أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أن الأزهر الشريف كان في مقدمة المؤسسات التي أظهرت الدعم لاستضافة مصر لمؤتمر المناخ القادم COP 27، وساهمت بالأفكار والرؤى البناءة، مشيدة بخطبة فضيلة شيخ الأزهر في الفاتيكان حول المناخ والتي تعد رسالة لما ستقدمه مصر من نموذج رائد للعالم من خلال استضافتها لأكبر مؤتمر دولي متعدد الأطراف يمش قضية حيوية لاستمرار البشرية، والعمل على بناء أجيال قادمة واعية وقادرة على التصدي لآثار تغير المناخ.
مؤتمر المناخ القادم COP 27
جاء ذلك خلال إعلان مبادرة مناخنا حياتنا تحت رعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، في إطار تشجيع المشاركة العامة لمواجهة التحديات العالمية لآثار تغير المناخ، في إطار تحضيرات استضافة مؤتمر المناخ القادم COP 27، والحوار الوطني للمناخ، وذلك بحضور الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف ، والدكتور نظير محمد عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية والدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر.
وأشارت وزيرة البيئة إلى أن عنوان المبادرة يوضح مدى تأثير البيئة وخاصة تغير المناخ على الحياة اليومية للأفراد، وما أنعم بها الله من نعم على البشرية، والعمل على تغيير ما تسبب فيه الإنسان من ممارسات غير رشيدة، مشيرة إلى الحملة الإعلامية التي أطلقتها وزارة البيئة تحت عنوان “رجع الطبيعة لطبيعتها” والتي تسعى للتوعية بضرورة التصدي للخلل في التوازن البيئي واتزان الكون الذي يعتمد كل عنصر فيه على الآخر.
وأثنت الوزيرة على محاور المبادرة التي تتسم بالشمولية والتكامل والابتكار، حيث تبدأ بالتوعية ثم التدريب والأبحاث حتى جنى الثمار، والتكامل بين المتخصصين في علوم البيئة والمناخ والعلوم الشرعية، مما يحقق دمج حقيقي لبعد تغير المناخ وربطها بالشريعة الإسلامية، كما أنها مبتكرة لاعتمادها على وسائل التواصل الاجتماعي والقوافل المباشرة، ما يساهم في تقديم مبادرة مميزة تبرز صورة الجمهورية الجديدة التي تقوم على تكاتف كافة أطياف الشعب، وتمتد إلى ما بعد إقامة مؤتمر المناخ COP 27.
وأوضحت الوزيرة أن المبادرة تتضمن تنفيذ قافلة أسبوعية لمدة عام، وحملة توعية شهرية، 24 ورشة عمل، وتدريب 100 واعظ وواعظة في مجال التوعية بتغير المناخ بالتعاون بين مركز الأزهر للفلك الشرعي وعلوم الفضاء والمراكز البحثية المتخصصة، بالإضافة إلى تنظيم زيارات ميدانية للواعظين لمراكز بحوث المناخ، وتنظيم مسابقة عالمية حول الرؤية الشرعية لبحوث المناخ، وتقديم إصدار متخصص ضمن إصدارات مجمع البحوث الإسلامية حول المناخ.
وتقدمت وزيرة البيئة خلال المؤتمر بخالص التعازي للكنيسة المصرية في ضحايا حادثة كنيسة أبو سيفين بامبابة، متمنية الشفاء للمصابين وأن يلهم الله ذوي الضحايا الصبر والسلوان.
من جانبه أوضح الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف أن مبادرة “مناخنا .. حياتنا” مبادرة يفرضها علينا واجبنا الديني والوطني ناقلًا تمنيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بنجاح هذه المبادرة وأن تؤتي ثمارها لتكون خطة جادة على طريق الوعي المناخي في هذه الفترة الهامة، مشيدا بجهود الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة في هذا الملف.
وأكد الدكتور محمد الضويني، أن ما يشهده العالم حاليًا من نهضة علمية و تكنولوجية غير مسبوقة فى شتى المجالات كان لها بجانب التأثير الإيجابي على البشرية تاثيرًا سلبيًا بتحويل الإنسان من كائن مصلح ومعمر إلى كائن مستهلك، مشيرا أن الغرب قد فطن إلى ذلك حيث منح تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ العام موعدا نهائيا واضحا لتجنب الكارثة اذ يجب بحلول عام 2030 خفض انبعاثات الغازات الدفينة حتى لا تحدث كارثة مناخية يصعب تداركها.
وأشار الضويني إلى أنه انطلاقا من الجانب الديني والوطني رحب الأزهر الشريف بإبرام بروتوكول تعاون مع وزارة البيئة في يوليو الماضي، لتعزيز سبل التعاون المشترك في مجال التوعية الخاصة بالبيئة على مستوى الجمهورية ورفع الوعي البيئي، بداية من أبنائنا الطلاب بمختلف المراحل التعليمية في المعاهد والكليات مرورا بالعاملين به وانتهاء بالمجتمع بشكل عام، وذلك بما يملكه الأزهر الشريف من تأثير قوي وداعم فى المجتمع الإسلامي خصوصًا والمصري عمومًا.
وأضاف أن الأزهر الشريف استقرأ الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية ووقف على ما تضمنته من أهداف رئيسة وما تفرع عنها من أهداف فرعية، مشيرا إلى أنه وفقا لذلك أعد الأزهر الشريف خطة تنفيذية متكاملة تعليمية ودعوية وتدريبية حيث يشارك فى تنفيذها قطاعات الأزهر المختلفة، وقد قام مجمع البحوث الاسلامية بهذه المبادرة الطيبة التي تسعى إلى محو الأمية المناخية وتعليم الناشئ عظم نعم الله عليهم.
وأوضح وكيل الأزهر الشريف أن مبادرة اليوم “مناخنا .. حياتنا” جاءت لتكون ثمرة طيبة لإتمام هذا التعاون المشترك وخطوة مهمة من خطوات الأزهر الشريف في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، وترجمة بنود بروتوكول التعاون بين الأزهر الشريف ووزارة البيئة على أرض الواقع، حيث تستهدف تنفيذ عدد من البرامج الأنشطة لتوعية فئات المجتمع المختلفة بضرورة العمل على الحد من مخاطر التغيرات المناخية.
ومن جانبه، أكد الدكتور نظير عياد أن هذا اللقاء يأتي تجاوباً مع توجيهات القيادة السياسية، بضرورة تضافر المؤسسات وتكاملها للقيام بما ينبغي تنفيذه من اجل رؤية موحدة ايجابية تتعلق بقضايا الواقع ومشكلات المجتمع، كما يأتي أيضا تنفيذا لتعليمات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ، بضرورة الاشتباك مع قضايا الواقع بكل أبعاده والعمل على إيجاد حلول واقعية، ومن ثمة تم إطلاق مبادرة “مناخنا.. حياتنا”، والتي تأتي لتؤكد على العلاقة الإيجابية بين الواقع والإنسان، فالله جعل الإنسان خليفة في الأرض وهذه الخلافة تفرض على الإنسان المحافظة على الكون وموارده، باعتباره المعمر الرئيسي لهذه الموارد، كما أن تلك المبادرة تؤكد على علاقة إيجابية بين الإنسان وذاته في مقاصد الشريعة الإسلامية تقوم على المحافظة على عدة مقاصد ولا تقوم الحياة بدونها وهي الدين، والنفس، والنسل، والعقل، والمال.
وتابع: ينبغي أن ينظر الإنسان الى نفسه بأنه مأمور بالمحافظة على النفس ومنها المراعاة للحقوق والواجبات التي توجد في هذا الكون ، وعدم التعدي عليها لأنه ظلم كبير لنفسه، فجميع الكتب المقدسة اتفقت على ضرورة الحفاظ على البيئة، والقرآن الكريم يسير جنبا إلى جنب في الدعوة إلى الحفاظ على الكون وموارده.
واستكمل عياد، أن المبادرة جاءت لتقدم رؤية أزهرية علمية ، لمواجهة التغيرات المناخية وتحقيقا لاستراتيجية الدولة تجاه تلك القضية، كما تأتي تلك المبادرة تتويجا لمجموعة من اللقاءات المتعددة بين الأزهر الشريف ووزارة البيئة، والذي أثمر عن توقيع بروتوكول تعاون بين الطرفين، فهذه المبادرة تعد خطوة من خطوات تلك الاتفاقية، كما اتفق الطرفان على أن تكون رسالة المبادرة تتمثل في ضرورة تكاتف الإنسانية والمجتمعات للعمل على تقديم حلول ابتكارية لمواجهة التغيرات المناخية ونشر ورفع الوعى بمفاهيم المناخ ، بهدف دمج المواطن في أساليب المواجهة.
وقام الدكتور محمد الضوينى بتقديم درعا للدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة تكريما للمجهودات فى الحفاظ على البيئة المصرية ومواجهة تغير المناخ.