كاتبة ومؤلفة من طراز خاص، قدمت للسينما فيلم »مبروك وبلبل« عام 1998 بطولة الفنان الكبير يحيي الفخراني، وإخراج ساندرا نشأت، وبعدها اتجهت للدراما التليفزيونية فكتبت مسلسل »الملك فاروق« الذي عرض في رمضان 2007، وأخرجه المخرج السوري حاتم علي، وهي تستعد الآن لتقديم مسلسل »محمد علي« بعد أن فشلت محاولات تقديم العمل كفيلم سينمائي.
|
لميس جابر |
هي الكاتبة الدكتورة لميس جابر، التي تؤكد في البداية ان هناك العديد من الأسباب التي حالت دون قدرتها علي طرح قصة حياة »محمد علي« كفيلم سينمائي، ومن بين تلك الأسباب تأثير الأزمة المالية العالمية علي شركات الانتاج السينمائي في مصر.
وأشارت جابر الي انها اتفقت مع شركة »جود نيوز« علي انتاج قصة »محمد علي« كفيلم سينمائي طويل تتجاوز مدة عرضه ثلاث ساعات، في عودة الي الأفلام الروائية الطويلة، وبالفعل تم الاتفاق مع المخرج »حاتم علي« علي أن يقوم بإخراج الفيلم وأن يبدأ في اختيار فريق العمل، إلا أن الشركة المنتجة فاجأت الجميع بمطالبتها بضرورة اختصار الفيلم لتقل مدة عرضه عن ساعة ونصف الساعة، بدلاً من ثلاث ساعات، بدعود ان مشاهد الأفلام السينمائية قد تغير ولم يعد قادراً علي احتمال مشاهدة فيلم سينمائي لمدة ثلاث ساعات.
وتضيف جابر انها قامت فعليا باختصار الفيلم، الا انها فوجئت وللمرة الثانية بتأجيل تنفيذ العمل أكثر من مرة، إلي أن وصلت الي حقيقة ان العمل لن يخرج الي النور، وعندما علمت شركة »كنج توت« ان »محمد علي« قد فشل في ان يخرج بصيغة سينمائية عرضت عليها ان يتم إنتاجه في صورة درامية، ومن المقرر ان يبدأ التصوير بعد موسم رمضان المقبل.
وتؤكد لميس جابر، ان فشلها في تقديم »محمد علي« في صيغة سينمائية كان سبباً في انتاج عمل آخر لا يقل أهمية عن محمد علي وهو مسلسل »الملك فاروق« الذي كان قد تم تأجيله من قبل منذ عام 2000 حينما كان الدكتور صفوت الشريف وزيراً للإعلام، لكن القصة لم تلق اعجاب الشريف لانها كانت ترصد حياة الملك فاروق بعيداً عن الخمر والنساء، وهو ما أدي الي تأجيل العمل حتي عام 2007، حيث فوجئت بالمخرج القدير حاتم علي يتصل بي ويعرض علي ان نقدم العمل معاً علي ان يكون الانتاج لقناة الـ»ام. بي. سي« وبالفعل خرج الملك فاروق للدراما ناجحاً ومبهراً لاقصي حد.
وعن رأيها في مستوي الانتاج السينمائي في مصر، تؤكد جابر »ان السينما الحقيقية صناعة تعتمد علي الجودة، وليس علي مبدأ الربح والخسارة« مدللة علي ذلك بالنجاح التجاري السينمائي الذي حققته شركة »السبكي« نتيجة فهمها الصحيح لسوق السينما، واعتمادها علي الجودة والربح في آن واحد، مقارنة بشركة »جود نيوز« التي تعتمد علي مبدأ الربح والخسارة بعيداً عن الجودة وهو ما جعلها تتأخر كثيراً مقارنة بشركة »السبكي«.
وأبدت جابر استياءها من مفهوم الاحتكار الذي تعاني منه السينما المصرية، والذي يؤدي الي وضع النجوم السينمائين في قالب جامد واستغلالهم من قبل شركات الانتاج التي تمنعهم من التعامل مع رؤي سينمائية مختلفة، الا انها عادت لتعرب عن تفاؤلها بمستقبل السينما في الفترة المقبلة، في ظل وجود نجوم شباب يتميزون بالذكاء، مثل أحمد حلمي، ومحمد هنيدي وغيرهما.
وانتقدت جابر مفهوم السينما النظيفة وغير النظيفة معتبرة ان ذلك مسيمات خالية من القيمة والمعني الذي يخدم الفن والسينما، مؤكدة ان استخدام العري أو التحشم لا يرتبط علي وجه الاطلاق بسينما نظيفة أو غير ذلك، لا سيما انه يرتبط بالقيمة التي تقدمها السينما وليست القيم الأخلاقية التي تسيطر عليها، وأرجعت جابر أسباب انتشار مفهوم السينما النظيفة الي الإعلام الذي أصبح يمارس الارهاب ضد الفن والفنانين، مستخدما في ذلك تغير طبيعة الجمهور المصري الذي تحول الي داعية يحرم الأمور ويحللها كيفما يري.
وطالبت جابر بضرورة ان يعمل صناع السينما علي صياغة ذوق المشاهد وليس الانسياق ورائه، وذلك لأن آراء الجمهور تتفاوت من عمل الي آخر، مدللة علي ذلك بأن الجمهور أعجب جداً بفيلم لمحمد سعد، وأعجب أيضا بفيلم »رسائل البحر« لدواد عبدالسيد.