إغلاق دور العرض بالمحافظات وغياب الأفلام الكبيرة يُلخص حال السينما المصرية

أسئلة مختلفة تلخص حال السينما المصرية حاليا يجيب عليها بعض السينمائيين والنقاد في هذا التحقيق

إغلاق دور العرض بالمحافظات وغياب الأفلام الكبيرة يُلخص حال السينما المصرية
أحمد حمدي

أحمد حمدي

1:45 م, الأربعاء, 9 ديسمبر 20

هل أصبحت صناعة السينما المصرية في حالة ركود مقارنة بالدراما التليفزيونية . هل تراجع إقبال الجمهور على مشاهدة الأفلام بسبب انتشار ما يعرف بالمنصات الرقمية الحديثة شاهد وفيو ونتفليكيس” وغيرها من بلاتفورم الحديثة . هل تسببت جائحة كورونا في تدهور الصناعة بقوة . وهل غياب كثير من الفنانين الكبار عن التواجد سينمائيا عن السينما المصرية مثل عادل امام ويحى الفخراني وليلى علوي وغيرهم.

 أسئلة مختلفة تلخص حال السينما المصرية حاليا يجيب عليها بعض السينمائيين والنقاد في هذا التحقيق.

أيمن سلامة: مسقط رأٍسي بدسوق ولا توجد بها سينمات ومحافظات الصعيد محرومة منها

وصف المؤلف أيمن سلامة حال السينما المصرية في الوقت الحالي بأنها تتميز بالتقنية العالية في صناعة الفيلم السينمائي من حيث جودة الصورة والإخراج وغيرها من الأمور.

وأضاف أن من عيوب الصناعة حاليا أن الجمهور المصري رغم كونه يصل إلى 100 مليون شخص إلا أن رواد السينما لا يتعدون 2 مليون مواطن ومعنى ذلك أن 2 في المئة فقط هم الذين يذهبون للسينما وذلك رقم ضعيف للغاية بالنسبة لعدد الشعب المصري.

وأكد أنه يجب أن تدرس الثقافة السينمائية ويتم تشجيع الجمهور للذهاب لدور العرض السينمائي، مضيفا أن عدد الأفلام السينمائية التي يتم إنتاجها سنويا قليل جدا ويجب أن يزيد، بالإضافة إلى أن دور العرض بمصر يجب أن تزيد أيضا فلا يصح أن يكون عدد الشاشات للعرض في مصر 400 فقط.

وأوضح قائلا: إن هناك مدنا ومحافظات كاملة لا توجد بها شاشات أو سينمات مثل مدن الصعيد والوجه البحري محرومين من السينما تماما، والسينما المصرية مقتصرة فقط للأسف على محافظتي القاهرة والإسكندرية وبعض المدن، منوها بأن مسقط رأسه بدسوق كانت فيها سينما وحيدة أساسها الراحل سمير عبد العظيم ثم تم هدمها، فهذه كارثة حقيقية ألا توجد سينمات كثيرة في هذه المدن وحينما ستتواجد هذه السينمات ستكون هناك أفلام سينمائية كثيرة تستوعب هذه السينمات.

ماجدة موريس: أصبحت في حالة سيئة للغاية والجمهور لم يعد شغوفا بمشاهدة أفلام دور العرض

وتقول الناقدة ماجدة موريس، إن حال السينما المصرية في الوقت الحالي سيئ للغاية، لأن الإنتاج السينمائي قل جدا، إلى جانب أن الأفلام السينمائية الكبيرة إنتاجيا قلت أيضا بدور العرض السينمائي بمصر.

وأضافت: أصبحنا ننتظر المهرجانات السينمائية المهمة مثل الجونة والقاهرة والإسكندرية السينمائيين، حتى نستطيع مشاهدة أفلام جديدة ومختلفة من حيث الجودة والمستوى الفني والموضوعات المقدمة أيضا.

ولفتت موريس إلى أنه أيضا أغلب دور العرض بالمحافظات تم إغلاقها، مشيرة إلى أن الجمهور لم يعد مقبلا على السينمات بصورة كبيرة مثل السابق.

وأكدت أن ما يعوض هذا التراجع السينمائي ظهور المنصات الرقمية المعروفة بـ “بلاتفورم” الحديثة التي تعرض أفلاما سينمائية جديدة للجمهور وكان آخرها فيلم “صاحب المقام” بموسم العيد الماضي بطولة الفنان آسر ياسين ويسرا وإخراج ماندو العدل وإنتاج أحمد السبكي.

ووصفت حال السينما قائلة: “لايمكن أن تستمر الأمور بهذا الشكل لصناعة عمرها يتجاوز 120 عاما مثل السينما المصرية أبدا”.

عصام زكريا: السينما تعاني من أزمة حقيقية في الإنتاج والجمهور الحالي ذوقه أمريكي

وأوضح الناقد السينمائي عصام زكريا، أن الوضع في السينما المصرية كان صعبا قبل جائحة فيروس كورونا ومع هذا الوباء أصبح الأمر أكثر سوءا.

ولفت إلى أن الجمهور تراجع عن الذهاب للسينما بأعداد كبيرة ، بالإضافة إلى أن الأفلام لم تعد جذابة بالقدر الكافي وتعتمد علة مواسم الأعياد بنوعية تافهة من الأفلام ، والجيد منها أصبح محصورا داخل المهرجانات والقاعات الصغيرة ودور العرض المتحجمة ولا يوجد عليها إقبال جماهيري أو إعلامي أو اهتمام.

وأضاف أن المنتج لا يقبل على تقديم أفلام سينمائية ضخمة لأن ميزانية الأفلام أصبحت متزايدة وتصل إلى 60 و70 مليون جنيه، ولا يستطيع المنتج تغطية هذه التكلفة مع أزمة دور العرض والقرصنة وانشغال الناس بالمنصات الحديثة في منازلها وأصبحت تشاهد الأفلام الجديدة ، لذلك من يرد الإنتاج يهتم بالدراما لأنه يستطيع بيع المسلسل لقنوات فضائية أم السينما فصعب الإنتاج فيها حاليا.

وأوضح زكريا أن السينما المصرية طيلة عمرها لديها جمهورها حتى على المستوى العالمي، فالأفلام الجيدة تتفوق على الأمريكية في دور العرض والجمهور المصري ذوقه محلي ويفضل الفيلم المصري طيلة الوقت حتى في عز أزمات السينما المصرية، أما حاليا فتم فقد ذلك في التوزيع العربي حتى الجمهور العربي كان يفضل الفيلم المصري بدرجة أكبر من أفلام بلادهم سواء التوانسة أو المغاربة أو الخلايجة.

أما حاليا الفيلم المصري فلم تعد له جاذبية كبيرة في البلاد العربية لأسباب كثيرة، منها عدم تطور الموضوعات المقدمة ولم يعد هناك توزيع عربي على المستوى المصري والجمهور الجديد من الشباب الذي تربى في عصر الإنترنت أصبح ذوقه أمريكيا أكثر منه مصري.