واصلت أسواق المال العالمية صعودها، أمس الأربعاء، وسط حالة من »الاطمئنان النسبي« بين المستثمرين علي خلفية الإقبال الكبير الذي شهدته السندات الأوروبية يوم الثلاثاء الماضي، وهو ما اعتبره الخبراء مؤشراً علي بداية انحسار أزمة الديون السيادية لدول منطقة اليورو.
وجاء ارتفاع البورصات الأوروبية في منتصف تعاملات أمس الأربعاء، امتداداً لموجة الصعود التي شهدتها الأسهم الأمريكية أمس الأول الثلاثاء، ليتراجع انتهاء الاتجاه الهبوطي لأسواق المال.
وكانت مؤشرات »داو جونز« الصناعي »وستاندر آند بورز 500« و»ناسداك« قد صعدت بنسب %2.10 و%2.35.
وارتفع مؤشر »يوروفيرست 300« بنسبة %0.2، أمس الأربعاء ليسجل 1039.47 نقطة بعد بلوغه أعلي مستوي له خلال شهر في تعاملات الثلاثاء.
وتمكنت البنوك من التخلص من خسائرها المبكرة، لتساهم في صعود مؤشر يوروفرست 300، مع ارتفاع أسهم بنوك باركليز، إتش إس بي سي، BBVA دويتش بنك بنسب تراوحت ما بين 0.1 و%0.6.
وكانت أسهم الطاقة من بين أكبر الرابحين في تعاملات البورصة الأوروبية أمس، مدعومة باستقرار سعر النفط الخام حول مستوي 77 دولاراً للبرميل.
وارتفعت أسهم شركات برتش جاز ورويال دوتش، شل، توتال وإيني بما يتراوح بين %0.3 و%1.3.
وارتفع سهم شركة بيرتش بتروليم ـ والتي تواجه غرامة ضخمة جراء حادث التسرب النفطي في خليج المكسيك ـ بنسبة %0.6، بعد أن أغلق السهم عند أدني مستوي له خلال 13 عاماً يوم الثلاثاء.
وحاولت المفوضية الأوروبية تهدئة مخاوف المستثمرين حيال أزمة ديون إسبانيا من خلال نفي تقرير حول وجود تعاون بين الاتحاد الأوروبي وصندوق النققد الدولي ووزارة الخزانة الأمريكية لإقرار خطة انقاذ لإسبانيا تتضمن خطاً ائتمانياً بقيمة 250 مليار دولار، وهو ما يعني من وجهة نظر الخبراء أن الديون الإسبانية لم تصل لمرحلة الخطر، كما حدث في اليونان.
يذكر أن نسبة تراجع مؤشر يوروفرست 300 بلغت %6.5، منذ منتصف أبريل عندما بدأت مخاوف أزمة ديون منطقة اليورو في الانتشار بالأسواق.
وعلي صعيد بقية البورصات الأوروبية، ارتفعت مؤشرات »الفاينانشيال تايمز 100« وداكس الألماني وكاك الفرنسي بنسب تراوحت بين %0.1 و%0.3.
وقادت أسهم البنوك والطاقة ارتفاع بورصة لندن وسط إقبال المستثمرين علي شراء الأصول الخطرة، نتيجة التحسن النسبي في توقعات أزمة ديون منطقة اليورو.
وواصل مؤشر »الفاينانشيال تايمز 100« صعوده للجلسة السادسة علي التوالي، ليسجل أطول فترة مكاسب له منذ سبتمبر الماضي بعد ارتفاعه بنسبة %0.3 في تعاملات الثلاثاء.
وبلغت نسبة الانخفاض في قيمة المؤشر نحو %10 منذ اندلاع المخاوف حيال أزمة ديون اليونان في منتصف أبريل.
وامتدت موجة الارتفاع إلي البورصة اليابانية، ليرتفع مؤشر نيكاي 225 الياباني %1.8، مسجلاً بذلك أعلي مستوي إغلاق له خلال شهر.
واستمدت البورصة اليابانية كغيرها من الأسواق العالمية قوتها الدافعة من تحسن شهية المستثمرين وإقبالهم علي شراء الأسهم علي المدي القصير، بعد بارقة الأمل التي أعطتها مزادات سندات الحكومات الأوروبية، أمس الأول الثلاثاء، وما شهدته من إقبال جيد.
وارتفع حجم التداول في بورصة طوكيو ليصل إلي 1.7 مليار سهم في تعاملات الأمس، بعد أن وصل إلي أدني مستوي له خلال أربعة أشهر في تعاملات الاثنين، مسجلاً أقل من 1.5 مليار سهم.
وأغلقت بورصة هونج كونج وشنغهاي أبوابهما أمس في عطلة للاحتفال بمهرجان »قارب التنين«.