يرجح معظم الخبراء والمحللين أن تشهد تعاملات الأسبوع الجاري في سوق الأوراق المالية الأمريكية، بدءاً من يوم غد »الاثنين«، استمرار موجة التراجع التي سيطرت علي أسعار الأسهم في بورصة وول ستريت طوال الأسبوع الماضي، وذلك علي الرغم من قرار مجلس الاحتياط الفيدرالي خفض معدل الفائدة بنسبة %0.75 إلي %3.5، الذي جاء ضمن حزمة إجراءات أخري لدفع أنشطة الاقتصاد الأمريكي بعيداً عن شبح الركود.
وفي حين انتعشت التعاملات واتجهت أسعار الأسهم إلي الصعود في الغالبية العظمي من البورصات الآسيوية عقب الإعلان عن خفض معدل الفائدة الأمريكي، فإن المحللين مازالوا يشعرون ببعض المخاوف من التأثير السلبي المحتمل لتراجع أنشطة الاقتصاد الأمريكي علي أسواق الأسهم الآسيوية.. بينما تأثرت تعاملات البورصات الأوروبية سلبياً بتراجع الأسهم الأمريكية في »وول ستريت«، رغم اتساع نطاق الآمال في بدء نهوض القطاع العقاري، الذي يبدو الآن أكثر تماسكاً.
وقد انهت البورصات الأمريكية تعاملات الأسبوع الماضي علي مسار الانخفاض، حيث شهد إغلاق يوم الجمعة الماضي تراجعاً لمؤشر »ناسدال« إلي 2326.2 نقطة، بتراجع بلغت نسبته %1.47عن آخر إقفال سابق، وبتراجع مواز بلغت نسبته %5.59 عن إغلاق يوم الجمعة قبل الماضي.
كما تراجع مؤشر »استاندر آند بورز« علي مدي تعاملات الأسبوع الماضي بنسبة %0.41، أو ما يعادل 5.42 نقطة علي مدي الأسبوع، ليصل في إغلاق الجمعة الماضي إلي 1325.19 نقطة.
ويتوقع المتعاملون استمرار حالة التراجع التي تمر بها الأسواق الأمريكية، رغم قرار مجلس الاحتياط الفيدرالي بخفض الفائدة، إضافة إلي حزمة المحفزات التي أعلنت عنها الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي في إطار خطة بقيمة 140 مليار دولار، فضلا عن موجة التكهنات الأخيرة بضخ سيولة لقطاع التأمين لإنعاشه من جديد.
وفي المقابل شهدت البورصات الآسيوية تطورات إيجابية خلال الأسب وع الماضي في أعقاب صدور قرار مجلس الاحتياط الفيدرالي الأمريكي خفض معدل الفائدة، حيث أغلق هبوط مؤشر »نيكاي« الياباني من إجمالي تعاملات الأسبوع الماضي بنسبة %1.67 إلي ما يعادل 13861.29 في إغلاق الجمعة الماضي، وفي بورصة هونج كونج أغلق مؤشر هانج سانج مرتفعاً بنسبة %6.7 ليسجل 25122 نقطة حيث ساعد النشاط الكبير لقطاع البنوك علي إنعاش تعاملات اليوم الأخير في الأسبوع الماضي.
أما في أوروبا، فقد أعلن مؤشر »فاينانشيال تايمز 100« يوم الجمعة الماضي عن تراجع بلغت نسبته %0.12 حيث خسر سبع نقاط خلال تعاملات الجمعة الماضية، إلي ما يعادل 5901.7 نقطة، بانخفاض نسبته %0.55 كما تراجع مؤشر »فاينانشيال تايمز« للشركات الكبري في أوروبا بنسبة %0.5 ليسجل 1329.77 نقطة.
ويري المحللون أن هذا التراجع الطفيف يمثل مؤشراً علي أن مشاعر الخوف لدي المتعاملين قد تقلصت، واتجهت نحو التفاؤل حيال مستقبل أسواق الأسهم خلال الفترة القليلة المقبلة، وذلك في ظل التوقعات باستمرار موجة التراجع السعري في البورصات الأمريكية والأوروبية لنهاية الأسبوع.