الاستحواذات بمبادلة الأسهم تعود إلي السوق لتوفير السيولة

الاستحواذات بمبادلة الأسهم تعود إلي السوق لتوفير السيولة
جريدة المال

المال - خاص

12:01 ص, الثلاثاء, 19 يناير 10

نشوي حسين
 
ارتفعت وتيرة صفقات الاستحواذ عبر مبادلة الأسهم في السوق مؤخراً وكان أبرزها استحواذ شركة »بايونيرز« علي كامل أسهم شركة »بلتون« والمنتظر إجراؤه بزيادة رأسمال الأولي بقيمة 100 مليون سهم، وتخصيص الأسهم المصدرة للثانية، فضلاً عن صفقة استحواذ شركة جنوب الوادي علي جولدن بيراميدز بلازا وقيمتها حوالي 15 مليار جنيه وينتظر أن تتم بإصدار أسهم زيادة رأسمال الأولي بحد أقصي هذه القيمة.

 

وعادت عمليات الاستحواذ بمبادلة الأسهم لطرق السوق مجدداً ومؤخراً بعد أن تراجعت في السنوات الماضية، التي اتسمت بارتفاع معدلات السيولة، لكن نمو وتطور السوق المحلية فضلاً عن ارتفاع درجة وعي المتعاملين ساهم بصورة كبيرة في اقتحام هذه النوعية من الصفقات بالسوق.
 
وفجر الوضع السابق التساؤلات حول مميزات صفقات الاستحواذ عبر مبادلة الأسهم علي جميع الأطراف سواء الشركات المستحوذة أو المستهدفة بالاستحواذ، علاوة علي مدي ارتباط هذه النوعية من الصفقات بالمستجدات الاقتصادية الأخيرة التي دفعت الشركات إلي اتباع استراتيجيات جديدة تتسم بقدركبير من الحيطة والحذر الاستثماري، بالإضافة إلي انعكاسات هذه الصفقات المتتالية علي اتجاه السوق.
 
أشار خبراء سوق المال والاستثمار إلي أن ارتفاع وتيرة صفقات الاستحواذ عبر مبادلة الأسهم في السوق خلال الفترة الأخيرة، يرتبط بشكل أساسي بالمستجدات الاقتصادية التي فرضت سياسة الحذر علي الشركات مع ضرورة الاحتفاظ بالسيولة خاصة في ظل ندرة مصادر التمويل المتاحة أمامها.
 
وساق الخبراء عدداً من مميزات هذه النوعية من الصفقات، تتمثل في انخفاض تكلفتها مع ارتفاع جدواها الاقتصادية، خاصة في ظل ما تتيحه للشركات من مواصلة سياستها التوسعية عن طريق الاستحواذات مع عدم المساس بالسيولة المتوافرة لديها، علاوة علي الاستفادة من خبرة الشركاء الجدد، والتي تعد أحد العناصر الضامنة لاستمرار نجاح الشركات المستحوذ عليها.

 
وأشاروا إلي أن ارتفاع وتيرة صفقات الاستحواذ عبر مبادلة الأسهم، تعد إحدي مراحل النمو التي تمر بها الأسواق المتقدمة، لكنهم أكدوا أهمية الدور التي لعبته الجهات الرقابية في تسهيل إتمام هذه النوعية من الصفقات بالسوق المحلية.

 
وأكد الخبراء أن إتمام صفقات الاستحواذ عبر مبادلة الأسهم تعطي انطباعاً عن حالة الحراك المسيطرة علي الشركات خلال الفترة الأخيرة، في محاولة منها للحد من حجم الانعكاسات السلبية لتداعيات الأزمة المالية العالمية، والتي حدت من قدرة الشركات علي تنفيذ سياستها التوسعية، واعتبروا هذه الصفقات محاولة من الشركات لخلق كيانات اقتصادية كبيرة قادرة علي الصمود في أوقات الأزمات، وسريعة النمو والتطور خلال فترات الانتعاش.

 
وأوضحوا أن جدوي صفقات الاستحواذ عبر مبادلة الأسهم تظهر علي المدي المتوسط وفقاً لعاملين، حجم القيمة المضافة التي يحققها الكيان الجديد، وعناصر القوة والنجاح ومعدل الإنجاز الذي حققه الكيان، مقارنة بالافتراضات التي بنيت عليها عملية الاستحواذ.

 
وفي البداية، قال شريف سامي، خبير الاستثمار وأسواق المال، إن صفقات الاستحواذ عبر مبادلة الأسهم، تعد إحدي طرق استخدام قوة الأسهم كعملة نقدية، مشيراً إلي أن هذه النوعية من الصفقات ينتج عنها توفير السيولة لاستخدامها في الأعمال القائمة بنشاط الشركة، مع استغلال الأسهم في السياسة التوسعية عن طريق الاستحواذ علي شركات بهدف النمو، بما يحقق الاستفادة من شراكة إدارة الشركة المستحوذ عليها وهو ما يضمن استمرار نجاحها.

 
وأوضح »سامي« أن جدوي صفقات الاستحواذ عبر مبادلة الأسهم تظهر علي المدي المتوسط تبعاً لحجم القيمة المضافة التي حققها الكيان الجديد، علاوة علي عوامل النمو والتطور، مشيراً إلي أن تاريخ البورصات العالمية، التي تزداد فيه هذه النوعية من الصفقات، يؤكد أن نحو ثلثي هذه الاستحواذات أخفقت في تحقيق الأهداف المرجوة منها، والتي تتجاوز فيها الافتراضات التي تبني علي أساسها هذه الصفقات الواقع الفعلي.

 
وضرب خبير الاستثمار وأسواق المال مثالاً بصفقة الاستحواذ عبر مبادلة الأسهم التي تمت في السوق الأمريكية عام 2000، بين شركتي »AOL «، وهي أحد أكبر شركات الإنترنت في السوق الأمريكية، و»تايم ورثير« العاملة في مجال السينما، موضحاً أنه بعد مرور 3 سنوات من إتمام الصفقة تبين عدم جدواها الاقتصادية، حيث لاتتعدي قيمة الكيان الجديد الآن نحو %20 من قيمة صفقة الاستحواذ وقت تنفيذها.

 
وأوضح سامي أن صفقة استحواذ »AOL « و»تايم ورثير« والتي سميت عام 2000 بصفقة القرن، اعتمدت علي عدة عوامل، أهمها أن الإنترنت يمثل مستقبل صناعة السينما لذا تم الاندماج بين شركتين تعملان في هذين القطاعين، ومن ثم فإن صفقة »AOL وتايم ورثير« تعد الأذكي في تاريخ أسواق المال، لكن الواقع الفعلي أثبت عدم صحة هذه الافتراضية مما نتج عنه انعدام الجدوي الاقتصادية.

 
وأكد شريف سامي خبير الاستثمار وأسواق المال أن صفقات الاستحواذ عبر مبادلة الأسهم، ذات جدوي اقتصادية كبيرة للكيانات المؤسسية، بشرط أن تعتمد علي مبدأ اقتصادي سليم، وافتراضيات ترتبط بالواقع العملي للأسواق، مشيراً إلي صفقة استحواذ »بايونيرز- بلتون« بالسوق المحلية والتي سيتضح مدي جدواها الاقتصادية بحلول عام 2012 المقبل، وفقاً للقيمة المضافة التي حققها الاندماج، وفرص النمو والتطور التي لحقت بها.

 
في سياق متصل، فسر عمرو الألفي، رئيس مجموعة سي آي كابيتال للبحوث ارتفاع وتيرة صفقات الاستحواذ عبر مبادلة الأسهم بالسوق مؤخراً بعدة عوامل، في مقدمتها المستجدات الاقتصادية الأخيرة التي زادت من حاجة الشركات للسيولة المتوفرة لديها، بالتزامن مع رغبتها في مواصلة سياستها التوسعية من خلال الاستحواذ علي شركات، علاوة علي ارتفاع درجة تقبل الجهات الرقابية لهذه النوعية من الاستحواذات، تواكباً مع المتغيرات الاقتصادية التي اثرت سلباً علي الشركات، وأضاف أن تطور ونمو السوق المحلية، ساهم بشكل رئيسي في زيادة حجم هذه الصفقات خلال الفترة الأخيرة.

 
وأوضح الألفي أن ارتفاع عدد صفقات الاستحواذ عبر مبادلة الأسهم، تعطي انطباعاً عن حالة الحراك المسيطرة علي الشركات خلال الفترة الأخيرة، بهدف التخلص من الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة الاقتصادية عن طريق التوسع في سياسة الاندماجات في بعض القطاعات الاقتصادية المهمة، دون المساس بالسيولة، لخلق كيانات كبيرة قادرة علي الصمود في أوقات الأزمات وسرعة النمو والتطور في فترات الانتعاش والرواج.

 
وأضاف أن هناك نوعاً من المنافسة الشرسة بين الشركات تتضح من ارتفاع وتيرة هذه النوعية من الصفقات داخل قطاعات معينة، مما ينذر بوجود عمليات استحواذ مثيلة خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل تقبل الجهات الرقابية هذه العمليات.

 
وأشار رئيس مجموعة البحوث بـ»سي آي كابيتال« إلي أنه رغم الانعكاسات الإيجابية لهذه النوعية من الصفقات علي الشركات، فإنها منعدمة التأثير علي اتجاه السوق خلافاً لصفقات الاستحواذ التي يتم سداد قيمتها باستخدام السيولة، موضحاً أن الأخيرة توفر قدراً كبيراً من السيولة والتي تتحول إلي قوة شرائية تدفع مؤشرات السوق للارتفاع.

 
من جانبه، عدد محمد ماهر، نائب رئيس مجلس إدارة شركة برايم القابضة للاستشارات المالية، أهداف صفقات الاستحواذ عبر مبادلة الأسهم، والتي تتلخص في الاستفادة من مزايا محددة تتسم بها أطراف الصفقة، سواء من خلال إحداث نوع من التكامل الرأسي والأفقي والاستفادة من القوة البشرية التي تتمتع بها إدارة الشركات المستحوذ عليها، علاوة علي توفير تكلفة اقتحام أنشطة جديدة.

 
وأوضح »ماهر« أن تنوع الأهداف المرجوة من صفقات الاستحواذ عبر مبادلة الأسهم بما تحمله من مميزات، يجعلها أوفر اقتصادياً من نظيرتها التي تحتاج إلي السيولة النقدية، مشيراً إلي أن نقص الوسائل التمويلية المتاحة أمام الشركات، مهدت الطريق لارتفاع عدد الصفقات بالسوق، والتي كانت تتسم بالندرة خلال الفترات السابقة.

 
ولفت نائب رئيس برايم إلي أن سيطرة صفقات تبادل الأسهم علي عمليات الاستحواذ خلال الفترة الأخيرة، تعد إحدي مراحل النمو التي تمر بها الأسواق المتقدمة، لأن الاستحواذ بالأسهم، السمة الأساسية للشركات المقيدة بالبورصة، لافتاً في الوقت ذاته إلي أن ارتفاع ثقافة المتعاملين بالسوق ساهم بشكل كبير في مرونة الجهات الرقابية لتمرير هذه الصفقات بصورة أكبر مما كانت عليه من قبل.

 
من جهته، حدد محمود سليم، نائب رئيس بنك الاستثمار بشركة »اتش سي«، الحالات التي تتم فيها صفقات الاستحواذ عبر مبادلة الأسهم، موضحاً أن هذه النوعية من الصفقات ترتبط بشكل أساسي بعدم السماح لبعض الشركاء في الشركات المستحوذ عليها ببيع أسهمهم، إلا بعد مرور فترة زمنية معينة، وهو ما يدفع أطراف الصفقة للجوء إلي »الاستحواذ عبر مبادلة الأسهم«، مشيراً إلي صفقة »بايونيرز- بلتون« باعتبارها مثالاً واضحاً علي هذه الحالة.

 
يذكر أن مجلس إدارة شركة »بايونيرز القابضة« وافق في 31 ديسمبر الماضي علي إتمام الاستحواذ علي شركة »بلتون المالية القابضة« مقابل 700 مليون جنيه، عن طريق زيادة رأسمال الشركة بإصدار 100 مليون سهم بسعر 7 جنيهات للسهم، وهو سعر إصدار الزيادة المكافئة لقيمة الصفقة علي أن تخصص هذه الزيادة لمساهمي شركة »بلتون« المالية القابضة بعد موافقة الجمعية علي إسقاط حقوق قدامي المساهمين في الاكتتاب بهذه الزيادة.

 
وقد جاءت هذه الموافقة بعد اعتماد القيمة العادلة من قبل المستشار المالي مكتب »كيز للاستشارات المالية« والتي قدرت قيمة شركة »بلتون« بنحو 848 مليون جنيه، وبالمقابل اعتبار متوسط السعر السوقي لسهم »بايونيرز القابضة« 7 جنيهات السعر المعتمد لعملية المبادلة سداداً لقيمة الاستحواذ علي شركة »بلتون«.

 
وأضاف سليم أن الرغبة في إجراء عمليات إعادة هيكلة مالية وإدارية، تدعم هذه النوعية من الاستحواذ خاصة إذا كان هيكل الشركاء في الشركتين واحداً، ضارباً مثالاً بصفقة استحواذ »جنوب الوادي للأسمنت علي جولدن بيراميدز بلازا«.

 
يذكر أن شركة »مزارز« وهي مستشار مالي مستقل قد حددت القيمة العادلة لشركة جنوب الوادي للأسمنت وجولدن بيراميدز بلازا وشركاتها التابعة عند 4.3 مليار جنيه للأولي بما يعادل 8.67 جنيه للسهم الواحد، و15 مليار جنيه للثانية بقيمة إجمالية 19.3 مليار جنيه.

 
كما شهدت جلسة الخميس الماضي تنفيذ صفقة مبادلة علي عدد 1.6 مليون سهم من شركة »لورد للصناعات الدقيقة« بسعر 56.43 دولار للسهم لتصل القيمة الإجمالية للصفقة إلي 94.5 مليون دولار، كما تم تنفيذ صفقة مبادلة علي عدد 876.8 ألف سهم من »لورد للاستيراد والتصدير- سوتراكو« بسعر 91.65 دولار للسهم لتصل القيمة الإجمالية للصفقة إلي 80.3 مليون دولار، علاوة علي صفقة »لورد انترناشيونال« لمبادلة 1.1 مليون سهم بسعر 54.26 دولار للسهم لتصل القيمة الإجمالية للصفقة إلي 63.8 مليون دولار.

 
كانت الهيئة العامة للرقابة المالية قد وافقت في 16 ديسمبر الماضي علي استثناء مقدم العرض شركة »مجموعة سليمان القابضة« من الالتزام بتقديم عرض شراء إجباري للاستحواذ علي عدد 1.75 مليون سهم تمثل %100 من أسهم شركة »لورد للصناعات الدقيقة«، علي أن تتم عملية الاستحواذ بنظام مبادلة أسهم »لورد للصناعات الدقيقة«، بأسهم في زيادة رأسمال شركة »مجموعة سليمان القابضة للاستثمارات المالية« علي أساس قيمة 56.4 دولار لسهم لورد للصناعات الدقيقة بمعامل مبادلة 28 سهماً من أسهم شركة »مجموعة سليمان القابضة للاستثمارات المالية« مقابل سهم واحد من أسهم شركة »لورد للصناعات الدقيقة« مع إضافي فرق القيمة إلي الاحتياطي العام.
 
وتتم مبادلة أسهم شركة »لورد انترناشيونال« بأسهم في زيادة رأسمال شركة »مجموعة سليمان القابضة للاستثمارات المالية« علي أساس قيمة 54.26 دولار لسهم شركة »لورد انترناشيونال« مع إضافة فرق القيمة إلي الاحتياطي العام.
 

جريدة المال

المال - خاص

12:01 ص, الثلاثاء, 19 يناير 10