أعلن العديد من أعضاء اتحاد الكتاب عن رفضهم المنهجية التى اعتمد عليها الدكتور محمد سلماوى، رئيس الاتحاد للتعبير عن رفض المثقفين لإهمال الكتاب فى اختيار اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور، وأكد المثقفون عن اتفاقهم مع مضمون البيان إلا أنهم اعتبروا الطريقة التى صدر بها غير ديمقراطية لاسيما أنها اعتمدت على المبادرة الشخصية وليست الجماعية، الأمر الذى فجر أزمات عديدة داخل الاتحاد فى مواجهة سلماوى، ومن أبرزها تأييده لعمرو موسى فى أحد القنوات الفضائية بصفته رئيسا للاتحاد وليس بشخصه .

وأكدت مجموعة من الكتاب أنهم سيحاولون التصعيد لأنه لا يجوز أن يفوز محمد سلماوى مرة أخرى برئاسة الاتحاد بعد كل تلك الأحداث .
الشاعر أحمد سراج، أكد رفضه للبيان الصادر عن محمد سلماوى لأنه لم يعتمد على الطرق الديمقراطية التى من المفترض اتباعها، وأنه ظهر للجميع على اعتبار أنه من شخص سلماوى وليس موقفا عاما للاتحاد وجميع أعضائه .
وأشار سراج الى أن سلماوى حين أيد عمرو موسى على قنوات التليفزيون كان باسم الاتحاد رغم أنه كان رأيه الشخصى وحين رفض الكتاب هذا التأييد قال إنه لا يعبر عن الاتحاد ولكنه فى البيان المعترض فيه على عدم تمثيل الكتاب فى التأسيسية كان بيانا فرديا ولم يعبر فيه عن الاتحاد .
وأضاف سراج : ليس من حق سلماوى التحدث باسم الاتحاد وقتما يشاء، وأكد أنه تم سحب الثقة من سلماوى بمجرد تأييده لعمرو موسى، إلا أن القرار لم ينفذ حتى اللحظة الراهنة انتظارا للانتخابات الداخلية للاتحاد، موضحا أن سلماوى شخص لا يعبر عن الفترة الحالية فهو لا يعترف بوجود الثورة، ويؤمن بسياسة الرجل الأوحد وتعود على توليه منصب رئيس اتحاد الكتاب بالتزكية حتى لو أتى فى المرة الأخيرة بعقد الصفقات .
وعبر الشاعر فارس خضر عن رفضه الطريقة التى صدر بها البيان خاصة أنه صدر دون استشارة مجلس إدارة الاتحاد، وأوضح خضر أن أزمته ليست مع البيان الذى يتفق مع ما جاء فيه من اعتراض على عدم تمثيل الكتاب فى اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور، وأن الأزمة الحقيقية ترتبط بالطريقة التى صدر بها البيان .
وأرجع خضر أسباب هيمنة سلماوى على الاتحاد بهذه الطريقة الى أعضاء هيئة المكتب ـ أصدقاء سلماوى ـ الذين سلموه إدارة الاتحاد دون رقابة أو محاسبة، بالإضافة الى أن جذور الخلل ترجع الى الصفقة التى عقدها أعضاء هيئة المكتب مع سلماوى، حين منعوا الكتاب الشباب من منافسة سلماوى فى الانتخابات وحصل على أصوات %100 من الأعضاء، وأكد أنه من العار أن يكون سلماوى رئيسا للاتحاد بالإجماع دون منافسة بعد الثورة .
وأشار خضر الى أن سلماوى كان قد طالب باتخاذ إجراءات ضد على جمعة بعد زيارته للقدس بتهمة التطبيع، فى حين أكد له الكتاب فى اجتماع مجلس الإدارة أنه قد ذهب للقدس بصفته الشخصية وليس بوصفه مفتى الأزهر، إلا أن سلماوى قال لا فرق بين الصفتين، ولكنه حين اعترض الكتاب على تأييده لعمرو موسى رغم أنه أيده ككاتب وليس رئيسا للاتحاد الأمر الذى اعترض عليه أعضاء الجمعية العمومية حيث أكدوا أنه يكيل بمكيالين .
وأشارت القاصة هالة فهمى الى أنها توافق على البيان نفسه لأنه لا يجوز عمل دستور وإقامة جمعية لتأسيس الدستور دون وجود ممثلين من الأدباء فاتحاد الكتاب هو نقابة للمفكرين، وهذا ما حدث مع دستور 54 ، ومع ذلك اعترضت على صدور قرار فردى من الرئيس، وقالت إن سلماوى لا يؤمن بفكرة المؤسسة والعمل الجماعى، ولفتت الى أن البيان لم يصدر فى فترة إجازة المجلس الى جانب أن هناك قاعدة تشير الى أن هناك تفويضا اذا صدر بيان فى فترة إجازة المجلس لابد أن يصدر بصيغة الجمع فى الاتحاد، حيث لا يمكن أن تصدر عن سلماوى تصريحات تخص مرشحا بعينه باسم الاتحاد بينما يصدر البيان باسمه فقط .
وأكدت هالة فهمى أنها لن تنتخب سلماوى مرة أخرى لأنه لابد من التجديد وتجربة الدماء الجديدة فى الاتحاد، ولا يمكن أن يفوز سلماوى بالمنصب بالتزكية كما كان يحدث قبل الثورة .
بينما يرى الشاعر سمير درويش أنه لا توجد مشكلة من صدور البيان باسم رئيس الاتحاد فرديا لأنه يصدر العديد من البيانات بهذا الشكل ولا يوجد جديد، إلا أن بعض الكتاب يرغبون فى التصعيد لوجود اعتراضات سابقة على تأييد سلماوى لعمرو موسى، وأشار الى أنه من الأفضل عدم إهدار الوقت فى الاختلاف حول فردية البيان أو لا، وأن يكون الأهم فى تلك الفترة هو البحث عن كيفية تمثيل الكتاب فى التأسيسية .
وأضاف أنه مع الرأى القائل بأن أعضاء اتحاد الكتاب لابد أن يكون لهم دور فاعل فى كل الأحداث التى تمر بها مصر لكن يؤخذ عليهم أنهم يتكلمون أكثر مما يفعلون ودعاهم الاتحاد لأكثر من مرة لإعلان مواقف وإعلان غضب ويفاجأ مجلس الإدارة بأن عدد الحاضرين يزيد قليلا على 10 أفراد .