واصلت البورصة نزيف الخسائر أمس للجلسة الرابعة علي التوالي في ظل ارتفاع مخاوف المستثمرين بالسوق حول مستقبل العملية الانتخابية وسط حالة الفوضي والاضطرابات التي يعاني منها عدد من محافظات الجمهورية، بجانب انتشار الدعوات لمليونية الجمعة المقبل والتي قد تشارك فيها القوي الإسلامية لتفرض القوي البيعية هيمنتها علي التعاملات بالبورصة، لتهوي كل الأسهم المتداولة بالسوق وسط انتشار حالة من الفوضي والعشوائية في أوامر البيع علي شاشات التداول ليغلق مؤشر الثلاثين الكبار تعاملات الاثنين عند مستوي 4180 نقطة، فاقداً %2.74 عن إغلاق أمس الأول، ومتراجعاً بمقدار 240 نقطة في جلستين.
ولم تكتف حالة الذهول التي ضربت البورصة بعد الهبوط الحاد للمؤشرات بالأفراد فقط، بل انتابت أيضاً الأجانب والمؤسسات التي لجأت إلي تسييل جانب من محافظهم الاستثمارية لمواجهة أي طلبات استردادات محتملة في الفترة الراهنة وتحسين المراكز المفتوحة.
وأدي الهبوط المتواصل للبورصة خلال الجلسات الأربع الماضية إلي فقدان مؤشر الثلاثين الكبار ما يعادل %5.5 من قيمته منذ عودة التداول بعد عطلة عيد الأضحي.
ولم يستبعد متعاملون بالسوق أن تحاول البورصة الارتداد لأعلي خلال تعاملات منتصف الأسبوع الحالي، إلا أنهم نصحوا باستغلال أي ارتفاع بسيط محتمل في تخفيف المراكز في ظل تنبؤاتهم باستمرار الهبوط من جديد خلال باقي جلسات الأسبوع الحالي.
قال محلل مرموق بكبري بنوك الاستثمار إن البورصة مرشحة للتماسك اليوم بالقرب من مستويي 4150 و4000 علي أقصي تقدير، مبدياً نظرة تفاؤلية حيال أداء السوق علي الأجل المتوسط.
كما سيصدر اليوم تقرير من شركة سيجما كابيتال يؤكد تماسك السوق عند مستوي 4150 الذي يمثل نسبة %50 من الارتفاع من قاع 3820 إلي قمة 4450 لتعاود استهداف مستوي 4750 نقطة خلال العام الحالي.
وقال حسام وحيد، نائب رئيس إدارة المبيعات المحلية والخليجية بشركة إتش سي لتداول الأوراق المالية، إن البورصة واصلت نزيف الخسائر، تزامناً مع عودة الأجانب من عطلتهم الأسبوعية، وسط استمرار للضغوط البيعية التي انتهجتها تلك الفئة من المستثمرين منذ عطلة عيد الأضحي، تخوفاً من الدعوات لمليونية الجمعة المقبل بجانب أحداث العنف واستمرار الاضطرابات التي تشهدها العديد من المحافظات في الفترة الراهنة، علاوة علي تخوف المستثمرين من استمرار الاضطرابات بالبلاد إلي مرحلة بدء الانتخابات البرلمانية.
وأرجع وحيد استمرار انتهاج الأجانب السياسة البيعية خلال الفترة الراهنة لأكثر من جلسة متتالية، إلي عدم وجود طلبات شراء كبيرة تمتص الضغوط البيعية الأجنبية.
وتوقع وحيد استمرار الضغوط البيعية سواء من الأجانب أو المحليين في ظل حالة عدم وضوح الرؤية وارتفاع المخاوف بشأن المليونية المقبلة، ومدي تأثير الاضطرابات الراهنة علي سير العملية الانتخابية بالبلاد بشكل عام.
علي صعيد التحليل الفني قال إيهاب السعيد، رئيس قسم التحليل الفني، عضو مجلس الإدارة بشركة أصول للسمسرة، إن استمرار الاضرابات بعدد من المحافظات بجانب مواصلة تعرض بعض المحافظات لحالة الانفلات الأمني، علاوة علي الدعوات لمليونية الجمعة والتي قد يشارك فيها الإخوان المسلمون والسلفيون، أثارت تخوفات المستثمرين، ما تسبب في عودة القوي البيعية متوسطة الأجل والتي تتسم بالعنف والسرعة في ظل تفضيل المستثمرين البيع بسعر السوق للخروج من السوق في ظل حالة عدم وضوح الرؤية.
واستشهد السعيد بحالة الذعر التي انتابت جميع المتعاملين بالبورصة بسبب حدة هبوط السوق أمس، ما انعكس بقوة علي مؤشر السبعين الذي فقد %10 من قيمته في جلستين متتاليتين بجانب هبوط مؤشر الثلاثين الكبار بمقدار 240 نقطة في الفترة نفسها.
وعلي الرغم من تنبؤ السعيد باحتمالية ملامسة السوق اليوم المنطقة الخضراء فإنه نصح باستغلال أي ارتداد لأعلي في تخفيف المراكز في ظل استمرار الضغوط البيعية خلال الفترة الراهنة، حيث من المرجح أن تستفيد السوق من التماسك النسبي لسهمي البنك التجاري الدولي وأوراسكوم للإنشاء والصناعة في آخر تعاملات الاثنين لتضيف حوالي 20 نقطة لقيمتها قبل معاودة الهبوط مجدداً.
وقال السعيد إن مستوي الدعم الحقيقي للقوي البيعية متوسطة الأجل يقع عند قاع السوق الأسبق عند مستوي 3820 نقطة، إلا أن هناك مستويات دعم ثانوية قد تقلل من حدة الهبوط مثل مستوي 4100 نقطة، فيما وضع الحد الأقصي لأي ارتفاع تصحيحي عند مستوي 3400 نقطة.
وعلي صعيد الأسهم القيادية، قال إيهاب السعيد إن سهم أوراسكوم تليكوم استعاد ذكريات السنوات السبع الماضية بعد أن لامس مستوي 3.07 جنيه والإغلاق عند مستوي دعم 3.08 جنيه، وينصح بالخروج من السهم في حال استمرار الهبوط اليوم عن مستوي الدعم المذكور.
ولفت رئيس قسم التحليل الفني، عضو مجلس الإدارة بشركة أصول للسمسرة، إلي أن سهم البنك التجاري الدولي هبط إلي مستوي 24.65 جنيه قبل تقليص جانب من الخسائر في آخر الجلسة والإغلاق عند مستوي 24.94 جنيه، وبالتالي فمن المرجح أن يرتد السهم اليوم إلي مستوي 25.5 جنيه ونصح بتخفيف المراكز عنده في ظل احتمالية استمرار الهبوط صوب مستوي 24.5 جنيه.
وأشار السعيد إلي أن سهم أوراسكوم للإنشاء والصناعة تحرك في نطاق لا يتعدي جنيهين قبل أن يغلق عند 229.5 جنيه في منطقة دعم 228-230 جنيهاً والتي إن تماسك عندها سيرتفع صوب مستوي 335 جنيهاً الذي ينصح بجني الأرباح عنده، وإذا ما هبط السهم اليوم عن مستوي الدعم سيستهدف مستوي 220 جنيهاً.
وقال السعيد إن سهم المجموعة المالية هيرمس أغلق تعاملات الاثنين عند أدني مستوي له علي مدار الجلسة عند 12.5 جنيه، وإذا ما نجح السهم في التماسك اليوم عند مستوي الدعم 12.4 جنيه سيرتفع مستهدفاً 12.8 جنيه الذي ينصح بتخفيف المراكز عنده، قبل الهبوط مجدداً صوب مستوي 12.15 جنيه.
واستنكر السعيد أداء سهم حديد عز بعد أن هوي إلي مستوي 5.56 جنيه، مؤكداً أن أول مستوي دعم حقيقي للسهم يقع عند 5.3 جنيه بعد فشله في التماسك عند مستوي دعم 5.5 جنيه.
وكانت أسهم القطاع العقاري من أكبر المتضررين للجلسة الثانية علي التوالي حيث هوي سهم عامر جروب بسبب عاملين، الأول الهبوط المروع للسوق بجانب توزيع نصف سهم مجاني لكل سهم أصلي، إلا أنه يلاحظ هبوط السهم بنسبة %10 وسط اختفاء لطلبات الشراء علي السهم من الأساس ليغلق عند مستوي 0.69 جنيه.
وهوي سهم شركة طلعت مصطفي تزامناً مع الإعلان عن نتائج أعمال الشركة والتي كشفت عن هبوط الأرباح بنسبة %42، إلي مستوي 3.13 جنيه قبل الإغلاق عند 3.15 جنيه، وأوضح السعيد أن مستوي 3.10 جنيه يعتبر الأدني منذ مايو الماضي، ومن المرجح للسهم التماسك بالقرب منه والارتداد إلي 3.4 جنيه علي الأجل القصير.
وهوت البورصة بعد أن تم التعامل علي 56.998 مليون سهم بقيمة 192.46 مليون جنيه وسط اتجاه بيعي من الأجانب بصافي قيمة 20.78 مليون جنيه مستحوذين علي %26 من السوق، في الوقت الذي اتجه فيه المصريون إلي الشراء بصافي قيمة 13.58 مليون جنيه محتلين %66.8 من السوق، ليتبقي للعرب %7.15 من التعاملات بصافي شراء بقيمة 7.2 مليون جنيه، واستحوذت المؤسسات علي %36.6 من السوق بصافي بيع بقيمة 10.879 مليون جنيه.