البحر المتوسط ساحة للتنافس بين شركات استخراج النفط والغاز

البحر المتوسط ساحة للتنافس بين شركات استخراج النفط والغاز
جريدة المال

المال - خاص

1:51 م, الأربعاء, 12 سبتمبر 12

إعداد – نهال صلاح

تعد منطقة البحر المتوسط ساحة للتنافس بالنسبة لصناعة النفط العالمية، ومع ثورات الربيع العربى وسلسلة من الاكتشافات الضخمة التى تمت للغاز الطبيعى اصبحت المنطقة التى يطلق عليها حوض ليفانتين محل اهتمام خاص فى منطقة لم تحظ باهتمام كاف من جانب الشركات النفطية خلال العقد الماضى

.

 

وقد ادى التخفيف الجزئى للحظر الذى فرضته ايطاليا على التنقيب عن النفط والغاز فى البحار والذى اعقب كارثة التسرب النفطى لمنصة ديب ووتر البحرية التابعة لشركة بريتش بتروليم البريطانية فى خليج المكسيك عام 2010، ايضا الى تحفيز النشاط مع وجود مجموعة من الشركات التى تقوم حاليا بنفض الغبار عن خططها للتنقيب فى البحر الادرياتيكى.

وتعتبر مالطا اخر المواقع فى البحر المتوسط التى تظهر للمرة الاولى على الخريطة النفطية، وفى الشهر الماضى قامت شركة جينيل انيرجى النفطية التى يديرها تونى هايوارد الرئيس التنفيذى السابق لشركة BP، بشراء حصة من مناطق الاستكشاف قبالة سواحل مالطا من شركة البحر المتوسط لاستخراج النفط والغاز التابعة لـ«ايه.اى.ام».

ويقول بيل هيجز الرئيس التنفيذى لشركة ام.او.جى ان الثورات التى اجتاحت شمال افريقيا والشرق الأوسط العام الماضى شجعت الشركات لالقاء نظرة جديدة على المنطقة، مشيرا الى ان هناك المزيد من الفرص عما كان عليه الامر قبل ثورات الربيع العربى فى دول مثل مصر وليبيا وتونس.

وقد انعكس ذلك فى جولة التراخيص الجديدة التى اصدرتها مصر للتنقيب عن النفط والتى جذبت عددا ضخما من العطاءات، فقد قال جون كونلين المحامى المختص فى شئون الطاقة لدى شركة نورتون روز، ان عددا كبيرا من شركات النفط العالمية تسعى الى تعزيز وجودها فى كل من مصر وليبيا بالاضافة الى قدوم شركات وافدة جديدة.

ولكن الاكتشافات الكبيرة فى شرق البحر المتوسط هى التى احدثت تغييرا جوهريا فى صناعة النفط فى المنطقة، فمنذ عام 2009 تم اكتشاف نحو 35 مليون قدم مكعب من الغاز – وهو ما يعد نصف الاحتياطيات الاجمالية لكندا تقريبا – فى المياه العميقة لاسرائيل وقبرص، وقد اكتشف معظمها من جانب شركة نوبل انيرجى الامريكية المستقلة، واحد هذه الحقول وهو حقل «ليفياثان» الاسرائيلى الذى تم اكتشافه فى عام 2010، كان اكبر الاكتشافات للغاز فى المياه العميقة خلال عقد كامل.

ويقدر الماسح الجيولوجى الامريكى ان حوض «ليفانتين» وهى منطقة تقع تحت سطح البحر وتمتد من شمال مصر حتى تركيا يحتوى على 1.7 مليار برميل من النفط غير المكتشف القابل تقنيا للاستخراج و122 مليون قدم مكعب من الغاز، وهو ما يعد اكتشافًا ضخمًا، ويبدو ان حوض «ليفياثان» واكتشاف حقل «أفروديت» للغاز فى قبرص العام الماضى، يؤكدان نظرة التفاؤل بشأن هذه المنطقة.

ويقول بريان اوكاثاين، الرئيس التنفيذى لشركة بيتروكيلتيك لاستخراج النفط التابعة لـ«ايه.اى.ام» ،والتى تمتلك حقولا قبالة سواحل ايطاليا ان منطقة لم تكن تعتبر ذات احتمالات مستقبلية تم العثور بها على كميات ضخمة من الغاز.

وبالنسبة لشركة جينيل فان الصفقة مع شركة ام.او.جى هى رهان على ان السواحل المقابلة لمالطا سيثبت انها غنية بالهيدروكربونات مثل ليبيا المجاورة، ويعرف رئيسها هايوارد ليبيا جيدا بسبب قضائه شهورا هناك للتفاوض بشان اتفاقية التنقيب الشهيرة لشركة BP التى بلغت قيمتها تسعمائة مليون دولار مع نظام القذافى فى عام 2007، وقال هايوارد الشهر الماضى ان مالطا هى امتداد لحوض سرت الليبى وهو احدى المناطق الكبرى لانتاج النفط فى العالم مضيفا ان مياه مالطا تمتلك احتمالات مهمة فى مجال التنقيب عن النفط.

وبينما تظل مالطا جبهة للمنافسة بين الشركات، فان دولا اخرى مثل قبرص تعد راسخة حاليا فى عالم النفط والغاز، وقد جذبت ثانى جولة لمنح تراخيص التنقيب عن النفط والغاز تصدرها الجزيرة خلال العالم الحالى عطاءات من 15 شركة بدءا من الشركات الكبرى مثل «توتال» الفرنسية الى شركات التنقيب الصغيرة مثل «كارين انيرجى» من اجل تسع مناطق لاستخراج النفط والغاز قبالة سواحل قبرص، وعلى النقيض من ذلك فان اول جولة تصدرها من التراخيص فى عام 2007 تمت ملاحظتها بالكاد من جانب الشركات العاملة فى الصناعة، ونتيجة ذلك صدرت رخصة واحدة فقط لشركة نوبل.

وفى الوقت نفسه نشطت الفرص ايضا فى ايطاليا، والتى قامت الشهر الماضى بالتخفيف من حظرها للتنقيب عن النفط فى المياه الساحلية، وما زالت القيود سارية بالنسبة للمشروعات الجديدة ولكن جميع المشروعات التى كانت قائمة وتعمل قبل حادث التسرب النفطى فى خليج المكسيك يمكنها الآن ان تستمر فى نشاطها، ويقول او كاثرين الرئيس التنفيذى لشركة بيتروكيلتيك، ان الشركة سوف تستأنف اعمال التنقيب خلال العام المقبل حتى يتم الحصول على التصاريح البيئية اللازمة.

وتجتذب اسبانيا ايضا اهتمام الشركات النفطية، وتخطط شركة كارين للتنقيب فى حوض فالينسيا قبالة السواحل الشرقية لاسبانيا فى عام 2014، كما انها ستقدم عطاءات للاشتراك فى جولة التراخيص قبالة السواحل اللبنانية العام المقبل.

ومع ذلك فان منطقة البحر المتوسط ليست بالمنطقة السهلة، فشركات استخراج النفط التى تقوم بمشرعات فى مياهه تخاطر بان تعلق فى الشبكة المعقدة من المشاحنات والتناحرات الاقليمية، فقد طالبت تركيا مرارًا شركات النفط بالابتعاد عن المياه اليونانية الصربية، وفى العام الماضى اعترضت ايطاليا على اعلان مالطا عن عطاء لاستخراج النفط والغاز يغطى اجزاء من البحر الايونى تدعى روما انها تخطع لسيطرتها، ومالطا نفسها لديها نزاع مع ليبيا حول مناطق ساحلية تقع جنوبا، كما نشبت خلافات بين اسرائيل ولبنان حول حوض «ليفياثان» الذى يقترب من الخط الحدودى المتنازع عليه الذى يفصل بين مياههما الاقليمية، وقد اتهمت جماعة حزب الله الشيعية اسرائيل بسرقة الغاز اللبنانى.

وعلى الرغم من ذلك فان هيجز، الرئيس التنفيذى لشركة ام. او. جى يقلل من المخاطر الجيوسياسية ويرى ان البحر المتوسط اثبت انه منطقة ذات مخاطر سياسية منخفضة نسبيا خاصة فى الجانب الاوروبى منه.

جريدة المال

المال - خاص

1:51 م, الأربعاء, 12 سبتمبر 12