Loading...

الأدباء والكتاب خارج قوائم المرشحين للبرلمان‮!‬

Loading...

الأدباء والكتاب خارج قوائم المرشحين للبرلمان‮!‬
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 19 سبتمبر 10

كتب ـ علي راشد:
 
بخلاف تجارب نادرة، أبرزها تجربة الكاتب الكبير الراحل عبدالحكيم قاسم في الثمانينيات، يعزف الأدباء والمبدعون عموماً عن خوض غمار العمل السياسي، بمعناه التقليدي، مثل الترشح للبرلمان، أو المجالس المحلية وغيرها.. فما السبب، وهل يخشي الأديب، أن يؤثر ذلك علي إبداعه، أم أنه يري في القلم سلاحه الوحيد للتغيير؟ الأسئلة السابقة، تجدد طرحها، بعد غياب تام للأدباء من الروائيين والشعراء، عن قوائم الترشيح لانتخابت مجلس الشعب المقبلة، بخلاف بعض الإعلاميين، أبرزهم جمال الشاعر والمهندس أسامة الشيخ.

 
l

 

في البداية، يقول الروائي فؤاد قنديل، إن المثقفين دائماً في طيلعة المتابعين للشأن العام، وما يحدث علي الساحة السياسية، ومن ثم فهم يعترضون كثيراً علي كل ما يحدث، ولا يري معظهم بأرقة أمل في إمكانية تحقيق الديمقراطية وتداول السلطة، ولا يتوقعون إمكانية تطوير البلاد وتحقيق التنمية، معللاً ذلك بممارسات المؤسسات السياسية، مثل مجلس الشعب، والذي لا ينبئ بإمكانية حدوث أي تقدم علي المستوي السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي، نظراً لعدة أمور، في مقدمتها أن غالبية أعضاء مجلس الشعب ليسوا علي درجة واحدة من الوعي الثقافي، وبعضهم ليس لديهم وعي ثقافي أصلاً، وثانياً أنه لا يستطيع صاحب رأي جيد وحكيم صحيح، أن يضمن التفاف الأعضاء حوله، فضلااً عن افتقاد الرؤية الدقيقة للمستقبل، كما أن مجلس الشعب لا يقوم بدور الرقابة علي السلطة التنفيذية، وغيرها من الأسباب، التي لا توفر مناخاً يشجع الكاتب أو الأديب علي المشاركة، أو خوض الانتخابات.

 
وأكد »قنديل« أنه لو كان المناخ مناسباً لتقدم العديد من الكتاب والأدباء، وأنه شخصياً فكر في ذلك، لكنه لم يستطع التقدم للأسباب السابقة، فضلاً عن الأموال الطائلة التي تتطلبها الدعاية الانتخابية.

 
وعن زعم بعض الأدباء، أنهم إذا تطرقوا إلي السياسة فلن يستطيعوا الجمع بينهاوبين الكتابة، أكد »قنديل« أنه يؤيد هذه المقولة، إلا أن بعض الكتاب لديهم أفكار وطنية وسياسية، ومعرفة عميقة بكثير من القضايا المطروحة علي الساحة السياسية، ويحلمون بالتغيير، لكنهم يفتقدون السبل، ولا يثقون في تحقيق ذلك، ويتصورون أن أفكارهم سوف تبدد دون جدوي، وكأنهم ينطحون في الصخر، فيفقدون السياسة والكتابة معاً.

 
وأضاف أنه لو رشح مائة من المثقفين أنفسهم في الانتخابات، ونجحوا فلن يستطيعوا التغيير، لأن مجلس الشعب يتكون من أكثر من 300 عضو، وسوف يمثل باقي الأعضاء كتلة منسجمة لا تسمح للمجموعة المثقفة بأن تمارس ضغوطها عليهم بأفكار تختلف عن أفكارهم أو اقتراحات تبدد مكاسبهم، ومن هنا فالكاتب لا يستطيع أن يستمر طويلاً في هذه المنظومة، وبذلك لن تتحسن الأحوال السياسية.

 
أما الشاعر محمود قرني، فقال إن الأدباء ينظرون لعملهم الإبداعي باعتباره عملاً فردياً محضاً، يحتاج إلي نوع من التركيز بعكس حالة العمل السياسي، الذي يشتبك مع الواقع واطروحاته، ومن ثم يتصل مباشرة بالناس ومشاكلهم اليومية، بالإضافة إلي اطلاعه بالشأن السياسي العام.

 
وأشار »قرني« إلي ملحوظة أخري تتعلق بفساد الحياة السياسية، بحيث بات ترشيح أحد الأدباء أو المفكرين يعني مشاركة هذا الكاتب بشكل كبير في الفساد العام، دون قدرة حقيقية علي إحداث التغيير، لاسيما أن البنية الأساسية للدولة في حقيقتها، بنية قائمة علي النفاق والأهواء الشخصية، ولن تسمح بأن يكون هناك تداول حقيقي للسلطة أو إقرار للديمقراطية.

 
وأشار »قرني« إلي أن هناك مبالغة كبيرة، فيما يثار عن تأثير الأدباء في الناس، لأسباب عديدة، منها: فقدان الثقة بين الجماهير والمثقف، الذي كان يمثل الطليعة في وقت من الأوقات، ثم تم تهميش الأدب، وإقصاء المشروع الثقافي جملة، وقامت الحكومة بالاستعانة بالحلول الأمنية لأزمات الواقع المصري منذ أكثر من 30 عاماً، ومن ثم فالرهان علي الأدب والأدباء ليس في موضعه.

 
أما الناقد شعبان يوسف، فيقول إن هناك تجارب قليلة للأدباء في خوض انتخابات مجلش الشعب، وكانت فاشلة ففي عام 1989 ترشح الكاتب عبدالحكيم قاسم لعضوية مجلس الشعب، ولم يستمر طويلاً، حيث أصابته انتكاسة وأزمة قلبية أودت بحياته، ومن قبله رشح الناقد الكبيرعبدالعظيم أنيس نفسه عن دائرة العباسية عام 1957، ولم يلق أيضاً النجاح المطلوب، لكن فيما عدا ذلك لم نجد من رشح نفسه من الكبار مثل فاروق شوشة وأحمد عبدالمعطي حجازي وجمال الغيطاني، ومن يرشح نفسه لابد أن يكون له ارتباط سياسي، الكثير من الأدباء يمتنعون عن ذلك، لأن الكاتب لا يستطيع أن يجمع بين البرلمان والأدب معاً، وعليه أن يكتفي بأحدهما.

 
وتؤكد سلوي بكر، أن المصالح الشخصية والفساد هما المهيمنان علي المجالس التنفذية في مصر، ومن يحترم نفسه والناس لن يقترب من هذه الحلقة.

 
وأضافت أن هذا الوطن لايعترف بقيمة الأدب أو الثقافة الرفيعة، لأن الضمير والوجدان في حالة موت، ولا يحتاج للأدب ولا الفن ولا أي خطابات مؤثرة في الضمير، الذي أصبح غائباً.

 

جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 19 سبتمبر 10