واصلت الضغوط البيعية الأجنبية مداهمة البورصة للجلسة الثالثة علي التوالي لتجبر كل الأسهم القيادية علي التقهقر ليصل معظمها إلي مستويات لم تشهدها منذ شهر سبتمبر الماضي، وسط سيطرة حالة من الذعر علي المتعاملين في السوق المحلية. وقد انعكس ذلك بشكل مباشر علي مؤشرات البورصة والتي سجلت أعنف تراجع منذ شهر يونيو الماضي، الذي سجلت فيه البورصة أدني مستوي علي
المدي المتوسط عند 5800 نقطة، ليغلق مؤشر »EGX 30 « تعاملات الثلاثاء عند مستوي 6693.58 نقطة، فاقدا %3.14 عن إغلاق أمس الأول وبنسبة %6.5 في 3 جلسات حيث بدأ الأسبوع بـ7156 نقطة. كما سجل تراجعاً بنسبة %6.28 عن إغلاق الأسبوع الماضي. وقاد المتعاملون الأجانب الهبوط العنيف للبورصة خلال التعاملات الصباحية لجلسة الثلاثاء مستحوذين علي %43 من التنفيذات الصباحية بصافي بيع 40 مليون جنيه، مما ضغط علي حركة المؤشر ليهوي إلي ما دون مستوي دعم 6820 نقطة لأسفل، تتبعه حالة من الذعر البيعي من قبل المتعاملين بشكل عام بالسوق، بما فيها المؤسسات، تزامناً مع تسجيل محاولة الانتحار الثالثة في يومين متتالين في مصر، ليستأنف المؤشر الهبوط إلي مستوي الإغلاق.
وتوقع محللون فنيون بالسوق أن تحاول البورصة التماسك قرب منطقة دعم 6600 نقطة، والتي توازي مستويات سعرية متدنية لمعظم الأسهم القيادية، التي رجحوا عودة القوي الشرائية من جديد عندها، ونصحوا المستثمرين بعدم الانسياق وراء المبيعات العشوائية حيث توقعوا أن تتراجع حدة الضغوط البيعية بسبب المستويات السعرية المتدنية التي بلغتها كل الأسهم في السوق بشكل عام.
وقال إيهاب السعيد، رئيس قسم التحليل الفني، عضو مجلس الإدارة بشركة أصول للسمسرة، إن البورصة واصلت التعرض أمس لموجات بيعية من العيار الثقيل من قبل المستثمرين الأجانب، مما أجبر مؤشر EGX 30 علي التراجع إلي ما دون مستوي دعم 6870 نقطة، والإغلاق عند مستوي 6690 نقطة تقريباً ليسجل بذلك أدني مستوي منذ مطلع ديسمبر الماضي.
ومن المتوقع أن تحاول السوق التماسك اليوم بالقرب من منطقة دعم 6680/6600 نقطة، الأمر الذي أرجعه إلي المستويات السعرية المتدنية التي بلغتها معظم الأسهم القيادية، وهو ما قد يؤدي إلي انخفاض حدة الضغوط البيعية.
أضف »السعيد« أن الضغوط البيعية للأجانب خلال النصف الأول من الجلسة تبعتها حالة ذعر بيعي من قبل المستثمرين المصريين والعرب أيضاً، خاصة بعد تسجيل حالة الانتحار الثالثة، وهو ما انعكس علي أسعار الأسهم المتوسطة والصغيرة التي يتعامل عليها المصريون والتي تراجعت بحدة ليتخلي مؤشرها عن كل المكاسب التي حصدها منذ مطلع العام. ونصح »السعيد« المستثمرين بعدم الانسياق وراء عمليات البيع العشوائية مؤكداً أن أي تراجع عنيف للبورصة تتبعه حركة ارتداد تصحيحية لأعلي والتي ينصح عندها بتخفيف المراكز.
وتوقع »السعيد« أن يتماسك عدد من الأسهم القيادية بالقرب من مستويات الدعوم التي توازي مستوي دعم 6600 نقطة بالنسبة للمؤشر مثل البنك التجاري الدولي عند مستوي 39.5 جنيه، و272 جنيهاً بالنسبة لسهم أوراسكوم للإنشاء والصناعة »OCI «، و7.7 لسهم طلعت مصطفي، و30 جنيهاً لهيرمس، و4.15 جنيه لأوراسكوم تليكوم »O.T «، و19 جنيهاً لحديد عز.
من جانبه قال إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفني بشركة النعيم القابضة، إن البورصة شهدت علي مدار الجلستين الماضيتين أعنف تراجع منذ تعاملات شهر يونيو الماضي، والذي تراجعت فيه البورصة إلي مستوي 5800 نقطة، لتسجل خلال جلسة الثلاثاء أدني مستوي لها منذ مطلع ديسمبر.
وتوقع »النمر« أن تتماسك سوق المال بالقرب من مستوي دعم 6680/6600 نقطة الذي اعتبره كفيلاً برد الأسعار السوقية للأسهم لأعلي علي المدي القصير جداً، مؤكداً حفاظ السوق علي مسارها العرضي علي المدي المتوسط.
وفيما يخص الأسهم القيادية، قال رئيس قسم التحليل الفني بشركة النعيم القابضة إن سهم البنك التجاري الدولي سجل أمس أدني مستوي سعري له منذ تعاملات منتصف سبتمبر الماضي، عند مستوي 39.4 جنيه، قبل أن يغلق عند مستوي 39.9 جنيه وفقاً لسعر آخر تنفيذ. ومن المرجح للسهم أن يتماسك عند تلك المستويات ليعاود استهداف منطقة 41.5 جنيه من جديد.
في سياق متصل أشار »النمر« إلي أن سهم أوراسكوم للإنشاء والصناعة »OCI « تراجع إلي ما دون مستويات 2011 ليسجل مستوي 270 جنيهاً قبل أن يغلق عند مستوي 247 جنيهاً وفقاً لمستوي آخر تنفيذ. ومن المرجح للسهم التماسك عند 270 جنيهاً ليستهدف من جديد مستوي 282 جنيهاً.
ولفت »النمر« إلي أن سهم أوراسكوم تليكوم بلغ أمس مستوي 4.1 جنيه مسجلاً بذلك أدني مستوي سعري منذ مطلع نوفمبر الماضي، رغم الإعلان عن الموافقة علي صفقة الاندماج مع »فيمبلكوم« ومن المتوقع للسهم التماسك عند ذلك المستوي لإعادة استهداف منطقة 4.35 جنيه، خاصة أن السهم تمكن من الإغلاق عند مستوي 4.2 جنيه وفقاً لسعر آخر تنفيذ.
وأشار رئيس قسم التحليل الفني بشركة النعيم القابضة إلي أن سهم شركة طلعت مصطفي تراجع أمس إلي مستوي 7.75 جنيه ليصل بذلك إلي مستواه المستهدف قبل أن يغلق عند مستوي 7.99 جنيه، ومن المرجح للسهم أن يواصل الارتداد لأعلي مستهدفاً منطقة 8.1 تليها 8.2 جنيه.
ولفت »النمر« إلي أن سهم المجموعة المالية هيرمس كان من أفضل الأسهم أداء حيث أغلق تعاملات الثلاثاء عند مستوي 32.5 جنيه، والذي يعد مستوي مقاومة مهماً لحركة السهم. فإذا تمكن من اختراق مستوي المقاومة لأعلي يستهدف منطقة 33.4 جنيه، في حين إذا ما تراجع لما دون مستوي دعم 30.5 جنيه سيستهدف منطقة 28.25 جنيه.
وأوضح »النمر« أن سهم المصرية للمنتجعات السياحية بلغ مستوي 1.89 جنيه والذي يعد الأدني منذ تعاملات سبتمبر الماضي، مشيراً إلي أن السهم تمكن من الارتداد من مستوي الدعم 1.89 جنيه ليغلق عند مستوي 1.92 جنيه، ومن المرجح للسهم مواصلة الارتداد لأعلي مستهدفاً منطقة 2 جنيه من جديد.
وفيما يخص سهم سوديك، قال »النمر« إن السهم تراجع أمس إلي ما دون مستوي 100 جنيه. وبلغ منطقة دعم 97 جنيهاً قبل أن يغلق عند مستوي 100.25 جنيه، ومن المتوقع للسهم أن يتماسك اليوم مستهدفاً منطقة 104 جنيهات من جديد.
وتراجعت البورصة بعد أن تم التعامل علي 157.78 مليون سهم بقيمة 1.392 مليار جنيه، في حين أنهي الأجانب تعاملات الثلاثاء محتلين %33.36 من التنفيذات، بصافي بيع 226.45 مليون جنيه، في الوقت الذي واصل فيه العرب اتجاههم الشرائي علي المدي القصير جداً بصافي قيمة 56.24 مليون جنيه مشكلين %9.63 من السوق، في حين سجل المصريون صافي شراء 170.2 مليون جنيه مستحوذين علي %57.01 من التعاملات.
واللافت أن الارتفاع الملحوظ في تعاملات كل من الأجانب والعرب كان علي حساب حصة المصريين من السوق.
واتجهت المؤسسات إلي البيع مستحوذة علي %49.92 من التعاملات في الوقت الذي احتل فيه الأفراد %50.07 من السوق.