واصلت مؤشرات البورصة تحركاتها الهابطة للجلسة الثانية أمس، مع استمرار المبيعات المكثفة للمستثمرين الأجانب خاصة على الأسهم القيادية وذات الأوزان النسبية الكبيرة على المؤشر الرئيسى.
وأكد محللون أنه برغم استمرار المؤسسات المحلية فى دعم السوق وشراء الأسهم منذ الإعلان عن مبادرات الحكومة والرئاسة لدعم البورصة فإن هناك إصرارا من المستثمرين الأجانب على التخارج من السوق لدعم مراكزهم المالية السيئة فى أسواقهم بسبب كورونا.
يذكر أن طارق عامر محافظ البنك المركزى أكد – فى تصريحات متلفزة أمس الأول- أن المستثمرين الأجانب نفذوا تخارجات بقيمة 500 مليون دولار من البورصة خلال الفترة الماضية.
ويرى المحللون أن السوق تمر بفترة تصحيح وصفوها بـ«الطبيعية» نتيجة الصعود القوى بسبب مبادرات الدعم الأخيرة، مؤكدين أن تصريحات رجل الأعمال نجيب ساويرس السلبية عن تراجعات متوقعة فى سوق الأسهم زادت من الحركة التصحيحة وعمقت من التراجع.
وهبط مؤشر «EGX30» الرئيسى أمس بنسبة %2.45 مسجلا 9521 نقطة، بينما صعد مؤشر “EGX70ewi” للأسهم الصغيرة والمتوسطة %0.31 إلى 981 نقطة، وانخفض مؤشر «EGX100» الأوسع نطاقا بنسبة %1.47 إلى 1022 نقطة.
وتراجعت الأسهم القيادية وعلى رأسها سهم البنك التجارى الدولى بنسبة %3.14 إلى 59.1 جنيه، ومجموعة طلعت مصطفى %5 إلى5 جنيهات، والمجموعة المالية هيرميس %3 إلى 8 جنيهات، وحديد عز بنسبة %3.23 وأوراسكوم للاستثمار %0.61.
واتجهت تعاملات المستثمرين العرب والأجانب للبيع بصافى قدره 12.4 و194.4 مليون جنيه على الترتيب، بينما فضل المصريون الشراء بصافى قدره 206.8 مليون جنيه.
وخسر رأس المال السوقى لأسهم الشركات المقيدة بالبورصة 9 مليارات جنيه ليغلق عند مستوى 529 مليار جنيه مقابل 538 مليارا فى نهاية تعاملات جلسة أمس الأول.
وقال طارق أباظة، العضو المنتدب لشركة «نعيم» لتداول الأوراق المالية، إن غالبية أسواق الأسهم فى العالم لا تزال تمر بحالة فزع وهلع بسبب فيروس كورونا، مشيرا إلى أن الحل الجذرى هو القضاء عليه وظهور بوادر تحسن فى معدلات الإصابات أو اكتشاف علاج للفيروس الخطير.
وأكد أن مبادرات الدولة والحكومة ممتازة والأفضل فى السوق منذ سنوات طويلة ونجحت فى إيقاف نزيف السوق ولو بشكل مؤقت، موضحا أن قوتها ستظهر بشكل أكثر بعد انتهاء أزمة الفيروس.
وأشار إلى أن تعاملات المستثمرين عبر الشراء الهامشى لاتزال تؤثر على التحركات لكن هناك فرصا جيدة للمستثمرين الجدد نظرًا لرخص الأسعار على الشاشات.
وأوضح أن عمليات بيع المستثمرين الأجانب لأسهمهم طبيعية فى ظل تأثر مراكزهم المالية فى دولهم وبالتالى يلجأون إلى إغلاق مراكزهم ببعض الدول ومنها مصر لتوفير السيولة.
ورجح «أباظة» استمرار الأداء المتذبذب لمؤشرات البورصة على غرار الأسواق العالمية، مؤكدًا أنه لا يوجد اتجاه حاسم لحركة السوق سواء صعودًا أو هبوطًا لكن التحرك الحالى يتم وفقا لأداء الأسواق العالمية التى ترتبط جميعها بتطورات فيروس كورونا.
ولفت إلى أن تصريحات رجل الأعمال نجيب ساويرس كان لها أثر على تحركات السوق أمس موضحًا: «لم يكن لها أى داع والعمل سيعود بالتأكيد مع مرور الوقت وليس مرتبطا بوجود الموظفين فى مقرات عملهم فبعض الأعمال حققت نتائج أكبر من خلال التعامل عن بعد».
وقال محمد حسن، العضو المنتدب لشركة «ميداف» لإدارة الأصول، إن عودة السوق للتهدئة كان أمرا منطقيا بعد الارتفاعات القياسية بسبب مبادرات الحكومة والبنك المركزى لدعم السوق.
ولفت إلى أن السوق تخطت مستويات 10 آلاف نقطة بشكل سريع على وقع المبادرات ودخلت مؤخرًا فى مرحلة هبوط وتصحيح قد تصل بها إلى 8 و9 آلاف نقطة.
وأوضح أنه على الرغم من إيجابية المبادرات وأرقامها الضخمة فإن تحركات السوق السلبية أكبر منها، وهى تحركات عالمية، مشيرًا إلى أن تأثيرها كان سيكون أكبر حال صدورها فى وقت آخر.
وقال إن المبادرات حجمها ضخم ولا يستهان بها فى السوق المصرية لكن من المتوقع أن يتم ضخها بشكل تدريجى وليس دفعة واحدة، مضيفا أنها نجحت فى تماسك السوق وعدم انهيارها، وبالتأكيد سيكون عليها دور فى دعم السوق على فترات لاحقة.
وأشار إلى أن تصريحات نجيب ساويرس عن السوق جاء تأثيرها سلبيا وساهمت فى تراجعاتها باعتباره يملك رؤية معينة ولديه استثمارات داخلها.