التليفزيون المصري لكل الشعب‮.. ‬وليس للسلفيين أو‮ ‬غيرهم

التليفزيون المصري لكل الشعب‮.. ‬وليس للسلفيين أو‮ ‬غيرهم
جريدة المال

المال - خاص

4:26 م, الأحد, 29 مايو 11

حوار – رحاب صبحي

كان منصب رئيس مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون دائمًا، موقعًا مرموقًا، يضع صاحبه في سياق مختلف تمامًا عمن حوله، إلا أن اللحظة التاريخية التي تولي فيها الدكتور سامي الشريف هذا المنصب، جعلت الجميع ينظر له بكثير من الإشفاق والقلق، فماسبيرو وتوابعه تمر حاليا وبعد ثورة 25 يناير بحالة من الاضطراب والتغيير، لذلك كان لابد من استطلاع رؤية الدكتور سامي الشريف، لمستقبل اتحاد الإذاعة والتليفزيون في هذا الحوار.

 
> حديث الساعة في ماسبيرو يدور حول لوائح الأجور التي يتم إعدادها حاليا، فإلي أين وصلت؟ ومتي يتم تفعيلها؟

 
>> اللوائح أعدت بالفعل، بل تم رفعها لوزراة المالية لتضمينها في الموازنة العامة، لكن حتي الآن لم تتم مخاطبتنا سواء بقبولها أو رفضها، شأنها في ذلك شأن كل اللوائح، التي عرضت من مختلف الوزارات والمؤسسات الأخري.

 
> وماذا عما يثار حول توقفكم عن إيجار استديوهات خارج المبني لتصوير البرامج، فهل تم بالفعل إيقاف جميع هذه الإيجارات؟ وهل هذا موقفًا نهائيا أم أنه يمكن الاستعانة بالاستديوهات الخارجية مرة أخري؟

 
>> لقد قمنا بحصر شامل للاستديوهات، التي كنا نستأجرها في مدينة الإنتاج الإعلامي والبرامج والأعمال التي كانت تصور فيها، ووجدنا أن هذه الاستديوهات تكلف اتحاد الإذاعة والتليفزيون 35 مليون جنيه سنويا، لذا كان لابد من إعادة تنظيم الأمور، فقمنا بإنهاء أغلب هذه التعاقدات وأعدنا البرامج التي كانت تصور فيها إلي استديوهات التليفزيون المصري بماسبيرو، مع استثناء بعض الحالات القصوي مثل بعض البرامج التي يتم تصويرها بالفعل وقاربت علي الانتهاء، لكن جميع البرامج ستعود إلي استديوهات المبني في النهاية.

 
> في الفترة التي تلت نجاح ثورة 25 يناير، تفجر الكثير من الاضرابات والاعتصامات في ماسبيرو، بسبب رغبة العاملين في تغيير القيادات وتطهير المبني من الأسماء التي ارتبطت بالعهد السابق، وبالفعل تم إجراء بعض التغييرات، الأمر الذي ساهم في عودة الهدوء، لكن حملة التغيير توقفت عند بعض القيادات مثل هالة حشيش، رئيس قطاع »المتخصصة«، ونبيل الطبلاوي، رئيس قطاع الأمن، وحمدي منير رئيس قطاع الهندسة الإذاعية، فما السبب؟

 
>> عندما نجد ضرورة للتغيير سيحدث التغيير.

 
> وبالنسبة لإنتاج المسلسلات، هل انتهي بالفعل عصر الإنتاج المشترك؟

 
>> نعم تم إلغاء الإنتاج المشترك من الخارج، والاعتماد فقط علي الإنتاج المباشر باتحاد الإذاعة والتليفزيون، سواء بواسطة شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، أو قطاع الإنتاج أو مدينة الإنتاج الإعلامي، فالإنتاج المشترك كان يكلف الاتحاد تكلفة كبيرة، وكان يعطل طاقات كثيرة من الممكن أن تعمل وتبدع، من مخرجين ومصورين ومهندسي ديكور وغيرهم،  ومن المفترض أن هؤلاء هم أبناء التليفزيون ويجب الاعتماد عليهم.

 
> بعض الإعلاميين انتقدوا بشدة قرار عدم الاستعانة بخبرات من خارج المبني، لأن الإعلام في النهاية هو موهبة وليس مجرد وظيفة أولي بها المعينون بالاتحاد، فما رأيك في هذا؟

 
>> الكثيرون ممن كنا نتعامل معهم من خارج الإذاعة والتليفزيون، يتمتعون بخبرات ومواهب إعلامية كبيرة، لكنهم كانوا يتقاضون مبالغ ضخمة، لا تستطيع خزانة التليفزيون تحملها حاليا، وهذا لا يقلل من شأنهم، لأنهم رفعوا من شأن التليفزيون، لكن كان لابد من اتخاذ هذا القرار لتحقيق رغبة العاملين في التليفزيون، في أن تعطي لهم الفرصة لتقديم أفكارهم وإظهار مواهبهم، لكن من الممكن أن تتم فيما بعد الاستعانة بمن هم من خارج المبني إذا ما تغيرت الظروف.

 
> لكن هل نستطيع القول إنه تبلورت بالفعل رؤية شاملة لتطوير أداء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وما أهم أهم عناصر هذه الرؤية؟

 
>> نحن نحاول أن ننتقل من إعلام سلطوي استمر 30 عامًا، يعبر عن فكر واحد، إلي إعلام يعبر عن كل فئات الشعب ومختلف الرؤي السياسية، التي تعبر عن ثورة 25 يناير، ويستطيع النهوض بمصر ويدفعها إلي الأمام، وتطوير الإعلام المصري في المرحلة المقبلة، يجب أن يكون من خلال ترجمة أهداف الثورة بشكل برامجي، وهذا يمكن أن يتم من خلال مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون في المرحلة المقبلة، كما أنه يجب ملاحظة أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون يضم الكثير من العاملين، يصل عددهم إلي 43 ألف موظف، يعملون لخدمة 23 قناة تليفزيونية و17 إذاعة، مما يعني ضرورة وضع تصورات وحلول لزيادة موارد الاتحاد حتي يمكن الاستمرار في دفع رواتب هؤلاء العاملين.

 
> وماذا عما يثار بين العاملين بماسبيرو حول احتمال عودة وزارة الإعلام قريبًا؟

 
ارتبط في أذهان الناس، أن وزارة الإعلام التي تعبر عن الحكومة لا توجد إلا في الدول الديكتاتورية، وأن الدول التي تتمتع بحرية في الإعلام هي التي بها هيئات مستقلة وليس وزارات للإعلام، إلا إنه في مصر هناك اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وهو هيئة حكومية تعمل علي ضبط الأداء الإعلامي في هذه المرحلة، وفي النهاية فإن الأمر بيد مجلس الوزراء.

 
> بالنسبة للتغيرات التي أجريت علي مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، البعض يري أن بعض الأسماء قد لا تصلح لأداء هذه المهمة؟

 
>> غير صحيح ،فأقل واحد من هؤلاء يستطيع إدارة 7 مجالس من الاتحاد فخبرتهم كبيرة ولهم رؤاهم العظيمة.

 
> لكن الاعتراضات انصبت علي طبية تخصصاتهم وغلبة الجانب الصحفي عليهم؟

 
>> طبيعة المجلس نفسها تعطي الفرصة، لكي يكون مشكلاً من الخبراء والمفكرين من اتجاهات واختصاصات مختلفة، فهو مجلس استشاري وصلاحياته تتمثل في وضع استراتيجيات الإعلام واعتماد الميزانيات.. إلخ.

 
> وماذا عن التغييرات التي جرت علي خريطة البرامج التليفزيونية مثل إلغاء برنامج »مصر النهاردة« والموافقة علي ظهور برنامج حافظ المرازي الجديد »بتوقيت القاهرة« هل كانت هذه التغييرات بهذا الشكل ضرورية؟

 
>> بالنسبة لبرنامج »مصر النهاردة« فإن أي برنامج يستنفد طاقته وجماهيريته بعد فترة، يجب أن يتم تغييره علي الفور، أما عن اعتراض العاملين بالمبني علي وجود حافظ المرازي، وحمدي قنديل وقديم كل منهما برنامجًا خاصًا به فلا يجب أ ننسي أن المرازي وقنديل هما من أبناء التليفزيون، هما من طيورنا المهاجرة، وأتصور أن وجودهما سيرفع من مستوي الشاشة، ولن يؤثر علي العاملين الذين لديهم ساعات طويلة من الإرسال يقدمون من خلالها برامجهم، فلابد أن يجمع التليفزيون بين الخبرة المتوفرة والبرامج ذات الجماهيرية إلي جانب الاعتماد علي الشباب أيضًا من خلال تقديم برامج متميزة.

 
> وما موقف حسين عبدالغني الذي تردد أنه من الممكن أن يتولي منصب رئيس قناة الأخبار؟

 
>> هذا الموضوع لم يحسم بعد، لكن حسين عبدالغني من أبناء التليفزيون المصري، وهو من العلامات البارزة في مجال الإعلام العربي، وسوف نستعين به بشكل أو بآخر في المرحلة المقبلة.

 
> وهل هناك خطوات جديدة في اتحاد الإذاعة والتليفزيون لطرح برامج جديدة؟

 
>> هناك برنامج جديد بعنوان »بيت الثورة« سينطلق في الفترة المقبلة، وهو برنامج توك شو مسائي، يعبر عن ثورة 25 يناير، بالإضافة إلي أن القنوات الإقليمية ستنطلق يوم 1 يونيو علي »النايل سات« من خلال تبادل القنوات الستة علي إحدي قنوات »النايل سات«، حتي يتم إطلاق هذه القنوات بشكل كامل علي »النايل سات« قريبًا، كما سينطلق برنامج »بتوقيت القاهرة« لحافظ المرازي علي القناة الثانية والفضائية المصرية، وبرنامج »قلم رصاص« لحمدي قنديل علي القناة الأولي، فور عودته من السفر.

 
> الكثير من المراقبين يعيبون علي التليفزيون بعد الثورة أنه يفرط في استضافة الإخوان المسلمين، والسلفيين وبعض ممثلي التيارات الجهادية وفتح المجال لهم، فما السبب في هذه الاستضافة المبالغ فيها؟

 
>> هذا الكلام ليس له أي أساس من الصحة، فالتليفزيون المصري هو تليفزيون الشعب بأكمله، ويعبر عن كل الأطياف السياسية في المجتمع، ويتيح الفرص المتساوي لكل الاتجاهات.

 
> وماذا عن واقعة محمود شرف، المذيع بقناة »النيل الثقافية« الذي كان يستضيف الإعلامية بثينة كامل، المرشحة المحتملة لرئاسة الجمهورية، وما قيل عن محاولتك التدخل علي الهواء وهو ما اضطر »شرف« لإعلان ذلك قبل ختام الحلقة، فما هو حقيقة ما حدث؟ وهل ما زالت هناك خطوط حمراء في إعلام ما بعد الثورة؟ وما في رأيك الحدود والضوابط التي يجب أن توضع علي تدخل الإدارة في العمل الإعلامي بهذا الشكل؟

 
>> أولا ليست هناك خطوط حمراء علي الإطلاق، لكن هناك قواعد مهنية فيجب ألا تتم استضافة أحد من المرشحين لانتخابات الرئاسة، قبل أن يعلن رسميا عن ترشحه، وقد تم إبلاغ رؤساء القطاعات والقنوات بهذا، بالإضافة إلي أن بثينة كامل، مذيعة معينة بالمبني، لذا يجب ألا تتم استضافتها هكذا، حتي لا يظن أحد أن هذا نوع من استغلال نفوذها داخل المبني، وهذا خطأ مهني وقع فيه المذيع والمعد وبثينة كامل، لأنه من المفترض أنها تعرف الضوابط، أما الأمر المؤكد فهو أن إنهاء الحلقة ليست له أي علاقة بأن الضيفة كانت تتحدث عن المجلس العسكري كما ادعي البعض.

 
> هل تكونت لديكم بالفعل رؤية للتليفزيون والإذاعة والمصريين في رمضان المقبل، أم مازالت الأمور مضطربة بسبب الثورة والتغيرات؟

 
>> كل قناة تسعي جاهدة حاليا لاستكمال خارطة برامجها في رمضان، والتليفزيون سيقدم 7 إلي 8 مسلسلات سواء من إنتاج مدينة الإعلامي، أو صوت القاهرة، أو قطاع الإنتاج.

 

جريدة المال

المال - خاص

4:26 م, الأحد, 29 مايو 11