أجمع خبراء سوق المال علي ارتفاع فرص نجاح تغطية اكتتاب شركة بالم هيلز لزيادة رأسمالها المصدر والمدفوع من 1.398 مليار إلي 2.096 مليار جنيه بزيادة قدرها 698.9 مليون جنيه موزعة علي عدد 349.44 مليون سهم بقيمة اسمية 2 جنيه للسهم، بحيث يحق لكل مالك سهمان الاكتتاب في سهم واحد.
وحدد الخبراء مجموعة من العوامل التي ترفع جاذبية الاكتتاب في بالم هيلز وعلي رأسها توجه الشركة نحو تنويع أنشطتها بين وحدات سكنية وفندقية من خلال السعي نحو الاستحواذ علي حصة حاكمة في شركة ماكور للفنادق، علاوة علي ارتفاع رصيد الحجوزات خلال الأشهر التسعة الماضية إلي 1.2 مليار جنيه، والدخول في مشروعات جديدة بتكلفة 4.5 مليار جنيه.
وأضاف الخبراء أن الاكتتاب حالياً في سهم بالم هيلز يوفر فرصة الحصول عليه في منطقة سعرية متوسطة قابلة للارتفاع مرة أخري، حيث يتحرك بالقرب من 8 جنيهات، بالإضافة إلي اتمام الزيادة بالقيمة الاسمية بما يعد محفزاً جيداً لمساهمي الشركة.
وأوضح الخبراء أن الشركات العقارية تتوجه نحو مصادر سيولة مختلفة حالياً للتوسع في مشروعات عقارية جديدة تمهيداً لعودة الانتعاش العقاري لمعدلاته السابقة في 2011، وهو ما يشجع المستثمرين بالسوق علي الاكتتاب في زيادة رؤوس الأموال التي تعتبر بالنسبة للشركات العقارية أداة تمويلية منعدمة التكاليف، علاوة علي دعم موقفها أمام القروض.
في هذا السياق حدد شريف سامي خبير أسواق المال مجموعة من العوامل التي تهيئ مناخ نجاح تغطية اكتتاب زيادة رأسمال بالم هيلز بقيمة 698.9 مليون جنيه، وفي مقدمتها حالة النشاط التي تشهدها الشركة حالياً، حيث إنها في طريقها للاستحواذ علي حصة حاكمة في شركة ماكور للفنادق لتنويع منتجاتها والتغلب علي عقبة المعيار المحاسبي للشركات العقارية والذي يقتضي بإدراج الإيرادات الخاصة بالوحدات السكنية عند التسليم مما يوجد أزمة سيولة في السنوات التي تنخفض فيها معدلات التسليم.
وأضاف أن الشركة تمتلك رصيداً جيداً من الحجوزات يقترب من 1.2 مليار جنيه، علاوة علي أن الشركة تسير قدماً في عدة مشروعات جديدة.
وتشمل قائمة توسعات بالم هيلز مشروع »الجولف فيو« في مدينة 6 أكتوبر، و»الجولف اكسبانشن« و»بالم السخنة«، بالإضافة إلي مشروع آخر في الساحل الشمالي بما يعطي رؤية واضحة عن احتياج »بالم هيلز« سيولة قوية لضخها بهذه المشروعات. ويشار إلي أن بالم هيلز أعلنت عن أن التكلفة الاستثمارية للمشروعات السالف ذكرها تبلغ 4.5 مليار جنيه.
وأشار سامي إلي أن سوق العقارات تترقب العودة إلي مستويات انتعاشها ورواجها السابقة التي تمتعت بها في 2008، قبل وقوع الأزمة المالية العالمية لذلك سيمثل عام 2010 مرحلة الاستعداد وتوفير السيولة الآن للاستفادة بمثارها في الانتعاشة المرتقبة في 2011، بما يدفع مساهمي »بالم هيلز« نحو تدعيم مراكزهم بالشركة لجني الثمار بصورة طيبة خلال العام المقبل.
واستطرد خبير الاستثمار قائلاً إن فرص نجاح زيادة رؤوس أموال الشركات العقارية مواتية خلال هذه الفترة بشدة نظراً لتحقيق قطاع العقارات في البورصة صعوداً بنسبة %62 خلال عام 2009 تعويضاً لبعض خسائر 2008، فضلاً عن أن الأسعار السوقية الحالية للأسهم الكبري بالقطاع التي تضم طلعت مصطفي وبالم هيلز وسوديك، مازالت جذابة بشدة، حيث لم تسجل مستوياتها السابقة، مما يمنح الفرصة للمستثمر بأن يعاصر ارتفاع هذه الأسهم.
وبلغت نسبة تغطية الاكتتاب في زيادة رأسمال سوديك %88 وينتظر أن يتم فتح باب الاكتتاب في الأسهم غير المغطاة قريباً، لتحصل الشركة علي 550 مليون جنيه زيادة في رأسمالها توجهها لمشروعين جديدين هما البوليجون وفورتي ويست.
وفي سياق متصل أكد أسامة مراد، العضو المنتدب بشركة آراب فاينانس جاذبية الاكتتاب في زيادة رأسمال بالم هيلز والخاص بقدامي المساهمين، مشيراً إلي أن الاكتتاب بالقيمة الاسمية البالغة 2 جنيه للسهم يعد عاملاً جذاباً في ظل تحرك القيمة السوقية بالقرب من مستوي 8 جنيهات بما يعد فرصة جيدة للاستفادة من الفارق السعري.
وأوضح أن لجوء الشركة إلي سياسة التنويع في المصادر التمويلية بين سندات وقروض وزيادة رأسمال ، تؤكد انخفاض معدل المخاطرة، وكذلك الحفاظ علي مستوي ربحية جيدة للسهم، بما يشجع قدامي المساهمين علي تغطية الاكتتاب، لافتاً إلي أن الشركة ستتفادي من خلال هذه السياسة زيادة نسبة الديون إلي رأسمال علاوة علي تجنب زيادة حجم رأسمالي إلي إجمالي صافي الأرباح.
وأشار مراد إلي لجوء بعض الشركات العقارية إلي زيادة رؤوس أموالها مؤخراً ضارباً مثالاً بشركة السادس من أكتوبر »سوديك«، موضحاً أن هذه الشركات تنحصر مصادر تمويلها في زيادة رأس المال أو الاستدانة أو بيع الوحدات السكنية بأسعار منخفضة، في الوقت الذي لا تعطي فيه السوق مؤشرات لعودة الانتعاش خلال العام الحالي، بما يدفعها إلي الاعتماد علي زيادة رؤوس الأموال، خاصة في ظل توجهها نحو نشاط الوحدات الإدارية للتغلب علي المعيار المحاسبي الخاص بتسجيل الإيرادات، علاوة علي استغلال حالة الرواج التي يعيشها هذا النشاط وانخفاض معدلات ركوده في أغلب الأوقات.
واتفق مع الرأي السابق الدكتور إيهاب صبري، الرئيس التنفيذي لشركة سيتي ستارز لتداول الاوراق المالية، حيث أشار الي ان شركة بالم هيلز تتمتع بعدة مزايا تدعم نجاح الاكتتاب وعلي رأسها امتلاك الشركة مخزوناً جيداً من الاراضي واتجاهها نحو النشاط الفندقي بالاستحواذ علي حصة حاكمة في شركة ماكور للفنادق، علاوة علي تنوع مالكيها بين مساهمين رئيسيين ومؤسسات اجنبية بامتلاك جولدن مان ساكس نسبة %5 ومؤسسات اخري وافراد بما يزيد من فرص نجاح تغطية كالاكتتاب.
جدير بالذكر ان بالم هيلز تمتلك نحو 6 ملايين متر مربع في مدينتين الرياض وجدة بالمملكة العربية السعودية.
وألمح إيهاب الي انه بالرغم من انخفاض السعر السوقي لسهم بالم هيلز اثر طرحه في السوق بسعر 21 جنيها فإن فرص نجاح الاكتتاب عالية في ضوء وجود السهم في منطقة سعرية متوسطة قابلة للصعود، بجانب قوة اداء السهم مالياً بما يجنبه هزات السوق من الهبوط العنيف، فضلا عن نية الشركة للتوجه نحو الاسكان فوق المتوسط بما يضمن ارتفاع معدل المبيعات.
واضاف الرئيس التنفيذي لشركة سيتي ستارز ان الشركات العقارية تلجأ نحو آلية زيادة رؤوس الاموال حاليا نظرا لعدم مصاحبتها أي تكلفة تمويلية بالاضافة الي تقوية مركزها عند طلب قروض أو إصدار سندات، لافتا الي ان طبيعة القطاع العقاري بالسوق المصرية تكسب المستثمرين الثقة في تقوية مراكزهم بالشركات العقارية نظرا لانخفاض اسعار الوحدات السكنية بمصر مقارنة بالدول العربية المحيطة رغم ان آلية التمويل العقاري لم تفعل بعد فضلا عن الكثافة السكانية العالية والتي تلتهم أي وحدات جديدة علي صعيد الاسكان المتوسط والتي بدأت تلجأ إليه أغلب الشركات العقارية حيث ان العجز تراكمي في الوحدات السكنية المتوافرة يبلغ 2 مليون وحدة، مما يؤكد جاذبية الاستثمار في هذا القطاع.
من جانب آخر يري هاني حلمي رئيس مجلس إدارة الشروق لتداول الاوراق المالية انه لابد من عدم انصباب التركيز علي تكلفة المشروعات التي ستتدفق نحوها السيولة فقط بل لابد من التركيز ايضا علي ربحيتها وطريقة سداد مستحقات السندات والقروض وتأثيراتها علي الارباح.
واستبعد »حلمي« ان يكون الاكتتاب بالقيمة الاسمية البالغة 2 جنيه للسهم عنصراً جذاباً في ظل انخفاضه عن نظيرتها السوقية البالغة 8.2 جنيه نظراً لاستغراق السياسة الاستثمارية لهذه السيولة فترة طويلة، بالاضافة الي اعتمادها علي الاستدانة سواء في هيئة قروض أو سندات بما تخفض معدل الربحية.
ولفت رئيس مجلس إدارة الشروق الي ان المستثمر غالبا ما يلجأ الي تغطية حصته في الاكتتاب ما دام لم يتخارج في الشركة قبل موعد زيادة رأس المال تجنباً لهبوط سعر السهم إثر الزيادة، مرجحا أن تنخفض قيمته السوقية بقيمة الزيادة.