سلوى عثمان:
توليفة سينمائية تناسب أفلام الأعياد.. قصة بسيطة بقماشة كوميدية واسعة .. حبكة درامية قائمة على الإلتباس ــ زيادة فى الكوميديا ــ .. ونجوم لديهم جماهيرية واسعة فالأول هو تامر حسني والثاني أكرم حسني ومعهم ماجد المصري وتساندهم فى البطولة النسائية أمينة خليل و دلال عبد العزيز .
استطاع فيلم ” البدلة ” إقتناس المركز الأول لإيرادات السينما المصرية من فيلم ” الديزل ” بطولة محمد رمضان ، ورغم هذا النجاح الذي يحسب لفريق الفيلم ، إلأ أن إطار الفيلام مأخوذ من فيلم ” Let’s Be Cops” الذي إنتج عام 2014 ، ورغم إعلان تامر حسني في إحدى اللقاءات التليفزيونية أن فكرة الفيلم مقتبسة من أحد الأفلام الاجنبية ـ لم يذكر اسم الفيلم ـ ، إلا أن افيش الفيلم مكتوب عليه أنه من تأليف أيمن بهجت قمر ، وهو ما يطرح تساؤل حول مدى تماس الفيلمين العربي والاجنبي ..؟ ، وهل كان من الضرورى التنويه عن هذا الاقتباس أم لا ؟
الخط الدرامي للفيلم المصري يدور حول وليد وخاله حمادة اللذان ولدا فى نفس اليوم ، وتلعب الصدفة دورها عندما يلتبس عليهم الأمر عند معرفتهم بموعد حفل تنظمه إحدى صديقاتهم القدامى من المدرسة ، فيحسبوها حفلة تنكرية بينما هى ” dish party ” ، فيذهبا بزي ضابطان شرطة بينما الجميع مرتديين ملابسهم العادية ، لتبدأ المفارقات في الفيلم ، ولا يجد وليد ومعه حمادة سوي الاستمرار في إنتحال هذه الصفة خاصة بعد وقوعهم فى مشكلة مع قاتل محترف بمحض الصدفة .
لا يختلف هذا الخط عما يجري في الفيلم الاجنبي ولكنهما صديقين في هذا الفيلم ، ورغم اختلاف المواقف التى يقدمها صناع هذان الفيلمان ، ووضع العديد من اللمسات والموتيفات الخاصة بالمصريين في فيلم ” البدلة ” إلا أن هذا الخط الكامل لا يجوز أن يجعل الفيلم تأليفا خالصا لمؤلف دون توضيح .
ولكن هذا الخطأ لم يهم الجمهور الذي رفع إيرادات الفيلم ليصبح الأول بقائمة الإيرادات ، وبالفعل فهو من الأفلام التى دمجت العناصر السينماية معا لإخراج فيلما متماسكا وعائليا ورومانسيا وأيضا كوميديا دون إسفاف .
استطاع تامر حسني في آخر أفلامه إثبات أنه لا يلعب فقط على كونه مغنيا ، بل أنه إلتزم بالخط الدرامى الكامل للفيلم ولم يغني سوي أغنية واحدة فقط ، وقدم العديد من مشاهد كوميديا الموقف التي تجمعته بأكرم حسني والذي اثبت هو الاخر فى الأونة الاخيرة أنه ممثل كوميدي لا يستهان بأدواته ، ورغم أن أمينة خليل كانت الأقل على مستوي التمثيل ، وقامت بلعب دور الفتاة الرومانسية التى انبهرت ببدلة ضابط الشرطة ثم تخلت عن وجاهة حبيبها ودافعت عنه أيضا .
وظهرت الفنانة دلال عبد العزيز في دور الجدة بأول الفيلم وأم وليد وأخت حمادة فى باقي المشاهد وكانت هى الاخري تقوم بدورها بكوميدية تحسب لها ، وظهرا كضيوف شرف إيمي سمير غانم وحسن الرداد اللذان لعبا دور والدا وليد ــ تامر حسني ــ ، كما ظهر ضيوف شرف أخرين منهم مجدى عبد الغني وأحمد شوبير .
يقدم الفيلم مجموعة متتالية من المواقف الكوميدية من جراء إرتداء بطلا الفيلم البدلة الميري بعد أن ترك حمادة عمله كحكم لمباريات كرة القدم ، وعدم استطاعة وليد لتحقيق حلمه بعمل مشروع مصنع صناعة مكعبات الأطفال بالاشكال الاثرية ، وإيجادهم محاطين بهالات من الإحترام والتقدير عند النظر إليهم ، ولكنهم بعد مواجهتهم للقاتل المحترف ومعرفتهم بعمليته الجديدة يقررا مواجهته كمصريين يحبون بلدهم بغض النظر عن الخطأ الذي يرتكبوه .
ينتهي الفيلم بإنتصار الخير على الشر وأستطاع وليد وحمادة القبض على القاتل المحترف ، ويتم تكريمهم وحصولهم على الجائزة التى كانت مقررة للقبض على هذا المجرم ، ولكنهم على الجانب الاخر تم حبسهم بتهمة إنتحال صفة ضابط شرطة ، وبعد خروجهم من السجن يتزوج وليد من حبيبته ولينتهي الفيلم بشكل كوميدي أرسل لهم المجرم رسالة يوم الفرح بانه لن يتركهم .
الصورة بالفيلم كانت متوائمة وواضح عليها الإهتمام بالألوان في كل مشهد ومع اهتمام محمد جمال العدل بالصورة السينمائية وضبط الإيقاع بالفيلم فكان معه ـحمد فهيم المصور و المونتيرة سولافة نور الدين ، الذين ساعدا على الحفاظ على شكل المشاهد السينمائية معا .