حققت بعض البنوك خسائر خلال النصف الأول من العام الحالي، الا ان الغالبية نجحت في تحقيق قفزة كبيرة في ارباحها مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، تجاوزت في بعض الاحيان %150.
ومن بين هذه البنوك الرابحة بنك فيصل الاسلامي الذي قفز بارباحه الي 93,823 مليون جنيه مقارنة بـ34,682 مليون جنيه خلال النصف الاول من 2006 محققا نموا بنسبة %170,52.
كما نجح البنك الوطني المصري في تحقيق 146,686 مليون جنيه ارباحا مقابل 54,539 مليون بنسبة نمو %168,9.
وحقق بنك التعمير والاسكان 84,540 مليون جنيه خلال النصف الاول من 2007، مقابل 44,539 مليون خلال الفترة المقارنة من 2006 بنسبة نمو %89,763.
كما حقق البنك التجاري الدولي ارباحا بلغت 664,763 مليون جنيه مقابل 397,931 مليون جنيه بنسبة نمو %67.
وقفزت ارباح البنك الاهلي سوسيتيه جنرال من 263,220 مليون جنيه خلال النصف الاول من 2006 الي 339,281 مليون جنيه خلال النصف الاول من 2007، بنسبة نمو %28,89.
وحقق البنك المصري الخليجي نموا في ارباحه بنسبة %6,68، حيث بلغت ارباحه 65,245 مليون جنيه مقابل 60,988 مليون جنيه خلال النصف الاول من 2006.
ويؤكد المحللون ان البنوك نجحت في القفز بمستويات ارباحها فوق توقعاتهم، وهو ما يعزز من جاذبية اسهم القطاع داخل البورصة خلال الفترة المقبلة.
ويقول اشرف سامي نجيب العضو المندتب لشركة برونت لتداول الاوراق المالية: إن البنوك نجحت في تحقيق ففزة في ارباحها، رغم ان بعض هذه البنوك تم تغيير ادارته خلال فترات سابقة وقريبة، وهذه الادارات لم تأخذ فرصتها بعد، الا ان عمليات الاستحواذ والدمج داخل قطاع البنوك اعطت دفعة قوية لغالبية اسهم القطاع.
واشار الي ان ادارات البنوك الجديدة تقوم حاليا بترتيب البيت من الداخل، وحينما تنتهي من هذه العملية سوف تحقق هذه البنوك مزيدا من الارباح.
وحول مدي جاذبية اسهم قطاع البنوك خلال الفترة القادمة قال نجيب: انه يوجد عاملان هامان بالنسبة للبنوك خلال المستقبل القريب، لابد من ان تنظر ادارات البنوك اليهما بدقة، الاول هواشتداد الصراع والمنافسة خلال هذه الفترة بين البنوك، خاصة الكبير منها لجذب عدد اكبر من العملاء، وهوما يهدد الكيانات او البنوك الصغيرة، ومن ثم يقلل هامش الربح المتوقع لهذه الكيانات، والعامل الثاني هو اتساع قاعدة العملاء المتعاملين مع البنوك خلال الفترة المقبلة، وهذا العامل لابد ان تضعه البنوك نصب اعينها وتحت المجهر، حتي تتمكن من كشف نقاط ضعفها ونقاط قوة الآخرين من خلال ما يقدمونه من خدمات جاذبة لشريحة اكبر من المتعاملين، بالاضافة الي ما هو متوقع حدوثه من اندماجات خلال نفس الفترة، والتي من ابرزها اندماج البنك التجاري الدولي والبنك العربي الافريقي.
وقال نجيب: إن ما حدث في السوق المصرية من استحواذات واندماجات خلال الفترة الماضية كان مؤشرا علي اسهم قطاع البنوك في البورصة، فعلي سبيل المثال كان تقييم بنك سان باولو الايطالي لبنك الاسكندرية عاملا مؤثرا علي اسهم القطاع، حيث اعطي دوفعة قوية اكدت ثقة المستثمرين الاجانب في قطاع البنوك، حيث يعتبرون السوق المصرية لا تزال بكرا في قطاع البنوك.
وقال ولاء حازم المحلل المالي بشركة H.C لتداول الاوراق المالية: إن اداء قطاع البنوك خلال النصف الاول من 2007 كان قويا وتجاوز في كثير من الاحيان توقعات محللي قطاع البنوك، وهذا يرجع الي العديد من العوامل التي يأتي في مقدمتها تحسن اداء الاقتصاد الكلي للدولة، وعودة ثقة المستثمرين الاجانب في مناخ الاستثمار في مصر، وهو ما ظهر في اقبال المستثمرين والمؤسسات المالية الكبيرة علي ما يطرح في السوق من شركات ومؤسسات للخصخصة، او ما يتم الاعلان عنه من بيع حصة المال العام في بعض البنوك، حيث تتسابق المؤسسات المصرفية العالمية لاقتناص هذه الفرص.
واشار حازم الي ان نجاح البنك التجاري الدولي في القفز بارباحه بنسبة %67 عن النصف الاول من 2006 كان عائدا لبعض الاسباب، ومن اهمها بيع جزء من حصة البنك في شركة سي اس كابيتال القابضة لنجيب ساويرس، لتتقلص نسبة البنك في الشركة الي 50,09 بدلا من %67,6 في السابق.
وحول ما اذا كان اداء اسهم قطاع البنوك سوف يستمر في التحسن خلال المرحلة القادمة ام سيتأثر بما يدور علي الساحة العالمية من مشاكل متعلقة بتوقعات هبوط في اداء الاقتصاد العالمي وتراجع في الدولار، قال حازم من وجهة نظري إن السوق المصرية لن تتأثر كثيرا سواء بتراجع اداء الاقتصاد العالمي وبما يحدث للدولار او البورصات العالمية، وذلك لأن البورصة المصرية غير مرتبطة بهذه البورصات ، بالاضافة الي ان ما يؤثر تأثيرا مباشرا علي اسهم القطاع هو الاداء الداخلي وليس الخارجي، ومصر لا تمثل شيئا كبيرا من الاقتصاد العالمي حتي تتأثر به بالشكل الذي نراه في البورصات العالمية.
وقال حازم إن بيع البنك الوطني المصري سيكون احد العوامل المهمة لقطاع البنوك، وسيؤثر تأثيرا ايجابيا علي اسعار جميع اسهم القطاع، ولعل هذا يؤكد مدي جاذبية هذا القطاع للمستثمرين الاجانب، ولذلك كلما كان هناك فرصة للاستحواذ داخل قطاع البنوك دعم ذلك القطاع بشدة.
واشار الي ان السوق بحاجة الي طرح بنك الاسكندرية في البورصة، واذا ما تم طرح %20 من بنك القاهرة للاكتتاب العام عن طريق البورصة فإنه من المتوقع ان تحدث طفرة في اسهم القطاع، خاصة اذا ما ساند ذلك استمرار معدلات نمو الاقتصاد الكلي بالشكل الموجود حاليا فكلما زادت الاستثمارات اصبح القطاع جاذبا.
وقال حاتم علاء محلل مالي إن اداء البنوك خلال النصف الاول من 2007 كان جيد اللغاية، وفاق التوقعات الا ان اسباب ارتفاع نسبة نمو الارباح خلال هذه الفترة كان مختلفا من بنك لآخر، فعلي سبيل المثال تحققت ارباح البنك الوطني المصري نتيجة زيادة عمليات البنك وارتفاع حجم القروض والعوائد علي هذه القروض، بالاضافة لارتفاع العوائد المدفوعة علي الودائع، اما البنك التجاري الدولي فقد باع جزءا من حصته في سي اي كابيتال.
واضاف علاء ان القطاع ينتظر بعض الاخبار الجوهرية التي ستؤثر بشكل كبير علي الاداء خلال الفترة القادمة، والتي من ابرزها طرح بنك الاسكندرية وبيع بنك القاهرة والاستحواذات بشأن البنك الوطني، والذي كان من المتوقع ان يكون سعر سهمه عند 77 جنيها، ولو حدثت اشياء من هذا القبيل، ستؤدي الي وجود اهتمام كبير من مؤسسات عالمية بشأن ما يتم طرحه للبيع من بنوك او بيع حصة المال العام في احد هذه البنوك.