هيثم درديري
أكد مسئولون في مؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات» ان قرار المؤسسة للاستثمار في سوق الاتصالات المصرية قد تم اتخاذه منذ فترة طويلة إلا أن اتخاذ خطوات فعلية لتنفيذ ذلك ارتبطت بالخطة الموضوعة لتحرير القطاع في مصر والتي تعد الشبكة الثالثة للمحمول أحد أهم استراتيجيات التوسع الإقليمي، مشيرين إلي أن الاستثمار في مصر حتمي واستراتيجي فقط لخطط استثمارية متعددة – لم يتم الكشف عنها-. وتشمل قطاعات مختلفة.
وقال المهندس محمد عمران رئيس مجلس ادارة مؤسسة «اتصالات»: ان التحالف الذي كونته للمنافسة علي الشبكة الثالثة للمحمول يستعد لتقديم افضل العروض الفنية والمالية بمجرد فتح باب التقدم في الخامس من شهر مايو المقبل مشيرا الي أن معدلات انتشار مستخدمي الهاتف المحمول في مصر BR تقدر بـ%20 وهي اهم عوامل الجذب المتوفرة للمشغل الجديد.
وكشف رئيس مجلس إدارة مؤسسة «اتصالات» عن انه لا توجد دراسة في الوقت الحالي لتشغيل شبكة التليفون الثابت في مصر عند طرح عمليات تشغيلها أمام الشركات المتخصصة، بعد أن ترددت انباء حول اعتزام «وزارة الاتصالات» طرح رخصة ثانية للتليفون الثابت بحلول عام 2009، بعد الانتهاء من تراخيص الاتصالات الدولية وجذب لاعبين جدد في اطار برنامج تحرير قطاع الاتصالات الذي بدأت مصر في اتخاذه منذ سنوات.
واكد المهندس محمد عمران أن التحالف الذي كونته مؤسسة الامارات للاتصالات يضم البنك الأهلي المصري و 3 جهات حكومية جار التفاوض معها وتضم الهيئة القومية للبريد والتي ألمح إلي أنها من ضمن اعضاء التحالف المنتظر التقدم بعرض في الخامس من مايو المقبل بعد تأجيل تلقي عروض الشركات المتقدمة للشبكة الثالثة من 17 ابريل الجاري، علي أن يتم التقدم بتقنية الـ«جي اس إم» للمحمول والتي تضمن العمل بالجيل الثالث الذي تم تطبيقه في الامارات وبعض شركاتها التابعة.
وجاءت تصريحات عمران خلال الزيارة التي نظمتها مؤسسة «اتصالات» لوفد صحفي مصري قام بزيارة المقر الرئيسي للمؤسسة في «أبو ظبي» الاسبوع الماضي، بالاضافة الي وحداتها التابعة في كل من امارتي «دبي» و«عجمان» وذلك للتعرف علي انشطة العمل والتوجهات الاستثمارية خلال الفترة المقبلة، ورصد ما تم انجازه في هذا الصدد خلال السنوات الماضية .
وفي تعليقه علي اتخاذ خطوات للاستثمار في سوق الاتصالات الأوروبية كما الحال مع تجربة أوراسكوم تليكوم، نوه عمران عن أن السوق الأوروبية تعد من أكبر الأسواق الناضجة عالميا في خدمات الاتصالات، ومعدل النمو في عدد مشتركي الهواتف الثابتة والمحمول ضعيف جدا نظرا للتشبع الحالي في عدد المشتركين.
واعرب عن ان فرص التوسع تتركز في الوقت الحالي في الدول الأسيوية والافريقية والتي تدير بها عمليات تشغيلية في 13 دولة مثل السعودية والسودان وعدد من الدول الافريقية وشركة اتصالات الباكستانية، مشيرا الي ان الانتقال الي اسواق اخري ذات خطورة عالية في تحقيق الايرادات المطلوبة تعد مسئولية تجاه المساهمين.
واوضح ان المؤسسة تتفاوض مع الحكومة الافغانية لتشغيل شبكة للاتصالات الثابتة بما ينصب في زيادة التعاون بين البلدين بعد ان اتمت سداد 1,4 مليار دولار لشركة الاتصالات الباكستانية «الدفعة الاولي» بداية العام الحالي في اطار صفقة معدلة بقيمة 2,6 مليار دولار لخصخصة الشركة الباكستانية والتي من المقرر ان تنفذ علي خمس سنوات لشراء %26 من اسهمها، وتولت اتصالات حق الادارة للشركة، مؤكدا ان المؤسسة مازالت تدرس شراء %25 اخري من اسهم الشركة والتي اقرت اللجنة الوزارية للخصخصة في باكستان خصخصتها خلال الخمس سنوات المقبلة.
ونفي محمد عمران عدم وجود تأثير ملحوظ خلال الاعوام المقبلة علي وجود مشغل ثاني للاتصالات في الامارات علي تخفيض مساهمة مؤسسة اتصالات في الميزانية الاتحادية العامة للدولة والتي تصل نسبة «اتصالات» منها %25 من اجمالي الميزانية والتي تزيد علي 20 مليار درهم سنويا، وتملك الحكومة نسبة %60 من رأسمالها، بالاضافة الي رسوم الامتياز الذي تدفعه المؤسسة للحكومة، منوها عن امكانية وجود تأثيرات خاصة مع تقليص مساهمة «اتصالات» في الميزانية الاتحادية في الوقت الذي لن تستطيع الشركات العالمية والمتخصصة اقامة شبكة للهواتف الثابتة بما لا يحقق الجدوي الاساسية لتأسيسها مشيرا الي ان الحكومة الاماراتية ستجد آليات جديدة للتمويل.
ودعا عمران الي ضرورة التعاون العربي في خدمات الاتصالات نظرا لدور الشركات الاقليمية علي دعم برامج الرعاية المجتمعية والتدريب التقني وتقليل تكلفة الخدمات المتبادلة بين الشركات بما يصب في زيادة حجم العلاقات الاقتصادية مع الدول العربية.
وقام الوفد الصحفي المصري بجولة تعريفية داخل المبني الرئيسي لـ«اتصالات» بعد عرض تقديمي شامل حول المؤسسة منها مكتب «رؤية الامارات» المتخصص في خدمات الكبيل التليفزيوني الرقمي في الامارات و«مختبر الامارات للاتصالات» المتخصص في التحقق من حصول مشتركيها علي أجهزة متخصصة متوافقة مع المعايير والمقاييس العالمية في هذا المجال قبل تداولها في دولة الامارات العربية المتحدة، بالاضافة الي مركز البيانات الذي يضم خدمات الدعم الفني والتخزين طوال ايام الاسبوع للشركات والمؤسسات المختلفة وتوفير غرف الاجتماعات عبر الفيديو Video Conference واستضافة خدمات الانترنت وتسجيل اسماء النطاقات.
كما شملت زيارة المبني الرئيسي للمؤسسة في «ابو ظبي» قسم ادارة الشبكات الذي يعد الركيزة الاساسية للاتصالات السلكية في دولة الامارات وتلقي شكاوي العملاء والتي تصل نسبتها الي %0,05 من اجمالي عدد المشتركين في خدمات الهاتف الثابت.
ولفت مسئولو شركة «اتصالات» الي وجود استراتيجية عمل لاعادة الحياة للخطوط الثابتة وتحسين جودة الخدمات المقدمة من خلال تكنولوجيا الاجيال الجديدة المعروفة بالـNGN اختصارا لـNew Generation NetworK والتي تتمكن من دمج تكنولوجيا الهاتف المحمول والثابت معا في آن واحد.
واكد المهندس احمد بن علي مدير الاتصال لمؤسسة الامارات للاتصالات ان اتجاه مؤسسة خطوات لتقديم خدمة الجيل الثالث كان له أكبر الاثر في قيام شركات تصنيع الهواتف المحمولة قرارات لتصنيع الاجهزة الموجهة لتلبية اهتمامات المستخدمين.
واضاف بن علي ان شركته كانت من اول 5 شركات قدمت خدمات الجيل الثالث في المنطقة والذي تتطلب بدوره تكليف فريق عمل لتطوير خدمات المحتوي والقيمة المضافة ونظم المكتب المتحرك لتلبية احتياجات رجال الاعمال، متوقعا وصول عدد المستخدمين بـ200 الف مستخدم للخدمة بنهاية 2006 بعد ان تم تقديمها تجاريا في اكتوبر 2005.
من جهته اكد المهندس خليفة القورة مدير تسويق الخدمات والاتصالات في «اتصالات» استعداد المؤسسة لادخال خدمات الجيل الثالث المعدلة المعروفة بالـHSDPA والتي تصل سرعتها الي 1,8 ميجابت في الثانية لتسجل اعلي معدلات الاتصال في شبكات الاتصالات بالمنطقة.
وارجع القورة عدم انتشار خدمات الجيل الثالث بالصورة المطلوبة علي المستوي العالمي الي الافتقار في الهواتف الذكية المتخصصة في استقبال الخدمة وعدم زيادة عدد المشتركين في خدمات الانترنت والترفيه ونقل الخدمات وتصل الساعات عبر المحمول بنظام الجيل الثالث بصورة جيدة.
وتستعد اتصالات لتشغيل شبكة الانترنت اللاسلكي المعروف بالـWirlless Broadbard في جميع انحاء الامارات بعد نشر شبكة تجريبية خاصة بها مؤخرا.
من جهته، اكد جمال الصايغ مدير الاستثمارات الدولية بمؤسسة الامارات للاتصالات ان استراتيجية المؤسسة تلتزم بالسوق المحلية ولا توجد مخاوف من الرخصة الثانية للاتصالات في دولة الامارات، في الوقت الذي تتواجد الشركة في السوق الخارجية منذ ما يقرب من 12 عاما، بعد أول استثمار في شبكة زنجبار في تنزانيا ليتم الاعلان بعدها عن استثمارات جديدة في كيوتل والثريا للاتصالات الثابتة.
يذكر أنه تم تأسيس الشركة الثانية في الامارات «دو» منتصف العام الماضي برأسمالي قدره 1,2 مليار دولار كإحدي خطوات تحرير قطاع الاتصالات بموجب اتفاق منظمة التجارة العالمية لتحرير الخدمات التي دخلت الامارات في عضويتها، فيما يري الخبراء ان الهدف من تأسيسها توفير بدائل اخري للمستخدمين وضمان استقرار الوضع في سوق الاتصالات المحلية.
من جهته اكد الدكتور دعاء احمد فارس المصري المقيم في الامارات ومدير عام اكاديمية اتصالات علي ان الاكاديمية تستهدف تدريب كوادر الهيئات والمؤسسات والشركات وقطاعات الاعمال والوزراء داخل الامارات وفي منطقة الشرق الاوسط، ويتم ذلك من خلال عقد الدورات التدريبية المختلفة للتنسيق مع بيوت الخبرة العالمية في تكنولوجيا المعلومات، وتأمين قواعد البيانات وعلوم الاتصالات والمجالات المحاسبية والدورات المتخصصة في اللغة الانجليزية والبرمجيات.
واشار مدير عام اكاديمية اتصالات الي استعداد الاكاديمية الي توقيع اتفاق مع شركتين عاملتين في قطاع الطيران المدني لم يفصح عن اي منها لوضع البرنامج التدريبي اللازم لها والذي تم اعتماد الاكاديمية كممثل للمعهد الدولي لأمن تكنولوجيا المعلومات ISI & MIS الذي يعد احد اكبر الهيئات العالمية في تأمين قواعد البيانات والشبكات في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.
وقام الوفد الصحفي المصري بنهاية الجولة التعريفية بزيارة مقر كل من مصنع «ابتكار» للبطاقات الذكية و«مركز الاتصالات Contact Center بإمارة عجمان، وتتيح وحدة ابتكار لنظم البطاقات الذكية «الكروت» المزودة بذاكرة والبطاقات الخاصة بتطبيقات الوسائط المتعددة وشرائح قطاع الاتصالات «جي إس إم» والهواتف العامة Pay Phone واشتراكات الانترنت وكروت الخدش.