أوضح اتحاد شركات التأمين المصرية، أهمية هندسة الخطر كأحد التخصصات البالغة الحيوية في قطاع التأمين، مؤكدا أنها تلعب دورا محوريا في دعم الشركات التأمينية من خلال تقليل حجم المطالبات، وتحسين مستوى السلامة، وزيادة المرونة في العملية التأمينية.
وأكد الاتحاد في نشرته الصادرة اليوم الأحد على أن هندسة الخطر لم تعد مجرد فرع من فروع المعرفة الهندسية، بل تحوّلت إلى أداة إستراتيجية تدمج بين التحليلات الفنية والتخطيط المستقبلي، لتقديم تقييم دقيق للأخطار المحتملة، مثل الكوارث الطبيعية، والحرائق، والأعطال التكنولوجية، والتهديدات السيبرانية، بل وتمتد لتشمل حتى الكوارث الاجتماعية.
تخصص يتجاوز المفهوم التقليدي للتأمين
وأشارت النشرة إلى أن مفهوم هندسة الخطر تطور بشكل كبير منذ ظهوره في القرن العشرين، حيث بدأ استخدامه في الدول المتقدمة كأساس لتقليل آثار الكوارث والأزمات المتنوعة، ومن ثم تعرّفه منظمات دولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي بوصفه الاستخدام المنهجي للمعرفة الهندسية لحماية الأرواح والممتلكات وتحقيق التنمية المستدامة.
وأكد الاتحاد أن هذا التخصص يركز على الوقاية قبل التعويض، وهو ما يميزه عن نماذج التأمين التقليدية التي تتفاعل مع وقوع الخسائر فقط. إذ تعتمد هندسة الخطر على تقييم شامل للمخاطر المحتملة من خلال تحليل المنشآت وسلاسل التوريد، ومن ثم اقتراح تدابير وإجراءات احترازية فعالة مثل أنظمة الحماية من الحرائق، والصيانة الدورية، وتطبيق بروتوكولات السلامة.
أداة حاسمة في دعم الاكتتاب التأميني
وفي هذا السياق، شدد اتحاد شركات التأمين المصرية على الدور الجوهري الذي تلعبه تقارير هندسة الخطر في تعزيز جودة الاكتتاب، حيث توفر هذه التقارير للمكتتبين معلومات دقيقة حول طبيعة الأخطار، مما يساعد على تصميم وثائق تأمين أكثر دقة وتفصيلًا، ويوفر تغطيات تتناسب مع الواقع، ويزيد من مستوى رضا العملاء.
وأوضح الاتحاد أن عددًا من شركات التأمين العالمية بدأت بالفعل تقديم خدمات هندسة الخطر كميزة تنافسية تضيف لقيمتها في السوق، إذ تساعد هذه الخدمات في التوسع في قبول أخطار كانت تعتبر عالية المخاطر سابقا بسبب نقص البيانات، وهو ما يفتح المجال أمام نمو محفظة التأمين وزيادة الأقساط.
ونوّهت النشرة إلى أن هندسة الخطر تُعد من التخصصات الضرورية للشركات متعددة الجنسيات والمصنّعين العاملين في الصناعات ذات الطبيعة الخطرة، نظرا لأن أي خلل في بيئة العمل أو سلاسل الإنتاج قد يؤدي إلى تداعيات تتجاوز الحدود المحلية إلى الأثر العالمي.