ميسي، كريستيانو رونالدو، بيكهام، توريس، وغيرهم من اللاعبين العالميين الذين نشأوا علي أيدي وكالات متخصصة في التسويق للاعبين في الخارج، وهي الوكالات الإعلانية التي تفتقدها السوق المحلية المصرية حيث تنحصر عمليات التسويق في الرياضة في رعاية الشركات للدوري المصري أو طباعة اسم شركة معينة علي قمصان الفرق المتنافسة بالدوري والمنتخب القومي، مما طرح تساؤلات حول ابتعاد الوكالات المصرية عن التخصص في هذا المجال من التسويق وأهم الخطوات لخلق الاهتمام بالتسويق للاعبين.
|
بركات |
أكد خبراء التسويق والإعلان أن هناك عدداً من المعوقات التي تواجه وكالات الإعلان بالسوق المصرية لإنشاء وكالات متخصصة في التسويق للاعبين يأتي في مقدمتها غياب الحماية لحقوق الملكية الفكرية عن قوانين الدولة بما سيتسبب في خسائر للشركات وبالتالي الوكالات المعلنة إذا اقتحمت هذا المجال، إلي جانب عدم امتلاك الوكالات المصرية الخبرة الكافية والمنهجية العلمية التي تقوم عليها هذه الوكالات المتخصصة في تسويق اللاعبين.
وأشاروا إلي بعض الخطوات التي لابد من اتباعها لخلق سوق دعاية وتسويق مختصة باللاعبين منها أهمية البدء في تأسيس منظومة كاملة للاعب منذ نشأته بحيث ينمو كلاعب في خط متواز مع نظام تعليمي متخصص، وخلق اهتمام من المعلنين تجاه هذا الشكل من التسويق عن طريق عمليات دمج بين وكالات أوروبية متخصصة في هذا المجال وأخري مصرية، وتوسع الوكالات الكبيرة في إنشاء فروع تابعة لها تتخصص في هذا النوع من التسويق، إضافة إلي ضرورة تواجد مساندة ودعم من الإعلام لهذا المجال.
يوضح محمد خليفة، المدير العام لوكالة Creative lab للإعلانات، أن هذا الاتجاه لم يتم تفعيله من قبل الوكالات الإعلانية في مصر علي مستوي الأندية المصرية، حيث إنها مازالت لا تمتلك الخبرة الكافية والمنهجية العلمية التي تقوم عليها هذه الوكالات المتخصصة في تسويق اللاعبين.
و لكن في الوقت نفسه توقع »خليفة« أن يتم في القريب ظهور وكالات تقوم بالتسويق للاعبين بكثرة في الأندية الخاصة حيث إن هناك البعض منها يعتمد علي التسويق بشكل علمي لأكثر من لاعب في صفوفها إما علي مستوي وكالات إعلانية متخصصة لها فلا توجد في مصر.
ويشير »خليفة« إلي أن المبادرة بهذا النوع من التسويق ستكون من قبل الوكالات الإعلانية المصرية الكبيرة في حالة إذا وجدت في هذا النوع سوق واعدة لها وذلك لن يحدث بين يوم وليلة _في رأيه- حيث إن هذه الوكالات في الخارج لها أهمية كبيرة، مشيراً إلي أن المبادرة بإنشاء وكالات متخصصة للتسويق للاعبين في مصر لابد أن تكون قائمة في البداية علي تأسيس منظومة كاملة للاعب منذ بداية نشأته بحيث ينمو كلاعب في خط متواز مع نظام تعليمي متخصص فالمشكلة في مصر أن الرياضة مازالت تأتي في منزلة الأنشطة التكميلية بعد الدراسة وليس معها في نفس الأهمية.
ويقول يحيي سامح، نائب وكالة بروموميديا للتسويق والإنتاج، إن أي شركة تسويق تعمل وفقاً لقوانين الدولة المتواجدة بها وبالتالي إذا غابت حماية حقوق الملكية الفكرية في دولة ما مثلما يحدث بشكل متزايد في مصر خاصة علي مستوي الأغاني والرياضة ضارباً مثالاً بقميص الأهلي والزمالك وغيرهما من الأندية التي يتم تقليدها بكثير من الشركات دون أي حماية أو ردع يوقف هذه الشركات التي تؤثر علي الشركة المصنعة للقمصان الأساسية للنادي في حين أن ذلك لو حدث في الخارج مع أي ناد سيتم الحجز علي الشركة واغلاقها ومنع إنتاج أي قميص غير أصلي في السوق.
ويضيف نائب وكالة بروموميديا للتسويق والإنتاج أن هناك حوالي12 وكالة عالمية متخصصة في التسويق بشكل عام قادرة علي خوض تجربة التخصص في التسويق للاعبين ولكن يردعها غياب قوانين الحماية للملكية الفكرية يحول دون قيام هذه الوكالات بعملها ليقتصر الأمر علي مدارس لاكتشاف اللاعبين مثل مدرسة الخطيب ومدرسة ماهر همام وهو ما يطلق عليهما »الكشافين« الذين يقومون باكتشاف لاعبين والتسويق لهم عند الأندية للتعاقد معهم.
ويشير »سامح« إلي أن الوكالات الإعلانية الكبيرة عندما ستفكر في إنشاء وكالة متخصصة في التسويق للاعبين ستبحث عن الدول التي يمكن أن تستطيع خوض التجربة داخلها بشكل يضمن نمو استثماراتها في هذا المجال وحماية حقوقها الملكية، مؤكداً أن التسويق للاعبين يعد علما تسويقيا لابد من استثمار مبالغ طائلة فيه مستشهداً بقصة بيكهام مع ريال مدريد عندما أراد الأخير شراءه وينقصه6 ملايين استرليني من السعر المتفق عليه لشراء اللاعب فاقترح النادي الملكي أن يقوم بيكهام برحلة إلي جنوب شرق آسيا بعد إعلان انضمامه للنادي لتحصيل باقي المبلغ، لينتج عن ذلك التسويق تحصيل ضعف المبلغ المطلوب 12 مليون استرليني والذي ساعد عليه شهرة وشعبية وحب جمهور آسيا الشديد لبيكهام.
ويوضح محمد عراقي، مدير التسويق بوكالة ايجي ديزاينر للدعاية والإعلان، أن هناك طفرة بدأت تظهر، لها علاقة بهذا الاتجاه للتخصص في التسويق للاعبين متمثلة في اكاديميات كرة القدم الخاصة التي تقوم بجمع مجموعة من المعلنين لرعاية اللاعبين المتواجدين بالأكاديمية، ضارباً مثالاً برعاية اكاديمية جماهير الأهلي العربية لبعض اللاعبين.
ويري »عراقي« أن النشاط الحالي لهذه الأكاديميات يمكن أن يمثل بداية لإنشاء وكالات متخصصة في التسويق للاعبين في غضون حوالي 4 أو5 سنوات سواء مستقلة أو تابعة لوكالات إعلانية كبيرة وذلك لأن الوكالات المتوسطة صعب أن تقبل عليها في البداية، كما يمكن أن تتطور هذه الأكاديميات بحيث لا تقتصر زيادة نشاطها في رعاية اللاعبين بانتخابات مجلسي الشعب والشوري في الدوائر المختلفة كما يحدث في بعض الأكاديميات عندما يرعي المرشح بعض اللاعبين من الدائرة لتحقيق الشعبية.
ويشير »عراقي« إلي أن تسويق اللاعبين مازال يشهد اقبالاً ضعيفاً من المعلنين حيث يرون أنه غير مربح لهم بالسوق المصرية، لافتاً إلي أن خلق اهتمام من المعلنين تجاه هذا الشكل من التسويق يتطلب عمليات دمج بين وكالات أوروبية متخصصة في هذا المجال وأخري مصرية، إلي جانب توسع الوكالات الكبيرة في إنشاء فروع تابعة لها تتخصص في هذا النوع من التسويق، إضافة إلي ضرورة تواجد مساندة ودعم من الإعلام لهذا المجال.