هبة نبيل _ محمود جمال
تعقد شركات تصنيع الإلكترونيات العاملة بالسوق المحلية، آمالاً عريضة على قمة مارس الاقتصادية، لتنفيذ محاور إستراتيجية وزارة الاتصالات للتطوير بما يفتح الباب أمام دخول استثمارات أجنبية جديدة.
أبدت بعض الشركات العالمية، خاصة الصينية، رغبتها للمشاركة فى صناعة الأجهزة الإلكترونية، وعلى رأسها القارئ والعداد الذكى، مع اقتراب طرح «الاتصالات» مناقصة لإنتاج 30 مليون عداد كمرحلة أولى، بالتعاون مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة.
وانتقد بعض مسئولى الشركات عدم إعلان وزارة الاتصالات عن ماهية القيمة المضافة للشركات المحلية من استراتيجية التصنيع، علاوة على استمرار المعوقات الخاصة بإجراءات استيراد مكونات الصناعة، وأكدوا ضرورة تهيئة المناخ الاقتصادى المشجع للدخول فى مجال التصنيع المحلى.
واقترحوا بعض الخطط التنفيذية، مثل فتح مكاتب بالأسواق الخارجية لتسويق منتجات الشركات المحلية، وإنشاء مركز للابحاث والتطوير يكون مسئولًا عن تصميم الدوائر الإلكترونية، لافتين إلى أن القارئ الإلكترونى والعدادات الذكية سوف تأتى على رأس الصناعات الإلكترونية محليًا خلال عام 2015.
وأطلقت «الاتصالات» إستراتيجية تصنيع الإلكترونيات خلال معرض ومؤتمر كايرو آى سى تى 2013، للوصول بصناعة الإلكترونيات إلى 70 مليار دولار، خلال عام 2020، عبر التركيز على 3 محاور، هى: تصنيع الإلكترونيات والنظم وتصميم وتطوير الدوائر المتكاملة، بجانب توفير 30 ألف فرصة عمل إضافية خلال الـ5 سنوات المقبلة، ودعم إنشاء 50 شركة فى مجال تصميم النظم الكهروميكانيكية الدقيقة «MEMS» والدوائر المتكاملة.
كشف الدكتور حازم الطحاوى، رئيس شركة منتور جرافيكس، رئيس مجلس إدارة جمعية «اتصال» لتكنولوجيا المعلومات عن تخصيص الوزارة ميزانية بقيمة 15 مليون جنيه لمساعدة الشركات المصرية على شراء برمجيات تصميم النظم الإلكترونية لمدة 3 سنوات.
وأشار إلى إجراء الحكومة ممثلة فى وزارة الاتصالات مفاوضات مكثفة مع شركات صينية أبدت رغبة للمشاركة فى مؤتمر القمة الاقتصادية خلال مارس المقبل، للتنقيب عن المجالات الواعدة بالقطاع، منوها بدراسة جمعية اتصال، إنشاء مكتب تمثيل وتسويق بالصين فى 2015، ليتولى مهمة فتح أسواق جديدة أمام الكيانات المتواجدة بمنطقة جنوب شرق آسيا.
ورأى أن أجهزة العدادات الذكية «SMART METERS» والقارئ الإلكترونى، ستتصدر أجندة التصنيع المحلى مستقبلاً بالتزامن مع استهداف الوزارة تنمية الطلب التكنولوجى، بجانب طرح مجموعة من المناقصات الحكومية الجديدة.
وأوضح الدكتور هشام عبدالغفار، مسئول شركة بورولايد للإلكترونيات، بمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، أن صناعة الـ«ELECTRONICS» بحاجة إلى خلق مناخ استثمارى مناسب لجذب الشركات العالمية، مؤكدًا أن الصين لم تعد المحتكر الوحيد لتلك الصناعة على مستوى العالم.
وأضاف أن دول أوروبا بدأت تتجه إلى تصنيع الإلكترونيات فى تركيا، لتميز موقعها الجغرافى بجانب قلة تكلفة الأيدى العاملة، وأن الماركات المحلية هناك أمثال «بيكو وكسبر» أصبحت مؤهلة بقوة لمنافسة العلامات التجارية الكبرى على غرار سامسونج وLG فى أجهزة التابلت والهواتف المحمولة والثلاجات والغسالات وغيرها.
وشدد على ضرورة خلق مجمعات صناعية متخصصة فى مجال الإلكترونيات بالمدن الجديدة لإحداث التكامل بين جميع المصنعين، فضلاً عن طرح مجموعة حوافز استثمارية تتضمن تسهيلات جمركية، ومنح أفضلية للمكون المحلى على حساب الأجنبى بما يشجع الطلب المحلى.
واعتبر أن صناعة الإلكترونيات افتقدت أبًا شرعيًا طيلة السنوات الماضية، بدأت بجهود ومبادرات فردية، منوها بأهمية تنسيق الأدوار بين وزارتى الصناعة والتجارة، والنقل وهيئة أراضى الدولة، لخلق منظومة متكاملة، قائمة على مفهوم التصدير وليس الاستيراد.
وأضاف أشرف حمدى، رئيس مجلس إدارة شركة LG الكورية بمصر، أن المؤتمر الاقتصادى سيكون فرصة ذهبية أمام الحكومة وعلى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إعداد خطة تنفيذية لإستراتيجية التصنيع محليًا لعرضها خلال المؤتمر.
وأوضح أن تهيئة المناخ الاقتصادى، لابد أن يكون نواة العمل خلال المرحلة المقبلة وذلك عبر عدة قنوات مثل البنوك والصناعة مع الأخذ فى الاعتبار ضرورة صدور قرارات مع القدرة على تنفيذها، لأن الإدارة وحدها لا تكفى.
ورأى محمد سالم، العضو المنتدب لشركة ومصنع سيكو للإلكترونيات، أن السوق المحلية لا تحمل أى قيمة مضافة فى مجال التصنيع حتى الآن، لافتًا إلى أن استراتيجية الوزارة غير واضحة.
وأضاف أن المنافسة باتت قوية جدا فى هذا المجال بدول كثيرة على رأسها الصين، التى تعد الأرخص سعرا ولديها العمالة والخبرات والمناطق الصناعية المتجاورة التى توفر الصناعات المغذية بجميع أنواعها، بينما السوق المحلية تعانى من تعقد إجراءات استيراد المكونات اللازمة للصناعة.
وقال إن المستثمرين الذين اتجهوا للتصنيع المحلى مثل شركتى LG وسامسونج قاموا بذلك للاستفادة من الخصم الجمركى على منتجات التليفزيون، الذى تصل نسبته إلى %30، وهو ما لا يتوفر بالنسبة لأجهزة التابلت والموبايل.
واقترح إنشاء مراكز للإبحاث والتطوير RND بهدف تصميم الدوائر الإلكترونية الخاصة بالهواتف والحاسبات وجميع الأجهزة الإلكترونية ثم تنفيذ تلك التصميمات فى الصين، مثلما تفعل شركتا آبل وسامسونج وغيرها.
ونوه بأن دول مثل البرازيل وجنوب أفريقيا لديها خطط جيدة فى مجال تصنيع الإلكترونيات، ويفرضان %40 جمارك فقط على المنتجات الإلكترونية وهو ما دفع المستثمرين إلى الاتجاه إليها.