ارتباط وجود البنوك الأجنبية بالأزمات المصرفية في الأسواق الناشئة

ارتباط وجود البنوك الأجنبية بالأزمات المصرفية في الأسواق الناشئة
جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأربعاء, 6 فبراير 08

تُعد الأزمات المصرفية من الظواهر السائد حودثها في الدول النامية، فمنذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي توالي حدوث 77 أزمة مصرفية في 72 دولة نامية، ومثلت هذه الأزمات تحدياً أمام الحكومات والسلطات النقدية في هذه الدول. وعلي الرغم من ذلك تعد الأزمات في بعض الدول النامية بمثابة فرصة لهذه الدول لتحسين أدائها الاقتصادي وتبني برامج اقتصادية جديدة بهدف مواجهة هذه الأزمات، ومن ضمن حزمة الاصلاحات تطوير النظام المصرفي الخاص بها والسماح بدخول البنوك الأجنبية كمنافس للبنوك المحلية، وهو ما قامت به العديد من الدول بالفعل حيث تبنت العديد من جوانب الاصلاح المصرفي بعد حدوث الأزمات المالية بها مما ساهم بدوره في تهيئة البيئة بصورة مناسبة لدخول العديد من البنوك الأجنبية إلي تلك الدول.
 
وتُشير البيانات إلي ارتفاع نسبة الأصول المملوكة للبنوك الأجنبية في شرق أوروبا ووسط آسيا من %10 إلي %32 خلال الخمس سنوات التالية لحدوث أزمات مصرفية فيها. وفي أفريقيا ارتفعت هذه النسبة من %32 إلي %45، وفي أمريكا اللاتينية ارتفعت من%28  إلي  %32.
 
وبناء علي ما سبق فسوف يتم عرض تجربة  البنوك الأجنبية في التوسع من خلال التركيز علي ثلاث مناطق اقليمية أساسية هي : أمريكا اللاتينية، وسط وشرق أوروبا، آسيا، وذلك نظراً لوجود تجربة غنية في تلك المناطق.
 
1ـ البنوك الأجنبية في أمريكا اللاتينية:
 
يعد تواجد البنوك الأجنبية في أمريكا اللاتينية ليس بالأمر الجديد، حيث يعود تواجد البنوك إلي نهاية القرن التاسع عشر. وكان الهدف الأساسي لهذه البنوك هو تمويل المعاملات التجارية بين كل من أوروبا والولايات المتحدة من ناحية وأمريكا اللاتينية من ناحية أخري، وتركزت أنشطة البنوك حينذاك في مجال تصدير السلع الأولية واستيراد السلع المصنعة من الدول الصناعية.
 
وقد تضمنت عملية العولمة برامج التحرير المالي الذي ساعد في التنمية السريعة أو التطور السريع للبنوك الأجنبية في الاقتصادات الناشئة لا سيما في أمريكا اللاتينية في منتصف التسعينيات من القرن الماضي. وتمثل البنوك الأجنبية ــ طبقاً لآخر بيان متاح ــ نحو %30 من أصول الجهاز المصرفي في أمريكا اللاتينية. بالاضافة إلي أن القروض بالعملة المحلية التي تمنحها هذه البنوك الأجنبية والشركات التابعة لها تمثل أكثر من %65 من إجمالي القروض.
جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأربعاء, 6 فبراير 08