تماسكت البورصة خلال الأسبوع الماضى بدعم من مشتريات محسوبة على المتعاملين الأجانب، خصوصا من فئة المؤسسات والمحافظ على الرغم من تصاعد الأزمة السياسية، إذ اغلق مؤشر EGX 30 تعاملات الخميس عند مستوى 4839 نقطة، مضيفا %0.64 عن اغلاق الأسبوع قبل الماضى، فى الوقت الذى أغلق فيه مؤشر EGX 70 عند مستوى 428 نقطة، متراجعا بنسبة %0.33.
![]() |
وأكد متعاملون بالسوق نظرتهم السلبية لتحركات البورصة خلال الأسبوع الراهن فى ظل تشاؤمهم حيال التوصل لحل سياسى يرضى جميع الأطراف بسبب تمسك رئيس الجمهورية بالإعلان الدستورى وانحيازه لصالح فصيل الإسلام السياسى ووصفه المتظاهرين بالبلطجية، فى الوقت الذى رفضت فيه غالبية القوى السياسية الأخرى حضور الاجتماع الذى عقد أمس، وبالتالى استمرار الأوضاع على ما هى عليه.
وبالرغم من احتمالية ارتفاع البورصة فى فتح تعاملات الخميس مدعومة بتحسن أسعار آخر تنفيذات تمت على الأسهم القيادية مقارنة بمتوسطات أسعار الاغلاق، فإن محللين فنيين رهنوا صعود البورصة بالتوصل لحل سياسى فقط يرضى جميع الأطراف، وفيما عدا ذلك سيعود اللون الأحمر مجددا للسوق، خصوصا حال تفاقم الأزمة السياسية.
قال أسامة مراد، العضو المنتدب لشركة «آراب فاينانس لتداول الأوراق المالية»، إن حالة الفرقة التى يعيشها الشعب حاليا بصدد أن ترجح استمرار هبوط البورصة من حيث الأسعار وكمية التنفيذات على الأسهم المتداولة بالسوق، فى ظل انقسام الشعب بين فئة «متأسلمة» تبرر الاستبداد باسم الثورة ـ على حد وصفه ـ وباقى فئات الشعب المصرى التى تحاول الحفاظ على الحرية ودولة القانون.
وحول تماسك البورصة خلال الأسبوع الماضى واغلاقها فى المنطقة الخضراء، طالب أسامة مراد رئيسى البورصة وهيئة الرقابة المالية بالكشف عن المشتريات المحسوبة على المؤسسات الأجنبية بالأرقام والحسابات التى رفعت السوق وأجبرتها على الارتفاع لجلستين متتاليتين على الرغم من الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد وسط مخاوف من حرب أهلية بين الشعب بعد نزيف الدماء الذى شهده محيط الاتحادية، واصفا إياها بـ«مشتريات سياسية بغرض معين».
وحمل مراد رئيسى البورصة والرقابة المالية المسئولية السياسية لارتفاع البورصة الأسبوع الماضى، مطالبا إياهما بعدم تكرار سيناريو عودة التداول فى البورصة فى مارس 2011، مطالبا بالحفاظ على الحيادية، خصوصا أن مؤسسة البورصة تابعة للشعب وليس النظام.
وعلى صعيد التحليل الفنى، قال إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة «النعيم القابضة»، إن الصراعات الدامية التى شهدها محيط قصر الاتحادية خلال الأسبوع الماضى عصفت بأسعار الأسهم المتداولة.
وأوضح النمر أن البورصة تتحرك فى مسار عرضى على الأجل القصير جدا بين مستويى 4700 و5100 نقطة، إلا أنه على الأجل القصير تتحرك البورصة فى مسار هابط، مشيرا الى أن الأقرب أن يحلق المسار العرضى بالمسار الهابط فى الأجل المنظور، خصوصا حال عدم التوصل لأى حل توافقى بين الرئيس والقوى السياسية.
وقال رئيس قسم التحليل الفنى بشركة «النعيم القابضة» إن البورصة مرشحة للارتفاع اليوم فى فتح تعاملات الأسبوع فى ظل التحسن النسبى لأسعار آخر تنفيذات تمت على الأسهم القيادية مقارنة بمتوسطات أسعار الاغلاق فى ختام تعاملات الأسبوع الماضى، لكن استمرار ارتفاع البورصة خلال الجلسات القليلة المقبلة يتوقف على مدى تطور الأوضاع السياسية.
وأوضح النمر أنه من الصعب ربط تحركات البورصة بالاستفتاء على الدستور أو نتيجته سواء بـ«نعم» أو «لا»، مشيرا الى أنه ليس من الضرورى أن تتحرك البورصة بشكل منطقى فى الظروف الحالية.
وعلى صعيد الأسهم المتوسطة والصغيرة، قال النمر إن مؤشر EGX 70 يتحرك بشكل مماثل لمؤشر الأسهم القيادية، إذ يسير بشكل عرضى على الأجل القصير جدا بين مستويى 420 و445 نقطة، لكن مصيره على الأجل القصير هو المسار الهابط.
من جانبه قال عبدالرحمن لبيب، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة الأهرام للسمسرة، أن السوق تحركت خلال الجلسات التسع الماضية فى مسار عرضى بين مستويى 5100 و4680 نقطة، وهو السيناريو المرجح استمراره على مدار الأسبوع الحالى، لكن قدرة السوق على اختراق تلك المناطق لأعلى أو لأسفل مرهونة بالتطورات السياسية فقط، مشيرا الى أنه حال عدم التوصل لاتفاق يرضى جميع الأطراف ستهوى البورصة لأدنى من 4680 نقطة.
وحال توافق القوى السياسية ووقوف أعمال العنف ستحاول البورصة الصعود عند 5100 نقطة.
وأشار رئيس قسم التحليل الفنى بشركة «الأهرام للسمسرة» الى أنه وفقا لأصول التحليل الفنى دون التطرق للأوضاع السياسية لا توجد إشارة شراء على أى من الأسهم القيادية وبالتالى ينصح المتعاملين بالتحرك وفقا لمعطيات السوق إذ إنه كان من المفترض أن يتخارج المتعاملون من الأسهم منذ كسر منطقة 5400 لأسفل.
وتماسكت البورصة خلال الأسبوع الماضى بعد أن تم التعامل على 502 مليون ورقة مالية بقيمة 2.5 مليار جنيه مقابل 770 مليون ورقة مالية خلال الأسبوع قبل الماضى بقيمة 2.4 مليار جنيه.
وسجل الأجانب صافى بيع بقيمة 69.7 مليون جنيه محتلين %15.86 من السوق، فى الوقت الذى استحوذ فيه المصريون على %77.92 من التنفيذات بصافى بيع بقيمة 42.9 مليون جنيه ليتبقى للعرب %6.22 من التعاملات بصافى بيع بقيمة 26.8 مليون جنيه.
فى سياق مواز، هوى مؤشر Almal Nilex خلال الأسبوع الماضى بنسبة %5.9 ليغلق تعاملات الخميس عند مستوى 501.35 نقطة مقابل اغلاق الأسبوع قبل الماضى عند مستوى 532.9 نقطة.