من المتوقع أن يقوم الاقتصاد الصيني المزدهر باستهلاك أكثر من نصف الموارد الطبيعية الرئيسية في العالم خلال العقد القادم، حيث تستهلك عجلة النمو السريعة لقطاع الصناعة في الصين معظم المعروض العالمي من المعادن المهمة مما يؤدي إلي النزاع والصدام مع الدول الأخري حول الحصول علي هذه الموارد. وقال توم ألبانيز مدير شركة »ريو تينتو« ثاني أكبر شركة تعدين في العالم، إن الصين تستهلك حالياً نحو %47 من الإنتاج العالمي من الحديد الخام و%32 من الألومنيوم و%25 من النحاس كما أنه من المتوقع أن تصل هذه النسب إلي %58 من الحديد الخام، و%45 من الألومنيوم و%30 من النحاس خلال السنوات القليلة القادمة وفقاً لصحيفة التايمز البريطانية.
وأضاف أنه حتي لو حدث تباطؤ في الاقتصاد الصيني، فسوف تستهلك النسبة الأكبر من المعروض العالمي. وأشار فيفك تولبيول الخبير الاقتصادي لدي شركة »ريو تينتو« إلي تزايد القلق والمخاوف لدي الدول الأخري حول هذا الشأن خاصة أن الصين تحاول السيطرة والتحكم لضمان وصولها إلي الموارد التي يحتاجها اقتصادها للنمو. وفي عام 1995، كان الطلب الصيني علي النحاس بنسبة %5 فقط و%3 للألومنيوم والحديد الخام، ولكن أصبحت الآن أكبر الدول التي تقوم بشراء النحاس والألومنيوم والحديد الخام والفحم والصلب والنيكل، وبالنسبة للبترول تحتل المركز الثاني في الطلب عليه حيث تأتي الولايات المتحدة في المقدمة.
وبحلول 2015 سوف تستهلك الصين مليارات الأطنان من الحديد الخام في العام الواحد ولكي يتم إيفاء ذلك قامت كبري شركات التعدين بزيادة إنتاجها في مناطق مثل »منطقة بلبارا« غرب استراليا والتي تعتبر أقرب من حيث الموقع بالنسبة للصين. كما تتوقع شركة »ريو تينتو« أن تقوم بزيادة إنتاجها في »بلبارا« من 160 مليون طن إلي 320 مليون طن للعام الواحد بحلول عام 2013. وتأمل شركة »بي إتش بي بيليتون« أكبر شركة تعدين في العالم بإنتاج نحو 300 مليون طن من الحديد الخام بحلول 2015. وقال »تولبيول« إن الاستهلاك الأمريكي للمعادن الأساسية قد تراجع رغم استمرار نمو الاستهلاك الصيني وسوف يستمر الارتفاع في حصتها من الطلب العالمي حتي عام 2020 حيث ستبدأ اقتصاديات دول أخري في منافستها علي الموارد مثل الهند.