حالة من »الخمول الشعري« تصيب معرض الكتاب هذا العام، حيث قل نتاج دور النشر المختلفة من الشعر هذا العام الي أدني مستوي، فقد طرحت بعض الدور عددا محدودا من الدواوين ، كما امتنع البعض الآخر هذا العام عن نشر الشعر من الأساس.. وما صدر في الدور الأخري فكان في اغلبه لشعراء جدد أو شعراء جيل الوسط مثل ياسر قطامش وخديجة مكحلي والسماح عبد الله، أما الشعراء الكبار أمثال فاروق شوشة ومحمد إبراهيم أبو سنة وفاروق جويدة فقد اختفي إنتاجهم الشعري في معرض الكتاب هذا العام.
|
فاروق شوشة |
وتتمثل أغلب الأعمال المعروضة في شعر العامية، في قصيدة النثر والتفعيلة، واختفي الشعر العمودي ما عدا قلة من الدواوين، وأرجع بعض الناشرين ذلك إلي عدم الإقبال علي الشعر في الفترة الأخيرة، وأيضا لحالة الإحباط التي تتملك الشعراء بعد أن أدركوا عدم الإقبال علي أعمالهم فتوجهوا إلي الندوات والأمسيات الشعرية ومواقع الإنترنت مثل »فيس بوك« لعرض أعمالهم عليه ليحصلوا علي آراء أصدقائهم والمقربين لهم في هذه القصائد.
قال السماح عبد الله، مدير دار »التلاقي« للنشر إن الدار ستطرح مجموعة دواوين شعرية جديدة منها ديوان »الوسيلة المتاحة للبهجة.. فصلان في الجحيم« للشاعر كمال عبد الحميد، ويعد الديوان تأصيلا لتجربة الشاعر السردية التي تستفيد من إنجازات قصيدة النثر وتحليلاتها، حيث يعمل في نصوص ديوانه علي ما يمكن تسميته بـ »أنسنة المفردة«، بعيداً عن التعقيدات القاموسية والرموز الموغلة في الصعوبة.
كما يصدر للسماح عبد الله، مدير الدار، ديوانه الجديد »قبو الثلاثين« والديوان يضم عشرين قصيدة تتناول قضايا اجتماعية وذاتية مختلفة، من بينها : »حكاية إضافية للقوال، في انتظار النهر، الزوجة الخائنة، المشاهدة، البعيدون«.
وأشار موسي علي، المستشار الإعلامي لـ »لدار المصرية اللبنانية«، الي أن الدار ستطرح مجموعة كبيرة من الأعمال الشعرية هذا العام منها ديوان »يا حلاوة المولد« للشاعرة حنان مفيد فوزي وهو ديوان شعر ساخر، وديوان »فذلكة شعرية« للشاعر ياسر قطامش، وهو ديوان تختلط فيه قصائد الفصحي والعامية من الشعر الساخر الذي يتناول الأحداث السياسية والاجتماعية، وتم نشر معظم هذه القصائد في جريدة أخبار اليوم، كما تصدر الدار الأعمال الكاملة للشاعر الدكتور عبد اللطيف عبد الحليم »أبو همام« من الشعر العمودي ، وكذلك يصدر ديوان »كنا حبيبين« للشاعرة السورية خديجة مكحلي، وهو ديوان فصحي يحتوي علي مجموعة من قصائد التفعيلة والعمودي ويتناول الديوان قضايا إنسانية ودينية.
أما دار الفاروق فتصدر الأعمال الكاملة لأحمد شوقي في نسخة جديدة، وكذلك تصدر ديوان المتنبي، أما عن الدواوين التي تصدر حديثا فيصدر ديوان »حكي الورد« لمحمد علي، وديوان »عروس البحر« لياسر قطامش.
ومن جانبه، قال يحيي هاشم، مدير دار »اكتب« للنشر، إن الدار تصدر هذا العام مجموعة من الدواوين المختلفة عن السنين السابقة حيث إنها تتناول مجموعة من القضايا الوطنية والاجتماعية والذاتية، ومن هذه الدواوين »بحب الحكومة« لهاني مهران، و»كل الكلام« لعمرو سلامة، »تمر ورقا عروس البحر« لدعاء بدوي، و»لحظة من فضلك« إسلام حجي.
أما الشاعر أشرف يوسف، محرر دار العين للنشر، فلفت الي أن الدار ستقدم مجموعة من الدواوين لشعراء مصريين وعرب، و منها ديوان »الخبز« لكريم عبد السلام، وديوان »دوارة اسطوانة« للشاعر المغربي إدريس علوش، وديوان »حالة المصري« شعر عامية للكاتب الصحفي هيثم دبور، وتقدم الدار كتاب »مختارات من قصيدة النثر المصرية: »أنطولوجيا قصيدة النثر المصرية« في نسخة جديدة يقدم لها الشاعر رفعت سلام بينما كانت النسخة السابقة من إعداد وتقديم عماد فؤاد، وديوان »بكل جسدي بكل طفولتي« للشاعر البهاء حسين، وديوان »سحر حقيقي« وهو أول إصدار للشاعر مينا ناجي ، وديوان »كلمة في ودن الموت« بالعامية المصرية للشاعر حسام نصار، وديوان »نساء الشرفات« للشاعر جمال القصاص، وديوان »تطريز بن لادن« للشاعرة غادة نبيل.
وتقدم دار »أوبرا« للنشر خمسة إصدارات جديدة من بينها ديوان واحد وهو »رسالة إلي امرأة نورانية« للشاعر محمد زيدان، ويتكون من مجموعة قصائد بالإضافة إلي عدد من المقالات النثرية التي يدور معظمها حول المرأة، ومن جانبها أشارت الدكتورة سحر عبد الشافي، مدير الدار، أنه لا يوجد إقبال علي الكتب بشكل عام، أما الشعر فسبب خصوصيته أنه فن له نوعية خاصة جدا من المريدين والمتذوقين فقد اضمحل إنتاجه بشكل كبير، كما أن الدواوين ذات القيمة الشعرية الحقيقية أصبحت قليلة بشكل كبير، وأكدت »عبدالشافي« أن الشعر لا يوجد عليه إقبال فمن الصعب أن يطبع ديوان ما أكثر من طبعة، بل و في أحيان كثيرة يظل الديوان حبيس أرفف مكتبات البيع ولا يلقي أي إقبال، ومعظم الدواوين تبيع بنسبة %10 من الطبعة الواحدة بعد صدور الديوان بسنة واحدة.
ولفتت عبد الشافي الي أن الشعراء في الفترة الأخيرة اتجهوا إلي الأمسيات الشعرية والندوات النقدية أكثر من اعتمادهم علي طباعة الدواوين، ففي هذه الأمسيات يلتقي رواد الشعر، وهذا ليس خاصا بالشعراء الشباب فقط بل أصبح الشعراء الكبار أيضا يعانون من مشاكل عدم الإقبال علي الكتاب، وأصيب معظم الشعراء بالإحباط بسبب خروج الشعر من اهتمامات القارئ الذي اتجه لألوان أدبية أخري كالرواية أو الأدب الساخر ، أو اتجاههم إلي مواقع الإنترنت والمدونات و»الفيس بوك« وكتابة أعمالهم فيها كنوع من كسب آراء الأصدقاء والمريدين.