«الأتوبيس الترددي» بداية النهاية للنقل العشوائي داخل المدن

مع إنهاء عدد من المحطات والمفاضلة بين 4 تحالفات للتشغيل

«الأتوبيس الترددي»  بداية النهاية للنقل العشوائي داخل المدن
معتز محمود

معتز محمود

8:20 ص, الخميس, 17 مارس 22

أوضح عدد من خبراء النقل واللوجيستيات أن نظام الأتوبيس الترددى السريع على الطريق الدائرى الذى يتم إنشاؤه حالياً، هو بداية لإعادة التوازن لمنظومة النقل داخل المدن.

 وأشار الخبراء إلى أن المشروع سيوفر خدمة جديدة مطابقة للمعايير لوسائل النقل العالمية، ومن ثم فإن عددا كبيرا من المواطنين المعتمدين على المرافق الحالية سيفضلون استخدامه، لاسيما أنه سيكون أفضل من حيث عوامل الأمان والسلامة.

فى الوقت نفسه أكد الخبراء أن تسعير ثمن تذكرة الخدمة يحتاج إلى دراسة تفصيلية تضمن مراعاة أكبر فئة من المواطنين.

واعتبر بعض خبراء النقل والطرق والمرور أن نظام الأتوبيس الترددى السريع هو بمثابة وسيلة انتقال حديثة سيطبق عليها منظومة النقل الذكى، لافتين إلى أنه يعد من وسائل النقل الصديقة للبيئة كونه يتميز بآلات جر كهربائية.

سلطان: المشروع يعد أحدث وسائل المواصلات عالميا.. وتوفيره أصبح ضرورة

فى البداية، أكد الدكتور أحمد سلطان، خبير النقل البحرى واللوجيستيات، أن الأتوبيس الترددى السريع يعد من منظومات النقل الجماعى التى نفتقدها فى مصر، لافتاً إلى أنه خلال السنوات الماضية كان الاعتماد على السيارات الخاصة أو بعض وسائل المواصلات العشوائية للميكروباصات.

واعتبر سلطان أن تنفيذ منظومة الأتوبيس الترددى السريع هو خطوة فى الاتجاه الصحيح وسيتيح مرافق حضارية تملأ فراغا كبيرا بين منظومات النقل الجماعى داخل المدن، وتقديم خدمة مميزة لأصحاب السيارات الخاصة تمكنهم من الاعتماد عليه بدلا من مركباتهم.

وأوضح أن نظام الأتوبيس الترددى السريع BRT على الطريق الدائرى يعيد الاتزان لمنظومة النقل داخل المدن، ويجذب بعض ركاب الميكروباص ووسائل النقل الأخرى التى تفتقر لبعض المتطلبات سواء فى عوامل الأمان أو مستوى الخدمة وذلك بالتوازى مع اكتمال منظومات النقل الأخرى ومنها المونوريل والقطار الكهربائي.

 وأكد سلطان أن نظام الأتوبيس الترددى السريع يعد من ضمن وسائل النقل الصديقة للبيئة التى تقلل الاعتماد على المحروقات والمنتجات البترولية والتى يطلق عليها مصطلح النقل الأخضر.

واعتبر خبير النقل البحرى واللوجيستيات أن منظومة الأتوبيس الترددى السريع يمكن تنفيذها فى بعض المحاور الرئيسية فى القاهرة كمحور المشير وطريق النصر، متوقعاً أن البداية ستكون بالطريق الدائرى، ويتم لاحقاً التوسع فى محاور أخرى.

كما أوضح سلطان أن الإسكندرية من ضمن المحافظات المؤهلة لاستخدام هذه الوسيلة الحضارية فى بعض المناطق الرئيسية وأبرزها طريق الكورنيش، لافتاً إلى أن العائد على المواطن من هذه الوسيلة هو مستوى الخدمة اللائق الذى يسمح له بالتنقل بسهولة وأمان.

وأشار خبير النقل البحرى واللوجيستيات إلى أن الأتوبيس الترددى يصلح تنفيذه فى المحافظات التى تضم حجم نقل ركاب كبيرا فى اتجاه واحد أو على محاور رئيسية واحدة مثل كورنيش الإسكندرية.

وأكد سلطان أن تسعير تذكرة الأتوبيس الترددى يجب أن يكون فى متناول المواطن، حتى يستخدمه ولا يلجأ لاستخدام وسائل مواصلات أخرى.

واقترح أن يكون تسعير التذكرة متعادل بشكل يضمن ديمومة واستمرارية الخدمة حتى لا يتحول المشروع إلى عبء على الدولة ويتدهور مستواه كالسكة الحديد وذلك بالوصول لنقطة التعادل بين حجم الحركة وتكلفة التشغيل.

صلاح: ضمان إقبال الركاب والاعتماد عليه يتطلب سياسة مرنة لسعر التذكرة

بدوره، أكد الدكتور مجدى صلاح، أستاذ الطرق والنقل، أن تنفيذ مشروع النقل الجماعى العام على غرار نظام الأتوبيس الترددى السريع BRT على الطريق الدائرى يعد خطوة هامة فى منظومة النقل، لكنها تأخرت كثيراً.

 وأضاف صلاح أن فكرة نظام الأتوبيس الترددى السريع على الطريق الدائري، تم طرحها منذ أكثر من 30 عاما مع إنشاء هذا الطريق لكنها لم تر النور إلا فى الوقت الراهن.

وأوضح أستاذ الطرق والنقل أن أهمية تنفيذ المشروع تتزايد كون الطريق الدائرى يخدم إقليم القاهرة الكبرى ويمتد لنحو 100 كيلو متر.

وتوقع أن يساهم فى خفض التكدس المرورى وتقليل الازدحام، لافتاً إلى أن أبرز المشكلات التى تعانى منها الطرق المصرية هى الاعتماد على السيارات الخاصة والميكروباصات.

وأشار إلى أن السيارات الخاصة والميكروباصات تنقل كثافات قليلة ولا تؤدى الخدمة المطلوبة لمحافظة مثل القاهرة، على عكس نظام الأتوبيس الترددى السريع الذى يمكن أن يؤدى هذا الدور ولكن إذا تحققت به بعض الاشتراطات.

ولفت إلى أن أبرز تلك الاشتراطات هى أن يكون بمعدل تقاطر قليل يؤدى فى النهاية لتقديم خدمة جيدة للمواطنين، وفى تلك الحالة سيكون من أفضل خدمات النقل العام المتاحة وسيكون هناك إقبال على استخدامه.

وأشار أستاذ الطرق والنقل إلى أن بعض الدول التى تنفذ مشروعات مماثلة تسير فى مسارات منفصلة تماماً عن حركة المرور، وتكون فيها معدلات التقاطر كل ثلاث دقائق وسط ساعات الذروة وتكون طاقتها الاستيعابية مرتفعة.

ولفت صلاح إلى أن هناك العديد من الدول فى العالم التى لديها كثافات سكانية عالية وقررت اللجوء لخدمات النقل الجماعى بأنواعها للقضاء على مشكلات الازدحام، سواء مترو الأنفاق أو الترام السريعة أو الأتوبيس الترددى بشكل منفصل تماماً عن حركة المرور السطحية.

واعتبر أن كافة المحاور الطولية التى تخدم العاصمة الإدارية الجديدة مؤهلة لتشغيل نظام الأتوبيس الترددى السريع، وأيضا بعض المحاور الهامة مثل شارع فيصل وشارع الهرم وشارع ترسا، ولكن شريطة أن يكون مساره منفصلا عن حركة المرور حتى لا يعانى من مشاكل الترام السابقة والمرتبطة بحركة المرور.

وأوضح أن هذا المشروع يمكن تنفيذه فى عدة محافظات شريطة أن يتوافر بها طرق رئيسية تسمح بإيجاد مسار منفصل للنقل الجماعى واستقطاع مسافة 8 أمتار لاستيعاب خط فى الاتجاهين، ولكنها تحتاج لعدة دراسات لتلك المحاور.

واعتبر أن إنشاء هذا المشروع فى منتصف الطريق أفضل على أن يتم إنشاء محطات علوية بسلالم كهربائية، إلا أنه يمكن أيضاً إقامته على جانبى الطريق لو أن عرض الشارع يسمح بذلك.

واستكمل: الأتوبيس الترددى السريع له العديد من الإيجابيات وأبرزها المساعدة فى حل الازدحام المرورى وتخفيض عدد الرحلات الصباحية والمسائية  والتسهيل على المواطنين فى الانتقال من مكان لآخر، لافتاً إلى أنه لا يوجد سلبيات للمشروع إذا تم الإنشاء بطريقة علمية صحيحة.

وذكر أن أبرز العوائد على المواطن هو توفير وقت كبير للانتقال للعمل، بالإضافة إلى الشكل الحضارى وتوافر الخدمة طوال ساعات اليوم.

وأكد أن تسعير الخدمة يحتاج إلى دراسة حتى لا يتحمل سعر التذكرة تكلفة خدمة النقل، دون مشاركة خدمات أخرى.

وأوضح أنه لا يمكن أن يتم تحميل تكلفة الإنشاء والتشغيل والصيانة على سعر التذكرة لأنه سيكون مرتفعا جداً، لافتاً إلى أنه لابد من دعم هذه المشروعات الخدمية عبر توفير خدمات أخرى تساهم فى تخفيض سعر التذكرة.

وأشار إلى أن هذا الدعم عبر إيجاد استثمارات فى شركات التشغيل فى قطاعات أخرى قد تخفف من سعر التذكرة مثل إقامة مولات أو محلات تجارية داخل المحطات مع الاهتمام بالإعلانات.

وتجدر الإشارة إلى أن وزارة النقل بدأت فى إنشاء محطات الأتوبيس الترددى منذ عدة أشهر على الطريق الدائرى حول القاهرة الكبرى، والذى يتم حالياً تطويره وتوسيعه بشكل أفضل مما كان عليه الأول.

وتشمل قائمة محطات الأتوبيس الترددى السريع «محطات- السويس- وموقف العاشر- والمرج – ومسطرد – وبهتيم – وتقاطع الدائرى مع القاهرة الإسكندرية الزراعى».

وسيصبح الطريق 6 حارات للملاكى ثم حارة داخلية مخصصة للأتوبيسات BRT ليصبح الإجمالى 7 حارات فى كل اتجاه، ما عدا فى كوبرى المنيب الذى سيكون الإجمالى 8 حارات فى كل اتجاه.

مهدى: الحافلات الكهربائية أصبحت عنصرا رئيسيا فى خفض التكدس المرورى وتقليل التلوث

 من جانبه أكد الدكتور حسن مهدى أستاذ النقل والطرق والمرور بكلية الهندسة جامعة عين شمس أن إدخال تجربة حافلات النقل السريع  لمصر هى خطوة لتكون بديلاً عن الميكروباص على الطريق الدائرى ، بعد الانتهاء من أعمال تطويره.

وأضاف أن تنفيذ هذه المنظومة يأتى بعد دراسة تجارب الدول المشابهة لمصر وتماثل ظروفها، لافتاً إلى أنه يتم حالياً تنفيذ البنية الأساسية للمشروع.

وأكد أن المشروع يساهم فى تحسين مستوى جودة وسائل النقل العام، والذى سيتيح وجود شاشات لعرض مواعيد الحافلات.

وأشار إلى أنه من المبكر تقييم المشروع، ولكن مع تشغيله سيكون هناك إمكانية للحكم على إيجابياته وسلبياته إن وجدت.

وأوضح أن المشروع من المتوقع أن يكون له إيجابيات مع تنفيذه فى إقليم القاهرة الكبرى الذى يعانى من تكدس مرورى ومستوى تلوث عالٍ مقارنة بالممارسات العالمية المماثلة.

وتوقع أن يكون العائد على المواطن أفضل من حيث تحسن مستوى الخدمة، وذلك بالتزامن مع التوسع فى اتجاه الدولة لتكامل وسائل النقل ووجود تذكرة واحدة لركوب أكثر من وسيلة انتقال، ما سيكون له مردود إيجابى للخدمة.

واعتبر أستاذ النقل والطرق والمرور بكلية الهندسة جامعة عين شمس أن نظام الأتوبيس الترددى السريع هو بمثابة وسيلة انتقال حديثة سيطبق عليها منظومة النقل الذكى.

وأوضح أن منظومة النقل الذكى هى بمثابة تكنولوجيا المعلومات الحديثة التى يتم توظيفها واستخدامها فى خدمة قطاع النقل بكافة أدواته.

واستكمل أستاذ النقل والطرق والمرور بكلية الهندسة جامعة عين شمس، أن نظام الأتوبيس الترددى السريع يعد من وسائل النقل الصديقة للبيئة كونه يتميز بوجود آلات جر كهربائية.

وأوضح أن الدولة لا تهدف للربح من قطاع النقل بشكل عام وبالتالى أقل شئ هو توفير تكلفة التشغيل والصيانة عند وضع آليات التسعير.