الأذرع المتشابكة والأدوار المتوازية.. هو التعبير الدقيق الاقرب الي الواقع الذي يصف ما يقوم به عدد من المؤسسات المالية العربية التي تربط ما بين الاستثمار المباشر وغير المباشر عبر عدد من الاسواق العربية التي تحرك فيما بينها كميات ضخمة من رؤوس الاموال التي تجذب مستثمرين افراد ومؤسسات لتستثمر تارة في اصول انتاجية وتارة اخري في اصول رأسمالية عبر المضاربة بهدف توزيع المخاطر والانتقال من نقطة الي اخري بدعم من تشابك الاذرع في القطاع المالي من البنوك الي البورصة، والسوق العقارية وغيرها بهدف تعظيم الارباح.
نموذج ذلك ما تقوم به «ابراج كابيتال» كتجسيد لعمل صناديق الاستثمار وادارة الاصول والتي لم تقتصر علي النشاط داخل السوق الاماراتي وحده ولكنها عززت ذلك بمد جسور العمل عبر ذراع مالي لا يقل قوة يتمثل في شركة «اموال» التي تشارك فيها «ابراج» بنسبة %25 من اجمالي رأس المال وتدير اصولا في الوقت الراهن تقدر قيمتها بنحو 50 مليون دولار، وكان من بين ثمار هذه الشراكة تأسيس اول صندوق استثمار مشترك في قطر يستثمر في الشركات المدرجة بسوق الدوحة للاوراق المالية، وهو صندوق «بوابة قطر».
وهذه الاذرع المتشابكة تتبادل فيما بينها المساندة في عمليات الاستثمار لتوفر فرص نجاح اكبر لنشاطها في الاسواق العربية المختلفة خاصة في العمليات التي يكون الهدف منها توليد ارباح رأسمالية لفترة من الوقت كما تفعل «ابراج» في ادارة الاصول وعلي غرار عمليتها الشهيرة في الاستحواذ علي «ارامكس» وبيعها بعد توليد الارباح المستهدفة.
وشكل آخر من اشكال الاستثمار تقوم به علي غرار النمط السابق في توليد الارباح ما نجحت «اموال» في الحصول علي حق المضاربة وضمان التغطية للاصدار الاولي العام من شريحة سندات يصدرها بنك «الإثمار» البحريني بقيمة 40 مليون دولار في السوق القطري، وهو ما يصفة خالد راشد عضو مجلس ادارة اموال واحد مهندسي نشاطها البارز في السوق القطري «سيكون اكتتاب بنك الاثمار من بين اكبر عمليات الاكتتاب في البحرين، حيث سيتم طرح 150 مليون سهم للجمهور مقابل 2.25 دولار للسهم الواحد، وهو تقييم متحفظ ـ كما يري ـ في اشارة الي توقع تسارع نمو القيمة السوقية للسهم.
وهذه التطورات تبدو ذات صلة بالغة الاهمية في ظل التطلعات التي كشف عنها مسئولون بـ «ابراج» لـ «المال» لدخول السوق المصرية الذي يلفت اهتمامها بنشاطه المتنامي.