شهدت أسواق السلع بداية ايجابية في تعاملات – أمس الأول – مع ارتفاع اسعار كل من النفط والنحاس، والذي وصل إلي أكثر عن 4400 دولار للطن، وسط تزايد شعور التفاؤل واحتمالات تعافي الاقتصاد العالمي، ففي أسواق الطاقة ارتفعت أسعار خام برنت تسليم شهر مايو في بورصة السلع الدولية بمقدار 43 سنتاً لتصل إلي 53.90 دولار للبرميل، حيث انخفضت بشكل طفيف عن الارتفاع الذي بلغته مؤخراً ووصل إلي 54.31 دولار للبرميل، بينما ارتفع الخام الأمريكي من نوع غرب تكساس الخفيف تسليم شهر مايو في بورصة نيويورك بمقدار 62 سنتاً ليصل إلي 53.13 دولار للبرميل.
ويبدو ان الالتزام الكبير من جانب أعضاء منظمة أوبك باعلانها عن تخفيض انتاجها من النفط قد نجح في وقف التدهور في أسعاره، حيث ارتفع بنحو %60 خلال الستة أسابيع الماضية، فمنذ ذلك الحين تم التداول في اسعار العقود الآجلة للنفط الخام حول 50 دولاراً للبرميل.
وأعرب جريج بريدي المحلل الاقتصادي بمؤسسة »ابيو راسيا جروب« للاستشارات، عن عدم اعتقاده بأن أسعار النفط ستنخفض عن 40 دولاراً للبرميل لفترة طويلة من الوقت، وان منظمة اوبك قد نجحت في الحفاظ علي هذا المستوي من الأسعار.
وكانت الدول الأعضاء في منظمة »أوبك« قد وافقت العام الماضي علي تخفيض الانتاج بمقدار 4.2 مليون برميل يومياً لمواجهة تدهور أسعار النفط التي انخفضت إلي أقل من 34 دولاراً للبرميل في شهر ديسمبر بعد مستوياتها المرتفعة التي وصلت إلي أكثر من 145 دولاراً للبرميل في شهر يوليو الماضي.
ورغم ذلك فإن بعض المحللين الاقتصاديين يشككون في قدرة منظمة »أوبك« علي خفض انتاجها بشكل كاف لمواجهة انخفاض الطلب، ويرجحون ان تكون أوبك قد بلغت أقصي مدي لها في قدرتها علي التأثير في أسعار النفط.
وارتفعت أسعار النحاس في أسواق التداول إلي أكثر من 4400 دولار للطن، بمقدار %1.5 لتصل إلي 4415 دولاراً للطن مما دفع مكاسبه منذ بداية العالم بمقدار %43.8، وترتفع أسعار تداول النحاس في بورصة شنجهاي بالمقارنة بأسعارها في بورصة لندن للمعادن، مما ساعد علي جذب عمليات بيع المعدن إلي الصين حيث يتوقع المتعاملون مزيداً من عمليات الشراء الحكومية من النحاس لاعادة ملء مخزونها الاستراتيجي من المعدن.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة للنحاس لأعلي متسوياتها خلال خمسة أشهر مع قيام المضاربين بشراء المعدن وسط انتشار الشعور بالتفاؤل بشأن اتجاه الاقتصاد العالمي للتعافي، كما ارتفعت أسعار تسليم شهر ابريل القليل التداول بمقدار 11.15 سنت، لتستقر عند 1.9995 دولار للرطل في بورصة نيويورك.
وشهدت أسعار البن ارتفاعاً – أيضاً – مدعوماً بقيام المضاربين بالشراء واستمرار قوة أسعار التداول المباشر، وكانت اسعار التداول المباشر للبن الكولومبي قد ارتفعت إلي أعلي مستوياتها خلال اثني عشر عاماً يوم الجمعة الماضي بسبب قلة المعروض.
وأكدت شركة فولجيرز المملوكة لمؤسسة جي.إم سماكير انها ستقوم برفع قائمة الأسعار بمقدار %19 للطلبات الجديدة التي تحتوي علي %100 من البن الكولومبي، كما ارتفعت عقود تسليم شهر مايو الأمريكية في بورصة السلع الدولية بمقدار 1.60 سنت لتصل إلي 1.1840 دولار للرطل.
أما بالنسبة للذهب فقد انخفضت أسعاره إلي أقل من 900 دولار للأوقية،حيث تراجعت إلي 880 دولاراً ثم تداولت فيما بين انخفاض وصل إلي 877.45 دولار وارتفاع 895.80 دولار وذلك قبل ان يغلق التداول في بورصة نيويورك يوم الجمعة الماضي عند 891.90 دولار للأوقية.
ولقد أدي الانتعاش الأخير في أسواق الأسهم والنتائج الايجابية التي أسفرت عنها قمة مجموعة العشرين الأسبوع الماضي إلي تراجع اقبال المستثمرين علي شراء السبائك الذهبية.