إحياء أبحاث تصنيع البلاستيك والدهانات من المحاصيل الزراعية

إحياء أبحاث تصنيع البلاستيك والدهانات من المحاصيل الزراعية
جريدة المال

المال - خاص

11:57 م, الأثنين, 30 يونيو 08

 
إعداد -علاء رشدي:
 
بعد الارتفاع الصاروخي المتواصل في أسعار البترول في الأسواق العالمية واتجاه الدول المتقدمة للتوسع في إنتاج الوقود الحيوي.. برز مجدداً علي السطح مصطلح »الكيمارجيا« وهي فرع من فروع الكيمياء التطبيقية ويعني استغلال المحاصيل الزراعية لأغراض صناعية.
 
ذكرت مجلة »الإيكونومست« أن أبحاث »الكيمارجيا« بدأت منذ فترة الثلاثينيات في القرن الماضي علي أيدي مجموعة من العلماء مثل الأمريكي جورج واشنطن كارفر الذي ابتكر وسائل عديدة لتحويل الفول السوداني والبطاطس ومحاصيل زراعية أخري إلي صابون ودهانات وصبغات وغيرها من المنتجات الصناعية.
 
لكن أبحاث »الكيمارجيا« توقفت أثناء الحرب العالمية الثانية وبعد الحرب تطورت تكنولوجيا البتروكيماويات وسيطرت المنتجات المصنعة من البترول ومشتقاته علي الأسواق نظرا لانخفاض أسعار النفط، التي استمرت منخفضة لعدة عقود.
 
وتقول »الأيكونومست« إن »الكيمارجيا« عادت الآن ولكن في صورة المنتجات التي تعتمد علي التكنولوجيا الحيوية الصناعية المتطورة وتشهد الأبحاث التي تهدف لاستخدام المحاصيل الزراعية في تصنيع منتجات البلاستيك والدهانات والألياف النسيجية وغيرها من المنتجات الصناعية الأخري تطورا كبيرا، تلك المنتجات التي يتم تصنيعها حاليا من البترول ومشتقاته وتشير بعض التقديرات إلي أن مبيعات المنتجات الصناعية الحيوية المتطورة علي مستوي العالم ستصل إلي 100 مليار دولار بحلول عام 2011 وستصل – حينئذ – مبيعات الوقود الحيوي الذي يتم إنتاجه أيضا من المحاصيل الزراعية إلي 72 مليار دولار.
 
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستحقق أبحاث المنتجات الصناعية الحيوية المتطورة انطلاقة قوية هذه المرة؟ وهل ستصل هذه المنتجات إلي مستويات عالية من الجودة تسمح بالاستغناء عن مثيلاتها المصنعة من المنتجات البترولية؟
 
فهناك خبراء ومحللون يرون أن تسويق تلك المنتجات الجديدة المتطورة سيواجه مشكلات وعقبات في البداية تتمثل في تقبل المستهلكين لها واقتناعهم بشرائها حتي وإن كانت أفضل وأرخص من مثيلاتها البترولية.
 
لكن التكنولوجيا الحيوية الصناعية تشد تطورا كبيرا في الوقت الحاضر حيث يتجاوز عدد براءات الاختراعات في هذا المجال 20 ألف سنويا. ويقول تيجريك ديرويتر الرئيس التنفيذي لـ »جينكور« وهي شركة تكنولوجيا صناعية حيوية تابعة لشركة »دانسكو« الدنماركية إن الأبحاث والعمليات التي كانت تستغرق 5 سنوات في هذا المجال أصبحت الآن تتم في عام واحد فقط، فيما يعرب ستين ريجارد رئيس شركة »نوفو سيمس« عن اعتقاده الراسخ بأن تلك التكنولوجيا الجديدة ستزيح القديمة من الطريق، وان المسألة فقط هي مسألة وقت.
 
وبالنسبة لشركات البترول وشركات الكيماويات العالمية الكبري، فإنها تبدي اهتماماً بالتكنولوجيا الحيوية الصناعية الجديدة وتحاول استغلالها في عدة نواحي، فشركتا »رويال وتش شل« و»بريتش بتروليم« »PB « لا تنظران للتكنولوجيا الجديدة باعتبارها تهديداً، بل تعتبرها وسيلة مفيدة يمكن استغلالها في إطالة أمد الاحتياطيات البترولية المتبقية.
 
أما شركات الكيماويات الكبري مثل »داو« و»دوبونت« فقد أعربت عن إعجابها بها، ويقول تشاد هوليداي رئيس مجموعة »دوبونت« إن شركة »سورونو« الجديدة التابعة للمجموعة والتي تنتج أليافاً حيوية ستحقق انطلاقة قوية، ويتوقع هوليداي أن تنمو مبيعات »دوبونت« من منتجات التكنولوجيا الحيوية الصناعية بمقدار 16 و%18 سنوياً لتصل إلي مليار دولار بحلول عام 2012. وأعرب محللون عن مخاوفهم من أن تكون ثورة التكنولوجيا الحيوية في هذه الأيام مجرد »فقاعة« ورد فعل للارتفاع الصاروخي في أسعار البترول، وسرعان ما تنفجر هذه الفقاعة إذا عادت أسعار البترول للإخفاق مرة أخري.ولكن يرد عليهم خبراء في مجال التكنولوجيا الحيوية بأن التكنولوجيا الجديدة ستمضي في طريقها وستحقق ازدهاراً قوياً في الأعوام المقبلة. وستكون منتجاتها أرخص حتي إذا انخفضت أسعار البترول لتصل إلي ما يتراوح بين 50 و 60 دولاراً وأضاف الخبراء أن التجارب الأولي للتكنولوجيا الحيوية الصناعية بدأت منذ سنوات عندما كان سعر برميل البترول 40 دولاراً مدعومة بتوقعات بتحقيق نتائج واعدة، ويضربون مثلا بالبرازيل والتي لديها الآن صناعة قوية لإنتاج الوقود الحيوي من قصب السكر، مما جعل العديد من الشركات من دول أخري تتسابق حاليا لإقامة مصانع لتحويل قصب السكر إلي إثيلين حيوي.
جريدة المال

المال - خاص

11:57 م, الأثنين, 30 يونيو 08