أعلنت شركة راية القابضة للتكنولوجيا والاتصالات، مؤخراً عن اعتزامها الاستحواذ علي %30 من هيكل ملكية شركة العاشر من رمضان للصناعات الدوائية والمستحضرات التشخيصية »راميدا«، وذلك بعد أن قام مجلس ادارة شركة راية بالاطلاع علي دراسة جدوي الصفقة.
وابدي عدد من المحللين الماليين تخوفهم من تحمل شركة راية مصروفات صفقة استحواذ جديدة في العام الحالي، في ظل اعتزام الشركة الاعتماد علي القروض البنكية في تمويل نحو %70 من مصروفات مشروعاتها خلال العام الحالي، التي تصل الي 214 مليون جنيه.
وأكد المحللون ايجابية دخول شركة راية في قطاع الادوية، نظرا لطبيعته الدفاعية، مما سيضمن للشركة مصدراً للإيرادات، تنخفض درجة تأثره بالهزات الاقتصادية، وذلك بالاضافة الي ارتفاع فرص نمو القطاع، خاصة شركة راميدا التي تقوم بانتاج 138 منتجاً مختلفاً.
إلا أن شركة راية أكدت أن استراتيجياتها تقوم علي تمويل كل مشروعاتها من خلال القروض البنكية الي جانب التمويل الذاتي، مؤكدة ان رافعتها التمويلية تسمح بالحصول علي قروض جديدة كما أن لديها مبالغ سيولة جيدة تمكنها من تمويل صفقة الاستحواذ علي شركة راميدا دون أن تتأثر الرافعة التمويلية للشركة بشكل سلبي.
أوضحت ريم أسعد، مدير علاقات المستثمرين بشركة راية القابضة للاستثمارات المالية، ان الشركة مازالت تتفاوض مع ادارة شركة راميدا لتحديد السعر النهائي للصفقة.
وأكدت »أسعد« ان سعر الشراء سيقع بين القيمة الاسمية البالغة 1000 جنيه و الحد الاقصي الذي يمثل التقييم الذي حدده المستشار المالي والبالغ 1789.93 جنيه، موضحة ان شركة راية ستقوم بالاستحواذ علي36 ألف سهم من اسهم شركة راميدا تمثل نسبة %30 من اجمالي اسهم شركة راميدا.
ولفتت مدير علاقات المستثمرين بشركة راية القابضة إلي أنه سيتم تمويل صفقة الاستحواذ بنسبة %50 من القروض المصرفية وبنسبة%50 من التمويل الذاتي، مشيرة الي ان سياسة شركة راية تتضمن الاستعانة بالقروض المصرفية الي جانب التمويل الذاتي بالتساوي في تمويل كل المشروعات، مؤكدة أن شركة راية لديها سيولة جيدة كما ان الرافعة التمويلية للشركة تسمح بالاعتماد علي قروض جديدة لتمويل عملية الاستحواذ علي شركة راميدا.
وأوضحت »أسعد« أن شركة راية قررت الاستحواذ علي شركة راميدا نظرا لارتفاع فرص نمو قطاع الصناعات الدوائية من وجهة نظر شركة راية فضلا عن المركز المالي القوي لشركة راميدا، الذي يضمن خلق قيمة مضافة من الاستحواذ عليها بالنسبة لشركة راية القابضة للاستثمارات المالية.
ولفتت الي ان شركة راميدا تعتبر شركة مصرية تعمل بالسوق المحلية منذ عام 1993، كما ان لديها عدة مصانع تقوم بانتاج 138 منتجاً، مؤكدة أن شركة راية اختارت شركة راميدا نظرا لانها ارتأت ان الشركة لديها العديد من المقومات التي تؤهلها لتحقيق اداء متميز في الفترة المقبلة.
وأكدت مدير علاقات المستثمرين ان شركة راية لا تعتزم القيام بعمليات استحواذ جديدة علي الاجل المنظور وستكتفي بعمليات الاستحواذ التي تمت خلال الفترة الماضية، مشيرة إلي أن شركتها مازالت تدرس الدخول في مناقصة الاتوبيس النهري التي اعلنت عنها الحكومة المصرية لتطوير النقل النهري، وأن دخول المناقصة سيتم من خلال شركة اسطول التي تمتلك شركة راية%50 من هيكل ملكيتها فيما تمتلك شركة ريجيونال انفستمنت الـ%50 المتبقية.
من جانبها، أشارت إنجي الديواني، محللة مالية بشركة سي آي كابيتال للبحوث، إلي ارتفاع قيمة المصروفات التي تتحملها شركة راية خلال العام الحالي، مما يقلل من جدوي اجراء عملية استحواذ جديدة بالشركة خلال الفترة الحالية، لأن الاستحواذ الجديد سيترتب عليه تحمل شركة راية مصروفات وقروضاً جديدة.
ولفتت »الديواني« الي ان شركة راية تعتزم توفير نحو %70 من اجمالي مصروفات مشروعاتها القائمة من خلال القروض البنكية وهو الرقم الذي اعتبرته »الديواني« مرتفعاً نسبياً.
وأوضحت المحللة المالية بشركة سي آي كابيتال للبحوث ان اجمالي مصروفات شركة راية يصل الي 214 مليون جنيه في عام 2011، علي أن يتم توفير 150 مليون جنيه من خلال القروض البنكية، و60 مليون جنيه من خلال التمويل الذاتي، و تتوزع تلك المصروفات بين المباني الذكية وشركة تدوير البلاستيك وعدد من المشروعات الأخري.
في الوقت نفسه، لفتت »الديواني« إلي أن شركة راميدا تنتمي لقطاع دفاعي، مما يضمن لشركة راية وجود مصدر ايرادات تنخفض درجة تأثره بالهزات والازمات الاقتصادية، وذلك بالتزامن مع ارتفاع فرص نمو قطاع الادوية، مما يعزز من الجدوي الاقتصادية للصفقة.
وأضافت المحللة المالية بشركة سي آي كابيتال للبحوث ان شركة راميدا لديها عدة ميزات تنافسية، تتمثل في تطور خطوط انتاجها، الا انها اكدت ان الحصة السوقية للشركة تعتبر محدودة نسبياً، مما سيترتب عليه تحمل شركة راية مسئولية تطوير شركة راميدا بعد اتمام عملية الاستحواذ.
كانت نتائج اعمال شركة راية القابضة للاتصالات في الأشهر التسعة الاولي من العام الماضي قد اظهرت نمو صافي الربح بمعدل %15.5 ليبلغ 29.1 مليون جنيه مقابل 25.25 مليون جنيه لصافي ربح الفترة المماثلة من عام 2009.
وكان بيان للشركة قد استعرض معدل نمو القطاعات العاملة بها خلال الأشهر التسعة الاولي من العام الحالي، حيث اظهر قطاع التجارة والتوزيع نمو العائدات بنسبة %44.2 بدعم من انتعاش سوق الهاتف، و إدخال مزيج من المنتجات الجديدة، وإطلاق موقع راية للتجارة الإلكترونية الجديد، و شهد قطاع تكنولوجيا المعلومات نموا بنسبة %16.8 في الإيرادات.
فيما حقق قطاع مراكز الاتصالات زيادة في الايرادات قدرها %16.4 والذي تلقي دعماً جيداً عبر ضم 1500 موظف جديد وافتتاح المبني الجديد بالمعادي وإدخال خدمات جديدة ذات قيمة مضافة، وأيضاً تقديم خدمات الاستضافة التي تتيح للشركات خاصة الدولية استئجار وتشغيل المقاعد من خلال نموذج الاستضافة داخل مراكز راية لخدمات الاتصال.
وساهم قطاع المباني الذكية الذي يقوم علي بناء المكاتب الذكية وبناء المجمعات التجارية في الإيرادات المجمعة لشركة راية بنحو43.9 مليون خلال الأشهر التسعة الأولي من عام 2010، والذي يعتبر احدث القطاعات العاملة بها الشركة.
فيما حققت شركة راية تراجعا بصافي ربح الربع الثالث من العام الماضي بمعدل %32 ليبلغ 8.7 مليون جنيه مقارنة بـ12.9 مليون جنيه في الربع الثالث من عام 2009.
