يتوقع المحللون استمرار الأسواق الأمريكية في الارتفاع خلال الأسبوع الحالي، إذا ما لاحظ المستثمرون مزيداً من علامات تراجع الأزمة الاقتصادية، إذا لم يشهد موسم الإعلان عن نتائج الأعمال خسائر كبيرة للشركات المتداولة.
غير أن شركة »أليكوا« الأمريكية المتخصصة في صناعة الألومنيوم تتوقع عند الإعلان يوم الثلاثاء المقبل عن نتائج أعمالها مزيداً من الخسائر، بما قد يؤثر سلباً علي ثقة المستثمرين.
ويعد أسبوع التداول المقبل الذي يبدأ غداً في البورصات العالمية قصيراً بسبب الاحتفالات بعيد الفصح اليهودي والجمعة الحزينة التي ستغلق خلالها الأسواق في العاشر من أبريل المقبل.
ويري المحللون أن الأسهم المتداولة في البورصة العالمية، خاصة في الولايات المتحدة، سوف تحقق مزيداً من الارتفاع خلال الفترة المقبلة بعد تقارير اقتصادية نشرت خلال الأسابيع الأخيرة، تشير إلي أن الركود الاقتصادي الذي امتد 16 شهراً حتي الآن بدأ ينحسر ليفتح المجال لانتعاش الاقتصاد العالمي.
وقد أنهي مؤشر »ستاندارد آند بورز 500« تعاملات يوم الجمعة الماضي علي ارتفاع بنسبة %24.5 مقارنة بأدني مستوي له في 12 عاماً سجله المؤشر في أوائل مارس الماضي.
فيما حقق مؤشر »داوجونز« خلال الأسبوع الماضي تقدماً بنسبة %3.1 في نفس الفترة التي ارتفع فيها مؤشر »ستاندارد آند بورز 500« بنسبة %3.3 وسجل مؤشر »ناسداك« قفزة بلغت %5 علي مدار جلسات الأسبوع.
وعلق »ويليام ستون«، خبير الاستثمار لدي شركة »PNC « لإدارة الثروات، لوكالة »رويترز« أمس قائلاً إن الاقتصاد العالمي مر بفترة علاجية خلال شهر مارس الماضي حتي بلغت جميع التوقعات أدني مستوي لها، ورغم الأداء الرديء خلال الفترة المقبلة، فإن هذا الأداء سيكون أفضل من التوقعات علي أي حال.
وتعززت آمال المحللين بأن يكون الركود العالمي قد بلغ أدني مستوي له بعد تقارير اقتصادية صدرت خلال الأسبوع الماضي تضمنت محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي قرر فيه ضخ تريليون دولار في اقتصاد الولايات المتحدة بما فيها ميزانية لشراء سندات الحكومة لأول مرة منذ ستينيات القرن الماضي.
ويتابع المستثمرون حالياً أي اعلان يصدر من واشنطن بعد تأكيد إدارة الرئيس »باراك أوباما« بأنها تعمل علي تنشيط القطاع المصرفي وتشجيع المبادرات لتحقيق الانتعاش الاقتصادي.
في الوقت الذي تجاهلت فيه البورصة الأمريكية التقارير السيئة التي صدرت يوم الجمعة الماضي حول أرقام البطالة التي ارتفع معدلها إلي %8.5 بعد تسريح 663 ألف عامل وتحقيق عدد ساعات العمل خلال شهر مارس، مما يعزز فكرة أن أداء الاقتصاد لن يبلغ في تدهوره أسوأ مما بلغه فعلاً.
ورغم هذه التقارير أغلقت المؤشرات الثلاثة الرئيسية في الولايات المتحدة »داوجونز« و»ستاندارد آند بورز« و»ناسداك« – علي ارتفاع خلال الاسبوع الماضي وللأسبوع الرابع علي التوالي.
وفي اليابان ارتفع مؤشر نيكاي 225 بنسبة %0.3 يوم الجمعة الماضي مسجلاً أعلي مستوي له في ثلاثة أشهر، بسبب تفاؤل المستثمرين حول مستقبل أداء الاقتصاد الامريكي وزيادة صادرات شركة سوني لصناعة الالكترونيات.
كما ساعد تراجع قيمة الين الياباني أمام الدولار الامريكي مؤخراً علي ارتفاع اسهم شركات السيارات، مما دفع مؤشر بورصة طوكيو الي الصعود، رغم تحذيرات المحللين من تراجع الطلب الخارجي بسبب ارتفاع نسبة البطالة في الولايات المتحدة.
وتزايدت آمال اليابانيين في تحسن الاقتصاد العالمي بعد قرار مجموعة العشرين تخصيص 1.1 تريليون دولار لمواجهة أسوأ ازمة اقتصادية يشهدها العالم منذ الكساد الكبير، علاوة علي تشديد الرقابة علي أداء القطاع المصرفي.
وقد ارتفع مؤشر نيكاي 225 بنسبة %1.4 علي مدي جلسات الاسبوع الماضي وللأسبوع الرابع علي التوالي.
اما الاسهم الاوروبية فقد أنهت تعاملات يوم الجمعة الماضي علي تراجع بسبب انخفاض اسهم شركات الرواد والبترول، وكذلك التقارير السلبية حول البطالة واداء القطاع الخدمي في الولايات المتحدة.
وانخفض مؤشر »يورو فيرست300 « للاسهم الاوروبية الكبري بنسبة %1.3، ليغلق علي 771.60 نقطة، ومع ذلك فقد أنهي المؤشر جلسات الاسبوع الماضي علي ارتفاع بنسبة %4.6.