البورصة مؤهلة لمزيد من التراجع والتحركات العرضية

البورصة مؤهلة لمزيد من التراجع والتحركات العرضية
جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأحد, 27 يناير 08

المال – خاص:
 
في محاولة لاحتواء الوضع المتأزم بأسواق المال العالمية والعربية يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين قام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة بواقع ثلاثة ارباع نقطة مئوية.

 
كان المضاربون في الأسواق قد أكدوا أن الخطوات التي أعلنها الرئيس بوش الأسبوع الماضي لتحفيز الاقتصاد الأمريكي جاءت متأخرة وغير كافية، بينما انتظروا بحذر جلسة الثلاثاء الماضي لمعرفة اتجاهات بورصة الـ »وول ستريت« بنيويورك، التي أغلقت أبوابها »الاثنين« بسبب ذكري مولد مارتن لوثر كينج.
 
ووسط قلق من دخول الاقتصاد الأمريكي في مرحلة ركود، يعتقد المحللون في الشركات الدولية أن تراجع شهية المستهلك الأمريكي للسلع المستوردة سيقلل من فرص النمو والأرباح في العالم، وهو ما أدي إلي هبوط كبير في كل من أسهم شركة “تويوتا” اليابانية وBMW الألمانية  لصناعة السيارات الاثنين.
 
يذكر أن معظم أسواق المال العربية بما فيها مصر كانت قد شهدت الاثنين والثلاثاء موجة من »التراجع الشديد« إلا أن هذه الموجة، التي طالت الأسواق الخليجية الكبري، أفلتت منها سوقا الأسهم في سلطنة عُمان ودولة قطر.. ولفت محللون بالسوق المصرية الي ان خفض الفائدة الامريكية دعم جزئيا اداء السوق المصرية والاسواق العربية بشكل عام تأثرا باداء المؤسسات المالية العالمية والتي رأت في انخفاض الفائدة الامريكية توجها نحو حفز اسواق البورصات.
 
وقلصت هذه التحركات تخوفات المحللين من أجواء الثلاثاء الاسود لشهر مارس من عام 2006 علي البورصة وعلي المتعاملين بها من جديد خلال يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين وهو ما انعكس جزئيا في تعاملات الاربعاء التي ارتفعت خلالها المؤشرات بنسب قوية قبل ان تعاود تباطؤها في تعاملات الخميس الذي بدأته علي هبوط ملحوظ قبل ان تتراجع نسبة الهبوط مع نهاية الجلسة.
 
جاء قرار البنك الفيدرالي الأمريكي بتخفيض الفائدة كمحاولة سريعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وحماية الاقتصاد الامريكي من كساد متوقع خلال الربع الأول من العام الحالي وهو ما اعتبره الخبراء بصيصاً من الامل، علي اعتبار ان تخفيض الفائدة من الممكن ان يعطي دفعة قوية للأسهم ومن ثم استكمال مسيرتها .
 
حمل الخبراء التراجع الأمريكي مسئولية ما يحدث بالسوق المصرية والأسواق العربية والأوروبية والآسيوية، مؤكدين أن التراجع كان له رد فعل عنيف علي أداء المستثمرين المصريين، مما أدي الي حالة من الانفلات والعشوائية في اتخاذ القرارات وردود الفعل المبالغ فيها . وتوقعوا أن تستمر فترات الهبوط لفترة محدودة يتخللها تحركات عرضية بالنسبة للتعاملات الي ان يعود الاستقرار والهدوء.
 
يقول أحمد حنفي خبير التحليل الفني عضو الجمعية الامريكية للمحللين الفنيين ورئيس قسم التحليل الفني بشركة الجذور للسمسرة: إن قرار خفض الفائدة الامريكية ساعد اداء السوق المصرية والاسواق العالمية بشكل عام جزئيا الا ان استمرار حالة الدعم تتوقف علي توجهات المؤسسات العالمية بشكل عام مشيرا الي أن السوق تعرضت لعمليات تصحيح قوية للغاية، مستبعدا أن تكون مجرد جني أرباح  مما أدي الي حالة من التوتر والقلق في تعاملات المستثمرين.
 
 وأشار الي أن الاندفاع البيعي من قبل العرب والأجانب أدي بشكل كبير الي هبوط البورصة متأثرة في نفس الوقت بالانخفاضات الحادة في السوق الامريكية وغالبية الاسواق الاوروبية والعربية وتوقع ان يستمر الهبوط خلال الفترة القليلة المقبلة الي ان تعاود البورصات العالمية استقرارها مرة اخري .
 
أضاف حنفي أن السوق خرجت عن التوقعات، مشيرا الي أنه وفقا للتحليل الفني كان من المفترض أن يواجه المؤشر حائط صد قوياً وعنيفاً عند مستوي 9850 نقطة، حيث كان متوقعا الا يتجاوز المؤشر الرئيسي للبورصة  (case 30 ) هذا المستوي لأسفل وإن كان من المفترض ان يستقر فوقها لمدة يومين ومن ثم الارتداد الي أعلي بقوة . ولكن ما حدث يوم الثلاثاء الماضي كان غير متوقع، مشيرا الي أن قراءة الواقع الحالي للبورصة توضح ان الهبوط يستمر فترة وجيزة وبأقل حدة مما حدث خلال الايام الماضية.
 
من جانبه أشار محمد عثمان رئيس قسم التحليل المالي بشركة »اورونايل« للاستشارات المالية إلي أن ما حدث بالبورصة من انخفاضات حادة ومؤلمة خلال الثلاثاء الماضي  اعاد الي اذهان المستثمرين احداث فبراير من عام 2006 الماضي وهو ما ادي الي حدوث حالة من الارتباك بين المتعاملين وظهر ذلك من خلال قراراتهم البيعية التي سيطرت عليها العشوائية وأضاف ان البورصات العربية سبقتنا الي الهبوط ببضعة أيام وكان من المفترض ان نتوقع الهبوط في البورصة المصرية خلال هذه الأيام ولكن جاء الهبوط أشد وطأة وأكثر حدة واراد أن يصحح للمستثمرين أن ما شهدته البورصة ليس عمليات جني ارباح وانما عملية تصحيحية عنيفة نوعا ما وتوقع ان يستمر الهبوط لعدة أيام لحين الانتظار الي ما ستسفر عنه الأيام المقبلة بالنسبة للاقتصاد الامريكي ومعاودته لاستقراره وهدوئه مرة اخري .
 
 واعتبر عثمان أن التصحيح الحالي بمثابة فرصة جيدة للسوق والرجوع الي الوضع الطبيعي من جديد، لاسيما بعد وصول أسعار الأسهم الي مستويات قياسية للغاية علي مدار الأشهر الماضية . وأضاف أن هذا الوقت فرصة جيدة بالنسبة للمستثمرين لاعادة تأهيل محافظهم المالية وانتقاء للأسهم القيادية والنشطة بعيدا عن الأسهم الصغيرة والمجهولة.
جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأحد, 27 يناير 08