياسة تحفظية للغاية، وتحاول التماسك لحين انتهاء الموجه الهابطة واستعادة المسار الصاعد من جديد، واعتبر أن أى تراجع فى أسعار الأسهم يقود لخسائر دفترية فقط فى الصناديق.

وعبر عن رؤيته الحالية بالسوق المصرية بالقول: يا بخت أى مدير صناديق استثمار يملك سيولة حاليًا تمكنه من شراء مزيد من الأسهم المتراجعة.

وأبدى تفاؤله بشأن قدرة البورصة على التماسك سريعًا خلال تداولات اليوم.

ومن جانبه، قال إيهاب السعيد رئيس قسم التحليل الفنى بشركة أصول لتداول الأوراق المالية إنه لا يمكن إنكار أن تصاعد التوتر السياسى بين بعض بلدان الخليج وإيران، كان السبب المحورى فى تراجع البورصة أمس، مشيرًا إلى أن الأزمة ألقت بظلالها السلبية وأدت إلى سيطرة اللون الأحمر على بورصات الخليج وأوروبا والولايات المتحدة.

وأضاف : المتابع لتداولات السوق المصرية خلال الأسبوعين الماضيين كان على قناعة بأنها ستواجه موجة جنى أرباح على المدى القصير، وهو ما حدث أمس، إلا أن جنى الأرباح زادت حدته تأثرًا بالأوضاع الإقليمية.

وتوقع استمرار هبوط البورصة المصرية خلال تعاملات اليوم، لاختبار 6870 نقطة، وهى المنطقة التى رجح تماسك المؤشر قربها واستعادة المسار الصاعد من جديد.

كما رجح هبوط سهم التجارى الدولى اليوم، إلى 37.70 جنيه، وأوراسكوم للإعلام والاتصالات إلى 66 قرشا.

وأشار إلى أن الأسهم المتوسطة والصغيرة، مرشحة لمزيد من التراجعات اليوم، فى ظل انخفاض القوى الشرائية، وهو ما يزيد التوقعات بتراجع «EGX70» إلى 373 نقطة.

وقلل من تخوفات سيطرة المسار الهابط العنيف على البورصة المصرية خلال الأسبوع الحالى تزامنًا مع تصاعد حدة الصراع فى الخليج، موضحًا أن تأثر السوق المحلية سيظهر اليوم.

جريدة المال

المال - خاص

11:03 ص, الثلاثاء, 5 يناير 16