الإعلام الإخباري التليفزيوني «يتحسس مسدسه» بعد الإعلان عن إطلاق قناة الـ B.B.C

الإعلام الإخباري التليفزيوني «يتحسس مسدسه» بعد الإعلان عن إطلاق قناة الـ B.B.C
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 30 أكتوبر 05

أيمن عبدالحفيظ ــ علاء الطويل:
 
في إطار الزخم الاخباري والإعلامي الذي تتمتع به منطقة الشرق الأوسط جاء إعلان هيئة الإذاعة البريطانية «B.B.C World Ltd » عن إنشاء قناة تليفزيونية ناطقة باللغة العربية تبدأ البث عام 2007 ولن يقتصر تقديم خدماتها علي البث التليفزيوني وانما سيشمل استخدام التقنيات الحديثة مثل الهاتف المحمول و PDA المحمول الكفي، وخدمات الجيل الثالث التي ستمكن حاملي هذه الأجهزة من متابعة أخبار هذه القناة.

 
 وبينما يري البعض ان هذه القناة موجهة بشكل مباشر لمنافسة القنوات الاخبارية العربية وسحب البساط من تحت الجزيرة والعربية إلا ان العديد اتفقوا علي انها ستثري العمل الإعلامي العربي بما تتمتع به الـ بي بي سي من درجات عالية من الثقة والمصداقية داخل الشارع العربي وهو الوتر الاساسي الذي سترتكز عليه هذه القناة الجديدة.
 
من جانبه اعتبر عبداللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري اطلاق هذه القناة بمثابة اضافة مهنية وموضوعية للمتلقي العربي والإعلام الناطق باللغة العربية، مشيراً إلي ان وجودها سيؤدي لخلق روح منافسة مختلفة في هذا المجال وسيكون دافعاً للتطوير والتجويد.
 
وخالف المناوي الرأي القائل بإن اطلاق هيئة الإذاعة البريطانية للقناة التليفزيونية الناطقة بالعربية سيؤدي لسحب البساط من القنوات الاخبارية العربية والناطقة بها الموجودة حالياً، ورأي انها ستكون أحد الأسباب القوية لدفع القنوات الأخري للتطوير وستمثل تحدياً جديداً وعاملاً منشطاً للأفضل.
 
وفيما يتعلق بوضعية قطاع الأخبار وفرص منافسته علي جذب المشاهد المصري والعربي رأي عبداللطيف المناوي أن القطاع يمتلك أدوات تحتاج إلي التفعيل لاستعادة ثقة المتلقي المصري بشكل عام وتغطية كافة الأحداث التي قد يهتم بها.
 
وأقر بأن ضعف الإمكانات المادية يمثل عائقاً أمام القطاع، إلا ان الأمر يحتاج إلي التوظيف الصحيح للإمكانيات الموجودة والاهتمام بجودة التشغيل، والبحث عن موارد جديدة لتدعيم إمكانياته.
 
وأوضح رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري انه علي صعيد ايجاد موارد جديدة يبرز اتجاهان الأول لايزال قيد الدراسة ويتمثل في التعامل مع المنتج الأخباري علي انه منتج يمكن تسويقه إعلانياً دون تأثير في المضمون، وان تظهر إلي النور برامج اخبارية ترعاها مؤسسات وشركات، مضيفاً انه يجري بحث صيغة مناسبة لاستغلال مساحة المشاهدة العالية للمنتج الاخباري.
 
اما الاتجاه الثاني فيتمثل في قرار وزير الإعلام الذي يحدد العلاقة بين مؤسسة التليفزيون والدولة، وطلب رئيس الوزراء د. أحمد نظيف من الجهات التي تحصل علي خدمات من التليفزيون ان يكون ذلك لقاء أجر.
 
وأكد المناوي ان تفعيل هذه الأمور كفيل بزيادة موارد التليفزيون بشكل عام والقطاع بشكل خاص، مما يؤدي إلي دعم قدرته علي المنافسة مع القنوات الاخبارية العربية.
 
اما الدكتور فاروق أبو زيد عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة فرأي ان توافر المصداقية في مستوي الخدمات التي تحققها إذاعة بي بي سي الناطقة للغة العربية كان الحافز الأكبر للهيئة في عزمها اطلاق قناة تليفزيونية اخبارية وإعلامية باللغة العربية، بما يحافظ علي نفس المستوي في الثقة في الاداء الإعلامي بالاضافة إلي توافر الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها.
 
واعتبر أبو زيد ان اهتمام B.B.C ببث قناة تليفزيونية بمنطقة الشرق الأوسط يرجع إلي كون هذه المنطقة أحد مراكز صنع الأحداث الاخبارية حول العالم مع لندن وباريس وواشنطن وطوكيو، وهو أحد أهم المعايير التي تهتم بها هيئة الإذاعة البريطانية، مشيراً إلي سعي المجتمعات الغربية للتعرف بوضوح علي المشاهد داخل الرأي العام العربي من خلال التواصل الإعلامي عبر محطات إذاعية وقنوات تليفزيونية.
 
واستشهد أبو زيد بصور تمويل قناة الحرة الفضائية عبر منحة من الحكومة الأمريكية وكذلك إذاعة مونت كارلو من الحكومة الفرنسية وقناة «العالم» الممولة من الحكومة الإيرانية
 
ويري المعنيون بشئون الإعلام ان سعي هيئة الإذاعة البريطانية لبث قناة فضائية عربية يرجع في المقام الأول إلي تحقيق أهداف السياسة الخارجية البريطانية في منطقة الشرق الأوسط والتي صاحبها انخفاض كبير في مستوي تحقيق هذه الأهداف في أعقاب الحملة الأمريكية البريطانية المشتركة لغزو العراق، ثم يأتي بعد ذلك مراعاة تقديم خدمات إعلامية تتمتع بمصداقيات جيدة لجمهور الفضائيات العربية.
 
واستبعد الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة ان تكون القناة التي تعتزم هيئة الإذاعة البريطانية اطلاقها في بداية 2007 موجهة بشكل مباشر لسحب البساط من (القنوات الاخبارية العربية ) وانما سخونة الأحداث في المنطقة كانت هي الدافع الأكبر في الوقت ذاته فضلاً عن وجود بعض الرقابة علي وسائل الإعلام العربية وهو ما يعد ميزة اضافية للقناة الجديدة.
 
واعتبر العالم ان ثمة صعوبات قد تواجه هذه القناة في ظل تعاظم أعداد القنوات العربية بمختلف تخصصاتها والتي زادت علي 200 قناة اضافة إلي ان تقييم هذه القناة قد يحتاج إلي مزيد من الوقت بعد انطلاقها عام 2007 واعتقد العالم ان سعي القناة الجديدة لتوفير محتوياتها الإعلامية عبر التقنيات الحديثة مثل أجهزة الهواتف المحمولة، المحمول الكفي «PDA » ربما يمنحها ميزة نسبية عن القنوات الأخري الموجودة وهو ما يسهل من مهمتها للوصول إلي أكبر شرائح من الجمهور المستهدف من حائزي الأطباق الفضائية «الدش».
 
يذكر ان قناة الجزيرة الاخبارية التي تبث من قطر دشنت منذ فترة خدمة جديدة هي «الجزيرة موبايل» لاطلاع المشتركين بها علي آخر المستجدات علي الساحة عبر رسائل تصلهم علي هواتفهم المحمولة.
 
واوضح حسام السكري مدير القسم العربي في إذاعة الـ«بي. بي. سي» في تصريحات صحفية انه بالقناة الجديدة ستكتمل أضلاع المثلث للبث العربي بعد الإذاعة والموقع الإلكتروني، مضيفاً ان إنشاء هذه القناة جاء بعد استطلاع رأي اجرته الـ«بي. بي. سي» في 7 عواصم عربية هي القاهرة والرياض ودبي وعمان ومسقط والكويت وبيروت والذي أكد ان %85 من الجمهور المستهدف سيتابع هذه القناة.
 
وستعتمد هيئة الإذاعة البريطانية علي توسعة مكتب القاهرة التي ستكون أولي مراحل البث منها اضافة إلي ان الطاقم الجديد سيشمل صحفيين ممن يعملون حالياً في الإذاعة الناطقة بالعربية وكانت هيئة الإذاعة البريطانية قد أعلنت منتصف الأسبوع الماضي عن اغلاق 8 من الإذاعات الدولية التابعة لها في منطقة شرق ووسط اوروبا بهدف توفير 35 مليون دولار لتمويل القناة الجديدة التي ستبدأ البث في بداية 2007 بواقع 12 ساعة يومية وستكون مجانية للمشاهدين، وبدأت الهيئة في تجربة لم تستمر طويلاً عام 1996 في اطلاق قناة عربية إلا انها واجهت العديد من الصعوبات أبرزها افتقاد العثور علي الدعم المالي وبعض الصعوبات الإدارية.
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 30 أكتوبر 05