تعرضت مؤشرات السوق الاسبوع الماضي إلي موجة من التذبذبات لم تشهدها منذ أشهر طويلة حيث وصل CASE 30 في بداية الاسبوع الي اعلي مستوياته علي الاطلاق بملامسته 10500 نقطة ثم تراجع في الجلستين اللاحقتين بمعدل حاد بلغ %5 ليلامس 9800 نقطة في موجة تصحيحية ضاعف من قوتها خروج اوراسكوم للانشاء والصناعة من سوق الاسمنت التي كانت لها تاثير سلبي كبير نتيجة المبيعات مكثفة للسهم بعد خروج بعض المؤسسات المحلية والاجنبية منه، وهو ما قاده الي التراجع بمعدل لم يشهده منذ بداية العام. وانعكس ذلك علي باقي الاسهم الكبري التي تشكل الوزن النسبي الاعلي في المؤشرات لتشهد تراجعا جماعيا. وجاء استيعاب السوق للاستراتيجية الجديدة لاوراسكوم وحصولها علي عقد انشاءات بقيمة 41 مليون دولار في ابوظبي ليعيد الاتزان للسهم ليسجل اعلي مستوياته علي الاطلاق وهو ما اعاد الاتزان والثقة الي السوق ليغلق CASE 30 الخميس علي تراجع محدود مسجلا 10087 نقطة مقابل 10171 نقطة.
واتفق عدد كبير من المحللين الفنيين والاساسيين علي ان السوق سوف تعاود علي المدي المتوسط الي الصعود مرة أخري.
واكد سامح عرايس مدير ادارة التحليل الفني في شركة PIONEERS SECURITIES ان البورصة مرشحة للصعود مع عودةCASE 30 لاستهداف مستوي 10500 نقطة التي كان قد لامسها بالفعل الاسبوع الماضي. ورجح ان يتعرض المؤشر لمقاومة محدودة في طريق العودة الي مستوي 10200 نقطة. واضاف سامح ان المؤشر سيستهدف علي المدي المتوسط مستوي 12000 نقطة علي خلفية كون الطريق ممهدا للصعود امام الاسهم الكبري وهي التي تشكل الوزن النسبي الاعلي للمؤشرات في مقدمتها اوراسكوم للانشاء والصناعة الذي سيستهدف 600 جنيه التي كان قد لامسها بالفعل في جلسة الاربعاء الماضي، وسيتمتع السهم بنقطة دعم عند مستوي 500 جنيه ، وسيتجه البنك التجاري الدولي نحو 110 جنيهات، وسيستهدف اوراسكوم تليكوم 100 جنيه. واضاف سامح ان الفترة القادمة قد تشهد حركات جني ارباح محدودة تعد صحية حيث انها تجنب السوق التقلبات الحادة التي تربكها علي المدي المتوسط والطويل.
واشار عمر الالفي نائب رئيس قسم البحوث في CIBC الي ان وضع السوق مستقر بدعم من قوة اداء البنوك والشركات الكبري متوقعا ان يكتسب عجلة تسارع مع بداية العام القادم بعد انتهاء الاعياد واغلاق صناديق الاستثمار مراكزها المالية السنوية بالاضافة الي اعلان الشركات والبنوك الكبري عن نتائج اعمال عام 2007.
وكانت الاسهم قد فتحت تعاملات الاسبوع علي ارتفاع محموم وسط احجام تداول قياسية استهدفت الاسهم النخبة في القطاعات الواعدة التي تشكل الوزن النسبي الاعلي في المؤشرات وهو ما مكن CASE 30 ان يواصل حصد النقاط . واشاع ذلك جوا من التفاؤل بين صغار المستثمرين ليقبلوا علي الشراء بالاسعار المتاحة ليشمل الصعود جميع القطاعات. واستيقظت السوق الاثنين الماضي علي بيان من اوراسكوم للانشاء والصناعة بشان توصلها الي اتفاق مع مجموعة لافارج الفرنسية يقضي بتنازل الاولي عن كامل استثماراتها في مجال الاسمنت مقابل 12.9 مليار دولار بالاضافة الي تحمل لافارج 2 مليار دولار قروض مستحقة عليها، وهو ما دفع الي التراجع باعلي معدل يومي له منذ بداية العام، وساهم ذلك في تولد موجة تصحيحية واسعة النطاق داخل السوق. واعلنت اوراسكوم للانشاء الاربعاء عن حصولها علي عقد انشاء اعمال البنية التحتية لمشروع تابع لمجموعة صروح الاماراتية بقيمة 41 مليون دولار، في مرحلة اولي من مشروع تكلفته مليار جنيه، وهو ما أعاد للسهم توازنه، وتحرك في استجابة لتلك المستجدات علي نطاق واسع بين نقطتي 490 جنيها و600 جنيه ليغلق الخميس مسجلا 542 جنيها مقابل 535 جنيها في اقفال الاسبوع قبل الماضي.
الجدير بالذكر ان انشطة الاسمنت قد شكلت %71 من صافي ربح اوراسكوم في الاشهر التسعة الاولي مقابل %29 للمقاولات، ياتي هذا علي الرغم من ان الايرادات من الاخيرة مثلت نسبة %58 من اجمالي الايرادات مقابل %42 للاسمنت، ويبرر ذلك ارتفاع هامش ربح الاسمنت البالغ %49 مقابل %19 للمقاولات. وكانت مبيعات الاسمنت قد شهدت نموا قياسيا منذ مطلع العام الحالي لتبلغ في الاشهر التسعة الاولي 1.12 مليار دولار بزيادة قدرها %72 عن مبيعات الاشهر التسعة الاولي من عام 2006 . جاء ذلك انعكاسا لارتفاع الطاقة الانتاجية للاسمنت من 21 مليون طن في عام 2006 الي 32 مليون طن العام الحالي. وكانت اوراسكوم قد قامت بسلسلة من عمليات الاستحواذ علي مصانع الاسمنت في المنطقة بالاضافة الي تاسيس مصنع للاسمنت في الامارات بدأ انتاجه في منتصف نوفمبر 2007 بطاقة انتاجية 3 ملايين طن سنويا، وستصل تلك المستجدات بالطاقة الانتاجية لانشطة المقاولات الي 44 مليون طن بحلول عام 2011.
من جهة اخري استفادت اسهم الاسمدة من المستجدات التي تشهدها اوراسكوم للانشاء والصناعة حيث توجهت انظار المستثمرين الي القطاع بعد ان اعلنت الاخيرة عن توجهها لتعزيز تواجدها فيه موضحة المزايا النسبية الكبيرة التي يتمتع بها. وانعكس ذلك ايجابيا علي سهم المالية والصناعية ليغلق الاسبوع علي ارتفاع ملحوظ مسجلا 147 جنيها مقابل 141 جنيها. وتحرك سهم ابوقير في اتجاه مواز للمالية ليغلق الاسبوع مسجلا 175 جنيها مقابل 165 جنيها.
علي الرغم من أن الاسمدة النيتروجينية التي تعد ابوقير اكبر منتج محلي لها تعتمد في انتاجها علي الغاز الطبيعي فهي لا تعد هدفا محتملا لاوراسكوم للانشاء حيث ان حصة المال العام فيها غير معروضة للبيع لاسباب تتعلق بالاقتصاد القومي.
وفي قطاع الاتصالات، كان سهم موبينيل اكبر الخاسرين حيث اغلق الاسبوع علي تراجع بنسبة %10 مسجلا 200 جنيه مقابل 219 جنيها وهو اعلي مستوياته علي الاطلاق. ومن المتوقع ان يستعيد السهم خسائره علي المدي المتوسط بدفع من قوة الاداء التشغيلي للشركة والذي تظهره نتائج اعمال الاشهر التسعة الاولي حيث ارتفع صافي الربح بنسبة %18 مسجلا 1.385 مليار جنيه مقابل 1.173 مليار جنيه في فترة المقارنة.
وجاء استقرار حركة سهم اوراسكوم تليكوم صاحب الوزن النسبي الاعلي في المؤشرات ليساعدها علي التماسك، واغلق السهم الاسبوع عند نفس مستواه السابق مسجلا 89.5 جنيه. ونفي نجيب ساويرس بشكل قاطع نيته هو وافراد اسرته بيع حصتهم في اوراسكوم تليكوم، مضيفا ان استراتيجيته تهدف الي الوصول بها لخامس اكبر شركة اتصالات علي مستوي العالم عن طريق المزيد من الدخول في الاسواق الواعدة وفي مقدمتها اندونيسيا وماليزيا. وسيساعد الشركة علي تحقيق ذلك التدفقات النقدية الضخمة التي حققتها مؤخرا من بيع شبكتها في العراق بالاضافة الي بيع كامل حصتها في مجموعة HTIL .
وتراجع سهم المصرية للاتصالات بمعدل محدود ليغلق الخميس الماضي مسجلا 20.5 جنيه مقابل 21.2 جنيه. ومن المنتظر ان يستأنف السهم اتجاهه الصعودي الذي شهده مؤخرا بعد الاعلان عن نتائج اعمال الأشهر التسعة الاولي والتي اظهرت ارتفاع الارباح بنسبة %12,3 مسجلة 1.703 مليار جنيه مقابل 1.51 مليار جنيه في فترة المقارنة. وساهم عائد الاستثمارات في فودافون بنسبة %47 من صافي الربح بعد وصوله الي 797 مليون جنيه مقابل 494 مليون جنيه في فترة المقارنة.
وفي قطاع البنوك، اغلق سهم التجاري الدولي الاسبوع قرب اعلي مستوياته علي الاطلاق بتسجيله 86 جنيها مقابل 83.7 جنيه. ويتحرك السهم بدعم من قوة ادائه التشغيلي وهو ما تظهره نتائج اعمال البنك للاشهر التسعة الاولي من العام حيث ارتفعت الارباح بمعدل بلغ %44 مسجلة 943 مليون جنيه مقابل 653 مليون جنيه في فترة المقارنة. جاء ذلك انعكاسا لارتفاع العائد من الفوائد والذي صاحبه تصاعد الايرادات من الانشطة المصرفية الاخري بالاضافة الي قيام البنك بجني بعض ارباح التحالف الاستراتيجي الذي اجراه مع نجيب ساويرس والواحة وديناميك للاوراق المالية.
وحافظ سهم بنك كريديه اجريكول علي مكاسبه الاخيرة ليغلق الاسبوع عند نفس مستواه السابق مسجلا 26 جنيها. واظهرت نتائج اعمال الاشهر التسعة الاولي ارتفاع عائد التشغيل بنسبة %37 مسجلا 643 مليون جنيه مقابل 506.7 مليون جنيه في فترة المقارنة. وبلغ صافي الربح 343 مليون جنيه مقابل خسائر بلغت 95.1 مليون جنيه في فترة المقارنة نتيجة تكبد البنك خسائر استثنائية من صندوق العاملين.
وتحرك سهم البنك المصري لتنمية الصادرات علي نطاق ضيق ليغلق الخميس عند نفس مستواه السابق مسجلا 34 جنيها. واظهرت نتائج اعمال الربع الاول ارتفاع صافي الربح بنسبة %10 مسجلا 70.5 جنيه مقابل 63.9 مليون جنيه في فترة المقارنة. وكانت نتائج اعمال البنك للعام المالي المنتهي في يونيو 2007 قد اظهرت نمو ارباح التشغيل لتبلغ 381 مليون جنيه مقابل 327 مليون جنيه في عام المقارنة، وحافظ البنك علي سياسة تعزيز المخصصات حيث بلغ ما تم بناؤه منها 242 مليون جنيه مقابل 388 مليون جنيه في عام المقارنة، وانعكس ذلك علي الارباح حيث بلغت 7.5 مليون جنيه مقابل خسائر بلغت 158 مليون جنيه في عام المقارنة.
وتراجع سهم المصري الخليجي بمعدل محدود ليغلق الخميس مسجلا 3.4 دولار مقابل 3.53 دولار. ويراهن العديد من المحللين علي اداء السهم في المرحلة القادمة انعكاسا لقوة اداء البنك التشغيلي حيث حافظ خلال السنوات الثلاث الاخيرة علي قدرته في تحقيق ارباح صافية من الائتمان، وصاحب ذلك ارتفاع العائد من اذون الخزانة لتتصاعد الارباح من الفوائد. وبالنسبة للانشطة التشغيلية الاخري فقد اتجه اغلبها للصعود، من جهة اخري تراجعت الارباح الرأسمالية المحققة من بيع الاستثمارات المالية وهو ما حد من صعود صافي الربح.
وشهدت اسهم قطاع الاسكان نشاطا ملحوظا في نهاية الاسبوع قاد بعضها للصعود وفي مقدمتها مصر الجديدة الذي اغلق الخميس مسجلا 557 جنيها مقابل 528 جنيها. من جهة اخري تحرك سهم مدينة نصر تحت 70 جنيها وهو السعر الذي رفضته شركتا بيل تون كابيتال وبيل تون للاستثمارات المالية من مجموعة اماراتية لشراء كامل حصتهما في شركة مدينة نصر البالغة %30,8، واغلق السهم الاسبوع مسجلا 65 جنيها مقابل 68 جنيها.
وكان سهم هيرمس ضمن الخاسرين حيث اغلق الخميس الماضي مسجلا 59.8 جنيه مقابل 61.1 جنيه. ومن المنتظر ان يتجه السهم للصعود مع الاعلان عن نتائج اعمال عام 2007 التي ستعكس النشاط الكبيرالذي تشهده البورصة وهو ما سيصعد بايراداتها من السمسرة حيث تعد اكبر دور الوساطة في مصر. وسيصاحب ذلك تحقيق ارباح قياسية من انشطة البنوك الاستثمارية بجميع انوعها .وستستفيد الشركة من نمو ارباحها من الاسواق الاقليمية بعد نجاحها في غزوها. وكانت نتائج اعمال الشركة للاشهر التسعة الاولي قد اظهرت ارتفاع الارباح بنسبة %72 مسجلة 879 مليون جنيه مقابل 510 ملايين جنيه.
وتحرك سهم اوليمبيك جروب علي نطاق ضيق ليغلق الاسبوع عند نفس مستواه السابق مسجلا 72.5 جنيه. وكانت نتائج اعمال الشركة للاشهر التسعة الاولي قد اظهرت نمو الارباح بنسبة %4 مسجلة 188 مليون جنيه مقابل 181 مليون جنيه في فترة المقارنة. وكانت ارباح الشركة قد شهدت نقلة نوعية في العامين الاخيرين انعكاسا لعودة الطلب علي السلع المنزلية المعمرة الي الارتفاع وهو ما دفع الايرادات للنمو، وتزامن ذلك مع ارتفاع هامش الربح نتيجة لتزايد اعتماد الشركة علي المدخلات الصناعية المحلية في منتجاتها. وتعد اوليمبيك جروب اكبر منتج للسلع المنزلية في مصر وفي مقدمتها الغسالات والثلاجات.
وفي قطاع البترول اغلق سهم الاسكندرية للزيوت المعدنية-اموك الاسبوع علي تراجع بتسجيله 79.9 جنيه مقابل 82.6 جنيه. وكانت نتائج اعمال الشركة للربع الاول المنتهي في سبتمبر الماضي قد اظهرت ارتفاع المبيعات بنسبة بلغت %13,7 مسجلة 1.304 مليار جنيه مقابل 1.147 مليار جنيه في فترة المقارنة، وارتفعت تكلفة المبيعات بنسبة اعلي بلغت %15,6 مسجلة 1.019 مليار جنيه مقابل 882.2 مليون جنيه فترة المقارنة. وارتفع صافي الربح قبل الضرائب بنسبة %16,4 مسجلا 270.4 مليون جنيه مقابل 232 مليون جنيه في فترة المقارنة. وقامت الشركة بدفع ضرائب بقيمة 60.4 مليون جنيه شكلت %22 من صافي الربح قبل الضرائب، ولم تكن قد دفعت ضرائب في الربع المقابل، جاء ذلك ليضغط علي هامش الربح ليتراجع مسجلا %16 مقابل %20 في فترة المقارنة، وكان ذلك السبب الرئيسي وراء تراجع الارباح بنسبة %9,7 لتبلغ 209 ملايين جنيه مقابل 232 مليون جنيه في الاشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر 2006.
واتجه سهم الشرقية للدخان الي التراجع للاسبوع الثاني علي التوالي ليغلق الخميس الماضي مسجلا 422 جنيها مقابل 430 جنيها. ومن المتوقع ان يعود السهم الي الصعود في ظل تزايد احتمالات تعرض الشركة لعملية استحواذ بالاضافة الي قوة ادائها التشغيلي وهو ما تظهره نتائج اعمال العام المالي المنتهي في يونيو 2007 والتي اظهرت ارتفاع الارباح بنسبة %37 مسجلة 695 مليون جنيه. يأتي نمو الارباح انعكاسا للسياسة الديناميكة للشركة والتي تهدف الي تنويع سلة منتجاتها وهو ما ادي الي صعود هامش الربح. وتعد الشرقية للدخان هدفا ثمينا للاستثمارات الاجنبية المباشرة التي تتدفق بصورة غير مسبوقة علي مصر. وتبلغ نسبة التداول الحر من اسهم الشرقية %40,6، وتمتلك القابضة للصناعات الكيماوية %52 وهي نسبة حاكمة. وكانت القابضة قد قامت في يوليو 2005 بطرح نسبة %14 من حصتها في الشرقية في بورصة دبي بنظام book building ، وتمت العملية علي سعر 200 جنيه.